منذ صغرها وهي تعاني من الفقر وقلة الحيلة.. وبعد زواجها لم تفارقها المعاناة بل استمرت تأخذ من جسدها واحلامها وقضت علي طموحها لتصبح ام بلا حلم.. سهير سيدة في عقد الثلاثين، لاحول لها ولاقوة، اصيب زوجها بجلطة في المخ وتصلب الشريين مما نتج عنه شلل كامل بالجزء الايسر ليصبح بعدها قعيد السرير غير قادر علي الحركة. زرناها في منزلها مدينة قليوب ، المعاناة تتحدث عن نفسها في كل ركن من البيت الذي لايعدو عن كونه حجرتين وحماما تشتم رائحته من مسافة بعيدة نظرا لعدم وجود مجاري في القرية. عندما تدخل المنزل لاتستطيع ان تنظر الا في اتجاه واحد، انه سرير في احدي زوايا حجرة نومها، انه الاب المكبل الحركة، ينظر اليك بعينين ثاقبتين، انه يتساءل ، لماذا جئنا الي هذا البيت، هل لو كان قادرا علي الحركة كنا جئنا ورصدنا مأساته، حاولنا ان نطمئن الاب، قلنا له، جئنا لنرصد طبيعة الحياة، فنحن هنا لمساعدتك، ابتسم الاب، واخذت الزوجه توصف لنا مأساته وتقول هذا زوجي الذي رأيتموه، انه لايتحرك من علي هذ السرير بعد اصابته بتصلب الشرايين وجلطة في القلب، ولايوجد لنا مصدر دخل، نحن نبحث عمن ينجدنا انا واولادي الثلاثة وزوجي من هذا الجحيم الذي نعيش فيه، وانا لا استطيع ان اوفر احتياجات اولادي، فهم ضعفاء وانا عاجز عن توفير اي شيء لهم من مأكل ومشرب. وتضيف، اولادي في المراحل التعليمية المختلفة، وزوجي امامك عاجزا عن الحركة، وانا لاحول لي ولاقوة، الامل في الله ثم فيكم .. واضافت طرقت جميع الابواب من جمعيات اهلية وغيرها من ابواب اهل الخير، لكن المساعدات كانت قليلة ولاتكفي لسد جوع واحتياجات اولادي، فهم في حاجة الي مصاريف لاستكمال تعليمهم، وانا حاولت البحث عن عمل لكن جميعها كانت بالليل فرفض زوجي، وبكي امامي، قائلا انه سيحاول البحث عن قرض بضمان وظيفته حيث انه موظف في البريد، لكني رفضت وقلت ان القرض لن يجد من يسدده وممكن يؤدي بنا في السجن.. سهير رفعت يداها الي السماء داعية لمن يقف بجوار اسرتها ويحاول ان يمسح ولو جزءا من مأساتهم التي لم يعد يتحملها بشر.. باب لية القدر قدم مساعدة مادية لسهير حتي تستطيع عمل مشروع يخفف عنها مأساتها ويوفر لاولادها احتياجاتهم الاساسية من مأكل ومشرب.