عرفناه عملاقاً.. هادئاً.. ساخراً.. الابتسامة علي وجهه.. هو مصطفي حسين.. جاء «أخبار اليوم» شاباً.. يمتلئ بالكفاءة.. وتشاء الأقدار.. أن يجلس مع الكبار فكان باب مصطفي أمين مفتوحاً له.. واتخذه العملاق الراحل جليل البنداري امبراطور السخرية ونصف كلمة، وتشاء الأقدار أن يكون خليفته العملاق الساخر زينة عصره أحمد رجب.. وأوصانا به ملك النقد الساخر جليل البنداري.. وانطلق العملاق مصطفي حسين بسرعة فائقة.. وجلس في صفوف الملوك والأمراء.. واخترق الصفوف بأخلاقه وأفكاره وريشته وتربع علي العرش.. ولم يكن له منافس. عرفت الزميل العملاق مصطفي حسين عن قرب وكنا من جلساء الراحل السلطان حسين فريد سكرتير تحرير أخبار اليوم.. واعترف به الفنانون الكبار واحترموا رسوماته.. وصار فاكهة الصحافة العربية.. واحترمه القراء.. فناً ونقداً.. وأفكاراً. توقفت كثيراً قبل أن أطلب منه أن يرسم لي غلاف أول كتاب عن مصطفي أمين بعد خروجه من السجن «خبايا الصحافة»، شجعني تواضعه وحبه لزملائه أن أعبر له عن رغبتي.. وكانت المفاجأة أنه بعث بالغلاف للمطبعة ويراجعه بنفسه.. هكذا كان عظيماً في كل تصرفاته.. هو بحق مصطفي حسين أمير الفنانين وامبراطور السخرية وعملاق.. عملاق.. عملاق.. ورحل العملاق المتواضع الفنان مصطفي حسين رحمه الله وإلي جنة الخلد بما قدمه من أعمال خير وإنتاج خير.. لكل الناس.