بالمناسبة تستطيع تونس أن تقول بكل فخر إنها حملت لواء التغيير في دول العالم العربي حيث حققت السبق بانطلاق ثورتها التي أسقطت نظام « زين العابدين بن علي» وسرعان ما حذت مصر حذوها لو أن قارئة الفنجان تنبأت منذ أسابيع قليلة بما ينتظر « الجماعة» لقالت لهم أنكم تسيرون في طريق مسدود ، وما جري لكم في مصر ... سيجري عليكم في تونس التي تصورتم أنها القلعة الباقية المؤكدة لكم ، والمفاجأة أن من سيقود التغيير هناك ليطيح بحركة النهضة الإخوانية ينتشر في اسمه حرف «السين» تماما مثلما ينتشر في اسم رئيس مصر ، أي أنكم ستدفعون مزيداً من الثمن الباهظ لأخطائكم وخطاياكم وفشلكم الذريع في انتهاز الفرصة التي جاءتكم علي طبق من فضة لتحكموا الدولتين ثم ممارساتكم الإرهابية ضد الشعب المصري في محاولات حمقاء لاسترداد ما ضاع منكم ثم اكتشاف تواطئكم مع أعداء مصر أصحاب مخطط الشرق الأوسط الجديد. بالمناسبة تستطيع تونس أن تقول بكل فخر إنها حملت لواء التغيير في دول العالم العربي حيث حققت السبق بانطلاق ثورتها التي أسقطت نظام « زين العابدين بن علي» وسرعان ما حذت مصر حذوها. ومن حق مصر أن تقول إنها حققت السبق في كشف وإسقاط النظام الفاشي الإخواني بل أسقطت معه المشروع الذي يحمل زورا اسم «الإسلام السياسي» والمؤكد أن تونس قد حذت حذو مصر فأسقطت هي الأخري نظام « حركة النهضة الإخوانية». ومن حق مصر أيضا أن تقول إنها تحقق حاليا السبق في المواجهة الحاسمة للإرهاب والعمل ليل نهار لاقتلاع جذوره الداخلية والخارجية ، والمتوقع أن تحذو تونس حذو مصر في ذلك خاصة بعد وقوع بعض الأعمال الإرهابية هناك ، وتنامي الجماعات الإرهابية بل وسقوط أعداد من الشباب التونسي في شرك الدعاية السوداء التي يطلقها التكفيريون باسم «الدولة الاسلامية» حتي أن تونس تكاد تحتل المركز الأول في تصدير المنضمين لداعش وغيرها حتي بلغ عددهم «2400» مقاتل دموي. والسؤال الآن : هل يتذكر « راشد الغنوشي» رئيس حركة النهضة التي أطاحت بها الانتخابات البرلمانية ما قاله ذات مرة عن فشل إخوان مصر في إدارة الحكم وارتكابهم لجرائم تضرب الجماعة في مقتل وتدفع ثمنها الباهظ؟ ! لقد أبدي الرجل استعدادا لقبول الهزيمة أمام «حزب نداء تونس» وقال رفاقه إنهم أساسا لم يفعلوا ما فعله إخوان مصر أثناء معركة الانتخابات فلم يهددوا بالويل والثبور وعظائم الأمور إذا لم ينجحوا في الانتخابات، ولم يقولوا انهم سيحرقون تونس كما هدد إخوان مصر بحرق مصر لو نجح غيرهم !!! وقد يقول قائل ان «الغنوشي» الذي عاش سنوات عديدة في أوربا اكتسب خبرة ورؤية مغايرة ،مختلفة عن قادة إخوان مصر ومن ثم لن يسقط في فخ العناد والمكابرة والتشبث الأعمي بما فقدوه. هل يفعلها الغنوشي إذن ويتجنب تلك الأخطاء والخطايا، أم أنه ستأتيه تعليمات التنظيم الدولي المريب بأن ينحو منحي إخوان مصر الذين مازالو يحركون المظاهرات غير السلمية وينسقون مع الجماعات الارهابية التي خرجت من تحت عباءتهم ، وكأنهم يقولون للمصريين «يا نحكمكم.... يا نعدمكم !!» - اعتقد أن الرجل أذكي من أن يقبل تعليمات التنظيم الدولي حتي لو أغروه بأنه سيكون «المرشد» القادم فالمفترض أنه أدرك بل تيقن من فشل الجماعة في مصر وخسارتها الفادحة للشارع الذي صار يرفضهم بل يكرههم كراهية التحريم كما يظهر في جنازات شهداء الإرهاب التي يحتشد فيها مئات الآلاف الذين يطالبون بالقصاص والانتقام كذلك يعلم الغنوشي ان الجيش التونسي الذي بنأي بنفسه عن التدخل في السياسة سبق أن خرج عن تلك القاعدة ولعب دورا بارزا في إسقاط نظام زين العابدين وسوف يفعلها مرة أخري أسوة بجيش مصر اذا حاول أحد إثارة القلاقل وعدم الاستقرار وتهديد أمن الوطن والمؤكد أنه يعلم جيدا أن السبسي والسيسي يملكان الشعبية والقوة التي تتيح لهما الاجهاز نهائيا علي أي أثر للجماعة لتخرج بلا رجعة من التاريخ خاصة بعد كشف جذورها وعدم ارتباطها بمفهوم الوطن والوطنية