توسطت قطر للإفراج عن خمسة من أعضاء طالبان من سجن جوانتانامو «وثقت تحقيقات قام بها صحفيون استمرت عدة اشهر احتضان قطر للمتطرفين في الشرق الأوسط واستخدامهم كأداة لزعزعة استقرار جميع المناطق المضطربة تقريبا.. وذكرت مجلة «فورين بوليسي» انها حصلت علي وثائق من «مجموعة كامستول» التي يديرها مسئول الخزانة الأمريكية السابق ماثيو ابشتاين توضح تفصيلا جمع التبرعات علنا في قطر من افراد وجمعيات خيرية وجهات حكومية لدعم الجماعات الارهابية». حسام هو أحد الأشخاص الذين التقتهم اليزابيث ديكنسون مراسلة «فورين بوليسي» وهو سوري في منتصف العمر.. يمتلك سلسلة مطاعم في الدوحة.. اصبح احد رموز الشبكة القطرية التي تتكون من عملاء يدعون الإسلام، وتضم جنرالات سوريين سابقين ومتشددين من طالبان واسلاميين صوماليين ومتمردين سودانيين. غادر حسام سوريا في 1996 بعد تعرضه لضغوط استمرت اكثر من 10 سنوات من قبل النظام، بعد ان اظهر تعاطفا مع جماعة الاخوان المسلمين.. الكثير من اصدقائه قتلوا في «مذبحة» حماة عام 1982 ابان حكم الرئيس حافظ الأسد. بعد اندلاع الحرب الأهلية السورية وتخلي الدوحة عن الرئيس الشاب بشار انضم حسام الي الرجال الذين استدعتهم الحكومة القطرية لتنفيذ سياستها الخارجية الداعمة للمعارضة السورية. بعد اشهر من التبرع بامواله الخاصة للمقاتلين في سوريا، حصل علي اموال من الحكومة القطرية تحت اشراف وزير الخارجية خالد بن محمد العطية ليتعاظم دوره في تمويل الجماعات المناهضة للأسد، بحسب قوله. من احد المطاعم الهادئة في وسط الدوحة يدير حسام لواء يضم 13 ألفا من المتمردين في مدينة دير الزور بشرق سوريا، بعضهم يقاتلون ضمن الجيش السوري الحر، وجميعهم يدينون له بالولاء. ومع ذلك، اخبر تميم بن حمد آل ثاني امير قطر كريستينا امانبور مراسلة «سي ان ان» نهاية الشهر الماضي في اول مقابلة له منذ توليه الحكم: «نحن لا ندعم المتطرفين». ولذلك فقد سنت قطر مؤخرا قانونا ينظم عمل الجمعيات الخيرية بهدف منعها من جمع التبرعات للمتطرفين أو التدخل في السياسة، تنفيذا لاتفاق الرياض مع باقي دول الخليج والذي ارغمها ايضا علي طرد بعض عناصر الاخوان المسلمين الفارين من القاهرة. وعلي المستوي الدولي، بدأت الدوحة في 15 سبتمبر الماضي التعاقد مع شركات امريكية لتحسين صورتها امام الكونجرس ونشر عدد من الصحفيين لتقارير تصب في صالحها. ويبدو، حتي الآن، ان واشنطن ليست علي استعداد لمواجهة قطر بشكل مباشر.. فعلي الرغم من تحديد الولاياتالمتحدة لثاني مواطن قطري يقدم دعما للقاعدة في سوريا وفي اماكن اخري.. لم توجه الادارة الأمريكية علنا اللوم لدولة قطر. رجال مثل حسام نالوا مباركة وسخط الولاياتالمتحدة في نفس الوقت.. ولم تخجل واشنطن من استغلال اصدقاء الدوحة كلما اقتضي الأمر، فقد توسطت قطر علي سبيل المثال في اطلاق سراح الجندي الأمريكي بوي بيرجدال مقابل افراج امريكا عن خمسة اشخاص من طالبان في جوانتانامو.. كما اجرت مفاوضات مع «جبهة النصرة» (فرع القاعدة في سوريا) لتحرير الكاتب الامريكي بيتر كورتس في اغسطس الماضي. قال حسام انه في 2012 تم استدعاؤه من قبل الخارجية القطرية وطلبوا منه قائمة باسماء اتباعه الذين يريد ان يجندهم في سوريا: «ارسل لنا قائمة بمن تريد.. الرواتب.. وكافة احتياجات الدعم». يقول عبد الله الشيجي استاذ العلوم السياسية الكويتي ان قطر وضعت الاسلام السياسي علي قائمة اولوياتها بسبب أمرين: «الأول: ان الدوحة لا تريد ان تكون السعودية اللاعب الوحيد في المنطقة السنية بالشرق الاوسط. الثاني: ان قطر تريد ان يكون لها دور تلعبه كقوة رئيسية في المنطقة». واول اختبار لساحة حرب بالوكالة تلعب فيها قطر دورا رئيسيا كان في ليبيا حيث كان هناك اجماع اقليمي للاطاحة بالرئيس معمر القذافي..لم تكتف الدوحة بمشاركة الولاياتالمتحدة في شن غارات ضد قوات القذافي.. بل ارادت المساعدة في بناء قدرات المتمردين علي الأرض.. لجأت الدوحة الي اصدقائها القدامي من الاخوان المسلمين ودعمتهم بعشرات الملايين من الدولارات و20 الف طن من الأسلحة. وبعد ان استغرقت عملية الاطاحة برؤساء مصر وتونس وليبيا اسابيع توقع الكثيرون اسقاط نظام الاسد في وقت قصير. لكن، ظهرت بوادر فشل استراتيجية قطر في الربيع العربي في نفس المكان الذي انطلقت منه.. وسط الحشود في الميادين.. في 3 يوليو 2013 هتف المتظاهرون في ميدان التحرير بالقاهرة ضد الرئيس محمد مرسي الذي دعمته قطر بخمسة مليارات دولار.