د. فادى بباوى إذا كان الدواء مرا فالداء أمر « مثل شعبي يصف اوجاع وآلام المريض ومرارته، ولكن بعد ان اختفت العديد من الادوية من الصيدليات المصرية تحول المثل الي « إذا كان الدواء مر فالبحث عنه أمر» .. مشهد « الكعب الدائر» لم يعد في المستشفيات فقط بل امتد الي الصيدليات ليظل المريض «دايخ ال 7 دوخات » بحثاً عن شربة دواء.. الاخبار قامت بجولة علي الصيدليات لرصد الادوية المختفية ومعرفة أسبابه . في البداية اكد د. فادي بباوي مدير صيدلية الامراء بشارع باب اللوق ان الادوية المصرية لا يوجد بها نقص بدائل و البعض الاخر ليس له بدائل خاصة مع الامراض المستعصية مثل الاورام والروماتيد و الكبد والامراض العصبية والنفسية . مضيفا ان الازمة الاكبرتكمن في المريض الذي لا يثق برأي الصيدلي فحتي لو البديل متاح لايثق المريض سوي في الدواء الذي حدده الطبيب فقط . واكد أن الادوية غير المتواجدة هي الاندوكسان الاقراص والحقن والتي تعالج امراض الروماتيود والكلي ، والهولوكوزان والذي يعالج الاورام والمناعة ، بالاضافة الي النيتوكساتزول والذي يعالج الاورام ايضا ، وله بعض البدائل ولكنها غير متوافرة ايضا مثل النيكوزران والايكيران وانيوران ، ويقول اكرامي محروس صيدلي أن النقص الذي نعانيه من عدم وجود الادوية في الاسواق اصبح ملحوظا بشكل كبير، فالادوية غير المتاحة في الاسواق تمثل نسبة 10 % من اجمالي الادوية و لكن ما يثيرالقلق ان الانواع غير الموجودة تشمل كل الامراض مثل السكر او الضغط والكبد وان كان الانسولين المحلي متاحا بنسبة ضعيفة في الصيدليات . ويضيف الدكتور سامي عادل صيدلي أن المشكلة تكمن في ان معظم أصناف الادوية غير المتوفرة لعلاج امراض مزمنة مثل الكبد والسكر والاورام و بدائلها من العلاج المحلي ليس له نفس التأثير وهذا ما يجعل الازمة متفاقمة، مؤكدا ان الامر لا يمس الادوية فقط بل امتد لألبان الاطفال وتزامنت هذه المشكلة مع اختفاء عدد كبير من الادوية يخلق ازمة حقيقية ، فأزمة الادوية بدأت منذ ثلاث سنوات وتفاقمت في ظل الظروف الاقتصادية والادوية غير المتوفرة في الصيدليات تتراوح ما بين 30 ال 50 نوعا. ويؤكد د. ابرام وجيه مدير مستحضرات باحدي شركات الادوية ان ألبان الاطفال هي اكثر الاشياء غير المتوافرة بشكل كبير وتأتي في المرتبة الثانية بعدها أدوية الكبد والكلي ، اما الملينات وعلاج التقلصات فتأتي في المرتبة الثالثة واشار الي ان المشكلة الاساسية في عدم توافر الادوية هو تسجيل شهادات الادوية حيث ان هناك ادوية معينة لها سعر ثابت داخل مصر منذ عشرات السنين مثل أدوية التقلصات والملينات وعندما تقوم الشركات باستيرادها تقع مشكلة تغيير العملة عقبة امامها في تسويق الدواء وهو ما يجعلها تتوقف عن الاستيراد والقيام بتغيير الدواء او السعي وراء استخراج سعر آخر له وهو ما يتسبب في طول المدة لتوفير الدواء للصيدليات.