شارون مع قائد الأركان حاييم برليف يوم 17 أكتوبر 1973 مع كل ذكري لحرب السادس من أكتوبر 73، تتزايد حدة الحساب وربما جلد الذات، التي تفرضها إسرائيل علي نفسها، تعبيراً عن مرارة الهزيمة غير المسبوقة، وفي ظل هذا الواقع ما زالت تحقيقات لجنة القاضي الإسرائيلي أجرانات المنوطة بالتحقيق في «المحدال» أوالقصور، تفرض نفسها بقوة علي المؤسسة العسكرية الإسرائيلية، ومع كل إطلالة لذكري حرب يوم الغفران، تتكشف أسرار جديدة، تؤكد محاولات جنرالات الدولة العبرية تبادل الاتهامات حول المسئول عن هزيمة اسرائيل أمام المصريين في يوم الغفران. اليوم وبعد مرور اكثر من اربعة عقود لاتزال عقدة « المفاجأة» و» خطة الخداع» المصرية التي أشرف عليها الرئيس الراحل أنور السادات تتسلط علي تحليلات المراقبين الإسرائيليين. لم تكن حرباً خاضتها إسرائيل في يوم الغفران، وإنما كانت «جهنم» تلقفت نيرانها جنود الجيش الإسرائيلي.. هكذا بدأ قائد الكتيبة 143 مدرعات، رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق ارئيل شارون إفادته أمام لجنة التحقيقات الاسرائيلية أجرانات، وأضاف وفقاً لبروتوكولات اللجنة: «المؤسسة العسكرية الإسرائيلية خلال حرب يوم الغفران كممت أفواهنا، ومنعتنا من التواصل مع القيادة، فكلما كنت أحاول التواصل مع القيادة، كنت أتلقي رداً سلبياً، ولعل ذلك كان سبباً رئيسياً في القصور الذي اعتري إدارة إسرائيل للحرب، أضف إلي ذلك عدم وجود قادة الألوية في ساحة القتال، إذ أنه كان من اللازم تواجدهم أومن ينوب عنهم في الصفوف الأمامية، لا سيما برليف الذي تولي قيادة الجبهة الجنوبية بعد إعفاء جوروديش، ولا أشكك في شجاعة قادتنا، وإنما أضع يدي علي جوانب القصور في حرب الغفران». الأسئلة التي وجهتها لجنة أجرانات لأرئيل شارون، تركزت جميعها حول يومي السابع والثامن من أكتوبر، وحول عمل الكتيبة التي كان يقودها في حينه، وعن ذلك يقول: «التواصل كان بيني وبين عناصر الكتيبة فقط، أما القيادة فكانت في حالة غياب تام عن ما يجري علي الأرض، وحينما نجحت في التواصل مع القيادة، للحصول علي معلومات حول الأجواء العامة لسير المعارك، فوجئت بأنها لا تعلم شيئاً عن طبيعة ما يجري في سيناء، الأمر الذي ضاعف ضبابية المشهد، وانعكس ذلك بصورة علي جنود وضباط الكتيبة التي كنت أقودها، وعندما كنت أحاول نقل الصورة للقيادة وإقناعها بما آل إليه الحال في الصفوف الأمامية، كانوا يُغلقون خط الاتصال». وعندئذ أدركت أن القيادة لم تلعب دوراً كافياً في تأهيل الجنود والضباط لخوض المعركة أمام المصريين». شارون في شهادته علي ما جري في حرب الغفران، عاد للحديث عن القادة الإسرائيليين وقال: «اقترحت علي أحد القادة بالإيعاز لجميع زملائه في القواعد العسكرية بالخروج فوراً، والانضمام للصفوف الأمامية في ساحة القتال، للوقوف علي حقيقة ما يجري هناك، خاصة أن الوضع الميداني كان صعباً للغاية، لا سيما من حيث عدد القتلي والمصابين الإسرائيليين، فضلاً عن الخسائر الفادحة في الآليات العسكرية. وبلهجة غاضبة سألت ذات مرة الجنرال مندلر قائد كتيبة سيناء: لماذا لم تنشر قوات الكتيبة بما يتسق والخطة الموضوعة للحرب؟ فرد علي الفور: تلقيت أمراً من القيادة بعدم نشر القوات». ويضيف شارون في إفادته: «لهذه الأسباب وغيرها فقدت كتيبتي 500 جندياً، فضلاً عن إصابة 200 آخرين في مواجهات عنيفة مع المصريين.