د. محمد السعدنى مايحدث إن هو إلا «شو» أمريكي له أهداف غير تلك المعلنة، وهو في حقيقته لايحقق إلا المصالح الصهيو أمريكية، فتحسبوا للقادم ولاتأخذكم اللحظة إلي التهلكة بأيديكم ولاتتورطوا خارج حدود أمنكم القومي ولقد أصبح الأمر أوضح من أن يماري أحد فيه، ذلك أن الأمريكيين كما أصدقائهم وحلفائهم الأخوان لاينسون شيئاً ولايتعلمون شيئا. فلازالت إدارة أوباما تمارس الأخطاء نفسها وتكررها غير بالية بعواقب ماتفعله علي النظام العالمي ولا القانون الدولي ولا مفاهيم سيادة الدول علي أراضيها التي استقرت في أدبيات العلاقات بين الدول والنظام الدولي لسنوات طويلة لم يزعزها أو يحاول نسفها إلا الأمريكيين الذين يصرون علي العمل خارج إطار نظام الأممالمتحدة، وإلا ما المعني في أن تباهي الولاياتالمتحدةالأمريكية أنها تقصف بطائراتها الداخل السوري دون التنسيق مع السلطات السورية المسئولة؟ لا معني إلا التأسيس للقرصنة الدولية وإرهاب الدولة حتي لو جاء تحت دعاوي مواجهة الإرهاب، أو بذريعة أن نظام بشار الأسد نظام قمعي يجرم في حق شعبه، إذ واجب الدولة العظمي أن تتسلح بالقانون وأن تحافظ علي النظام الدولي لا أن تتحدي كل الأعراف الدولية علناً وتضرب بالمجتمع الدولي عرض الحائط، أو يكون ما تفعله غير متسق مع ماينبغي الحفاظ عليه في العرف الدولي، أو يجافي منطق الأخلاق والقانون، ولايمكن للدولة العظمي أن تكون هي ذاتها المهدد للقانون الدولي بدلاً من الحفاظ علي قواعده وأخلاقياته. لا أحد يناقش في وجوب الحرب علي الإرهاب، ولايمكن لنا أو لغيرنا أن يتأخر في المشاركة بكل مايستطيع في هذه الحرب التي تتخذ أشكالاً عديدة، الحرب المباشرة أو القصف بالطائرات هي إحدي وسائلها وليس كلها، لكن الأخطر هو أن تحشد الولاياتالمتحدةالأمريكية دول المنطقة تحت عناوين محاربة الإرهاب وتستخدم إمكانات المنطقة وتمويلها لأغراض تحقيق سياسات تخص مصالح أمريكية بالأساس وربما أتت علي حساب المصالح العربية والإقليمية، أو هي بالتحديد تهديد مباشر لكيان ووجود وحدود الدول العربية، فهل يعقل أن تحتل «داعش» ثلث الأراضي السورية وثلث الأراضي العراقية في شهر واحد، وتعلن الإسترتيجية الأمريكية أن أهدافها إضعاف وتعطيل داعش في خلال ثلاث سنوات، ويالها من نكتة سخيفة، تجلب الضحك ولكنه ضحك كالبكاء، إضعاف وتعطيل داعش في ثلاث سنوات من تحالف أربعين دولة بقيادة أمريكا وأساطيلها وحاملات طائراتها والقصف الفرنسي والإنجليزي وغيرهما؟ أليس في ذلك مايدعونا للشك والإرتياب والتأكد أن الولاياتالمتحدةالأمريكية غير جادة في القضاء علي داعش بل كما صنعتها من رحم القاعدة وتنظيماتها هي تستخدمها مخلب قط أو حصان طروادة أمريكي تشاغل به دول المنطقة وتستهلكها وتستنفد طاقتها في حروب عبثية، تحقق من ورائها ضرب النظام السوري واقتطاع جزء من أراضيه تزرع في خاصرته ميليشيات مسلحة باسم الإسلام السياسي توطئة لتقسيم سوريا، كما تؤسس لتقسيم العراق بتسليح الأكراد دون غيرهم، إنها لعبة أممية تحاول بها أمريكا تغيير قواعد اللعبة الدولية بينها وبين روسيا وإيران وتركيا، لتحقق من خلالها مالم تستطع تحقيقه بتسليم الربيع العربي ودوله وثوراته للإخوان وتابعيهم من التنظيمات المسلحة بسبب يقظة الشعب المصري وثورته الحاسمة في 30 يونيو وضرب هذه المخططات المستهدفة تقسيم الشرق الأوسط إلي دويلات صغيرة متحاربة مرة باسم الطائفية وأخري باسم المذهبية وغيرها باسم النفط ومواقع النفوذ، وتتحول المنطقة نيراناً مابين السنة والشيعة والأكراد والتركمان والإيزيديين والمسيحيين والموارنة والدروز، ولقد أشعلت الساسات الأمريكية وعملائها المنطقة كلها في اليمن والصومال وليبيا والعراقوسوريا وجرت أليها لبنان والتفجيرات في الجنوب واستهداف حزب الله ودفعه للإشتباك مع قوي آذار، إنها نفس السياسات التي أدت لتقسيم السودان تمارس لتقسيم بقية الأوطان. وإذا كانت أمريكا جادة في محاربة الإرهابلإ فهل أمر داعش يقتضي منها سنوات، وهل داعش وحدها الإرهابية؟ وماهو الموقف الأمريكي من الفصائل الأخري مثل النصرة وبيت المقدس وأنصار الشريعة وفجر ليبيا الذين يمارسون الإرهاب وخرجوا جميعهم من عباءة الإخوان وحسن البنا، ألا يستلفت نظر الأمريكان وحلفائهم الغربيين أن كل من شهد في المحكمة ضد مرسي وأعوانه دبرت ضده عمليات تصفية خسيسة بداية من أبو شقرة ومروراً بمحمد مبروك وانتهاء بمحمد أبو سريع، من صاحب المصلحة في قتلهم غير الإخوان وتنظيماتهم الإرهابية. مايحدث إن هو إلا «شو» أمريكي له أهداف غير تلك المعلنة، وهو في حقيقته لايحقق إلا المصالح الصهيو أمريكية، فتحسبوا للقادم ولاتأخذكم اللحظة إلي التهلكة بأيديكم ولاتتورطوا خارج حدود أمنكم القومي في بحور الدم علي الطريقة الهزلية الأمريكية، ولاتنسوا أن داعش صناعة أمريكية وحصان طروادة أمريكي جديد.