على الجزار مارس مهنته منذ الصغر فرحة العيد تملأ عينيه وهو يقوم بعمله .. يمسك بالسكين ويتفنن في فصل الجلد عن اللحم بطريقة متقنة سريعة لا يهدر اي قطعة لحم .. وتخرج فروة الاضحية من تحت يديه كاملة وسليمة .خالية من اي ثقوب . سرعته وتركيزه في عمله ومهارته ودقته في نفس الوقت استوقفتنا .. انه محمد عبد الكريم 40 سنة -يعمل جزارا في المدبح القديم بمنطقة السيدة زينب منذ نعومة اظافره وفي ايام عيد الاضحي يتخصص في سلخ جلود الاضاحي، ولانه اصبح الاكثر اتقانا للسلخ في المدبح فاصبحت هذه مهنته الاساسية والتي تعلم اصولها واخذ خبرته فيها من والده واخوه الاكبر، واشار الي ان عيد الاضحي يمثل اسعد ايامه فهو الموسم الخاص بشراء اللحوم وذبح الاضاحي ..و يتطلب العيد من الجزارين عملا مكثفا فمنذ انتهاء صلاة العيد في الصباح الباكر يواصلون العمل طوال الايام الاربعة من اجل الانتهاء من ذبح اضاحي الزبائن وتوضيب اللحوم لهم . اقبال المواطنين علي المحل اثناء عمله ومعهم اولادهم جعلته يشعر بنفس فرحتهم اثناء قيامه بعمله كما ان هناك الكثير من الزبائن يقومون بالتقاط الصور معه وهو يعمل وذلك بسبب اعجابهم الشديد بسرعته ومهارته في الانتهاء من سلخ جلد الاضاحي بشكل متقن في وقت قصير، كما انه بعد انتهائه من سلخ الاضاحي المكلف بها .. فيقوم بمساعدة باقي العاملين في المحل لتوضيب اللحوم وتقطيعها ووضعها داخل اكياس للزبائن حسب طلبهم . كما ان جميع اجزاء الاضحية يتم تنظيفها وتجهيزها فلايوجد اي شيء من الاضحية يتم القاؤه او الاستغناء عنه، كما ان هناك زبائن تريد ان تأخد كل اجزاء الاضحية نظيفة ومقطعة ويشمل ذلك جميع احشائها من ممبار او فشة او كرشة، في حين ان هناك البعض الاخر قد يستغني عن فروة الاضحية او الكوارع او اي جزء من احشاءالاضحية في نظير تخفيض ثمن ذبح وتوضيب الاضحية . واكد علي ان ولديه واحدهم يدعي خالد 4 ابتدائي، وخالد ثانية ابتدائي يحرصان دائما علي المجئ معه الي المحل الذي يعمل به ويجلسان بالقرب منه ليشاهداه طوال ايام العيد ليتعلما منه المهنة ويشعران بفرحة العيد وسط الزبائن المتزاحمين امام ابواب المحل، ولكن العيد هذا العام بالنسبة لهم فله ظروف مختلفة، حيث ان والدتهم قد توفيت منذ 6 اشهر واضطر والدهم ان يخرجهما من المدرسة وان ياتي بهما معه الي المحل لكي يتعلموا مهنة الجزارة منه لكي يستطيعوا تدبير مصروفاتهم واحوال معيشتهم في حالة وفاته او حدوث مكروه له .، كما انهم ليس لديهم من يرعاهم في المنزل بدلا من زوجته أو والدته المتوفاة. واشار الي انه علي الرغم من الظروف الصعبة التي يمر بها منذ وفاة زوجته ووالدته الا انه يعمل جاهدا من اجل تأمين مستقبل ولديه ويحاول ان يعمل في اكثر من محل للجزارة او التجول بالشوارع في ايام العيد لذبح الاضاحي، وهذا يعتبر فرصة جيدة في موسم التضحية، وذلك من اجل الحصول علي اموال لتوفير معيشة افضل لاولاده، كما انه يتمني ان يصبح لديه محله الخاص به هو واولاده، ويحلم بان يكون اكبر محلات الجزارة الموجودة بمنطقة السيدة زينب بأكملها .وحول اسعار ذبح الاضاحي قال انها تختلف من شخص او زبون الي اخر وتتراوح بين 50 -100 جنيه بالنسبة للخروف و500-600 جنيه بالنسبة للعجل بالاضافة الي حصول الجزار علي الفروة او الجلد واكد في ختام حديثه انه مما يسعد النفس ان عيد الاضحي اربع ايام مما يعطي الفرصة للجزارين لخدمة اكبر عدد من الزبائن .