في الوقت الذي ركزت فيه التكهنات والتقارير السياسية طوال الاسابيع الماضية علي احتمالات قيام اسرائيل بتوجيه ضربة عسكرية لايران اصبح الحديث طوال الاسبوع الماضي في اروقة السياسة الخارجية الامريكية عن لبنان واحتمالات اندلاع حرب جديدة. وكان ابرز ما طرح حول ذلك تقرير صدر عن مجلس الشئون الخارجية بعنوان »حرب لبنانية ثالثة« الي جانب مذكرة صدرت عن معهد بروكنجز للدراسات السياسية تدعو الي اهتمام امريكي بالشأن اللبناني وتشير الي الخطر الذي يمكن ان تتعرض له المصالح الامريكية في حالة هجوم اسرائيلي جديد علي اراضي لبنان. وقد اعد تقرير مجلس الشئون الخارجية في اطار ما يعرف باعداد خطط طواريء للسياسة الوقائية وأعده السفير الامريكي دانيل كيرتزر الذي مثل بلاده في مصر وفي اسرائيل. ويري محرر التقرير انه علي الرغم من الهدوء النسبي الذي يسيطر علي الحدود اللبنانية الاسرائيلية في الوقت الحالي الا ان احتمالات حدوث مواجهة عسكرية خلال عام ونصف قد تزايدت. ويقول ان اي مواجهة عسكرية ذات اهداف محدودة قد تتصاعد الي حرب علي نطاق واسع تهدد استقرار المنطقة والمصالح الامريكية فيها. ويطرح التقرير احتمالين لاندلاع المواجهة العسكرية، الاحتمال الاول هو قيام حزب الله باستفزاز اسرائيل بتشجيع من ايران لتوجيه الانظار بعيدا عن قضية ملفها النووي. اما الاحتمال الثاني، وهو ما يرجحه التقرير فهو قيام اسرائيل بالاشتباك مع حزب الله لتدمير قدراته التي تهدد امنها من ناحية الي جانب حرمان ايران من موقع قد تستخدمه لتوجيه ضربة تنال من قدرات اسرائيل في حالة قيامها بتدمير المواقع النووية الايرانية.. بل ان اسرائيل قد تستخدم هجومها علي حزب الله كوسيلة للتمويه من اجل ضرب ايران. ويذهب التقرير الي حد تناول كيفية قيام اسرائيل بالهجوم علي حزب الله اما بضرب قافلة تابعة للحزب تحمل بعض الصواريخ او ضرب بعض مخازن السلاح في لبنان بل قد يتعدي الامر ذلك الي ضرب بعض المواقع في سوريا بدعوي انها تخدم حزب الله. هذا بالطبع الي جانب قيام اسرائيل بهجوم جوي مكثف علي مواقع حزب الله في جميع انحاء لبنان وقد يستتبع ذلك غزو بري يتوقف علي مدي ما تم تحقيقه من اهداف. ويري التقرير ان ادلة وعلامات الخطر قد اصبحت واضحة ويلخصها فيما يلي: تصاعد التصريحات المعادية لاسرائيل من جانب حزب الله وتصاعد التصريحات الاسرائيلية التي تهدد حزب الله وايران الي جانب تناول الاعلام الاسرائيلي لكيفية التعامل عسكريا مع كل منهما والذي تكون تقاريره معتمدة علي مصادر عسكرية اسرائيلية. وفي الوقت الذي استبعد فيه السفير الامريكي قيام سوريا بالتدخل العسكري لصالح حزب الله اشار الي ان دمشق قد تعاود مساندة المنشقين في العراق للهجوم علي القوات الامريكية.. اما عن محادثات السلام فانها ستمر بمرحلة جمود جديدة. ويضع التقرير امام الادارة الامريكية عدة خيارات لتفادي اندلاع المواجهة العسكرية بين اسرائيل ولبنان واهم هذه الخيارات : ردع اسرائيل مع التأكيد علي أمنها وذلك بقيام الادارة الامريكية علي اعلي مستوي وسرا باخطار اسرائيل انها لن تساند اي حرب تبادر اسرائيل بشنها الي جانب ان واشنطن ستمتنع عن مساندة اسرائيل سياسيا وعسكريا مع التهديد بمساندة اي قرار يصدر عن مجلس الامن ضد اسرائيل ويذكر محرر التقرير ان اسرائيل ستمارس ضغوطا بمساعدة الكونجرس ويشكك في امكانية الادارة التهديد باتخاذ موقف من اسرائيل.. ويري كاتب التقرير ان بإمكان واشنطون.. تقديم مزيد من المعدات العسكرية كحافز لمنع هجومها علي حزب الله. اتخاذ اجراءات سياسية وقائية لمنع اندلاع المواجهة باعادة احياء مجموعة اسرائيلية لبنانية لمراقبة الحدود. الضغط علي سوريا لمنعها من تسليح حزب الله. السعي الي تعديل سلوك حزب الله تجاه الولاياتالمتحدة بالتفاوض مع الحزب من خلال الحكومة اللبنانية. تأييد وتشجيع هجوم عسكري اسرائيلي محدود وذلك لتفادي اي هجوم موسع. وينصح الكاتب واشنطن في حالة الموافقة علي اي من الخيارات السابقة ان تبادر الي ارسال رسالة واضحة لاسرائيل حيث ان غموض الموقف الامريكي في الماضي كان يعتبر مساندة لوجهة النظر الاسرائيلية.. ونظرا لان السفير الامريكي السابق لا يثق في امكانية قيام واشنطن باتخاذ اجراءات لمنع المواجهة فانه طرح كذلك خيارات للتعامل مع تداعيات حدوث حرب لبنانية ثالثة واثارها الوخيمة علي المصالح الامريكية. وتشمل تلك الخيارات. 1- ادانة ووقف الهجوم الاسرائيلي بمساندة قرار من مجلس الامن يندد باسرائيل ويطالب بوقف فوري لاطلاق النار. 2- السيطرة علي التصرفات الاسرائيلية والعمل علي ضبطها بحيث تكون مواجهة لتسلح حزب الله دون تهديد المدنيين. 3- القيام بحملة دبلوماسية لمعارضة مواقف حزب الله وسوريا وايران. 4- تحويل الازمة الي مبادرة دبلوماسية باطلاق خطة امريكية لمحادثات السلام الفلسطينية الاسرائيلية.