أبدا لن ننساق لأوهامكم ولتفعلوا ما تفعلون لتقتلونا جميعا وحينئذ ستتساءلون: من ستحكمون.. مصر محمية بأمر الله فهي المحروسة وتبا لكم ولأعوانكم كرهت البكاء.. سئمت الدموع .. لم أعد أطيق كلمات التعازي أمام طفل ودع أباه علي أمل اللقاء.. أمام زوجة لوحت لزوجها تعلقا بالبقاء.. أمام أم ودعت وحيدها في لهفة واشتياق وأمام أب أنهك الزمن عوده ويري في نجله كل الرجاء.. أمام بطل ودع أهله وهو لا يعرف أفراق أم لقاء. عفوا لن أشارككم البكاء فالدموع لم يعد لها ينبوع.. سأقول مثلما نطق كل المصريين بالقلب قبل اللسان : مدد مدد شدي حيلك يا بلد.. يا لها من لحظة عصيبة والانباء تصفعنا بخبر استشهاد أكثر من 30 زهرة من زهرات جيشنا الباسل سقطت بيد الغدر والخسة علي أرض سيناء.. لن أبكي وأنا أعرف الثمن الذي دفعه هؤلاء الشهداء فالاعداء يستهدفون وجود الوطن.. يستهدفون الحرث والنسل .. يستهدفون المال والعرض والولد.. لتسقط كل الكلمات ولتسقط كنوز الدنيا أمام قطرة دم زكية وهبت روحها فداء للوطن وأبناء الوطن. أعلنتها: لا وقت للدموع بل وقت التحدي وقت تجميع الهمم وتوحيد الجهود ضد الارهاب الغادر الذي ألف واستأنس العمل في الظلام وأدمن لون الدماء وتشكلت عقليته علي الجمود والتحجر.. الوقت وقت التحدي لأننا أصبحنا نعرفهم جيدا.. لا مانع لديهم من بيع الاوطان لا مانع لديهم من الخيانة، لا مانع لديهم من القتل.. لا مانع لديهم من فعل أي شيء لكسر الوطن ممثلا في عمود خيمته جيش مصر الباسل. وجوههم الكالحة أصبحت لا تفرق بين الصالح والطالح كلمات أهالي الضحايا لا تمثل لهم شيئا وحال كانوا يفهون ويتفكرون لعلموا أنها سهام في نحورهم.. فهذه أم ثكلي تقول: حسبي الله ونعم الوكيل.. وهذا أب مكلوم يقول: ابني الآخر فداء للوطن.. وآخر يقول: خذوني مكانه أدافع عن تراب البلد.. كلمات مثل الذهب لكن هيهات من يسمعها ومن يفهمها ومن يتدبرها ومن يعيها.. وتتوالي المشاهد فهؤلاء المئات من أهالي سيناء الغالية يتدفقون علي المستشفيات تبرعا بالدم لضحايا المذبحة الأليمة ولسان حالهم يقول: لسنا أحسن منهم فهم ذهبوا فداء للوطن وحماية لأهله وهذا أقل واجب نفعله. أبدا أوهامهم لن تتحقق يريدوننا ان نسأم ويصيبنا الملل، يريدون تفتيت وحدتنا، يريدون هز ثقة قواتنا الباسلة الساهرة.. أبدا لن ننساق لأوهامكم ولتفعلوا ما تفعلون لتقتلونا جميعا وحينئذ ستتساءلون: من ستحكمون.. مصر محمية بأمر الله فهي المحروسة وتبا لكم ولأعوانكم ولتذهبوا معهم إلي الجحيم. بعد اليوم «كلنا جنود» لن نترك المواجهة لجيشنا وشرطتنا بل سنواجهكم كل في موقعه.. نعلم أن حربنا معكم حرب شاملة بلا هوادة وليست نزهة تنتهي في يوم وليلة.. أعمالكم الدنيئة هي التي زرعت فينا التحدي.. حكمكم الاسود هو ما جعلنا نرفضكم.. غباؤكم الذي ليس له نظير هو المسئول عن اندحاركم في الجحور.. بعد اليوم لن ترهبنا إشاراتكم الباهتة ولا طبول حرائركم في المدارس والجامعات ولا عبواتكم الناسفة علي المنشآت.. ولا معاولكم في الشوارع والطرقات.. لقد أعلنها الشعب عليكم: للصبر حدود. حرف ساخن: لتسقط كل أجهزة الدعاية المضادة حتي إذا كانت دعاية «جوبلز» وليفرح أعداء الاسلام ويدقوا الدفوف ويقيموا الليالي الملاح فما يفعله أفراد داعش من قطع للرقاب لا يتصوره بشر.. والغريبة أن كل هذا باسم الدين.