طفلة عراقية من النازحين أثناء فرارها مع أسرتها قرب جبل سنجار في الوقت الذي يستعد فيه العراق لطي صفحة نوري المالكي المثير للجدل، إثر تكليف رئيس جديد للوزراء سيكون من أبرز مهامه الشاقة إخراج البلاد من الحرب مع تنظيم ارهابي خطير ومنع تفككها, يستعد أنصار المالكي ل"ثورة مضادة" في الشوارع. ونقلت قناة "العربية" عن مصادر مقربة من حزب الدعوة الاسلامية الذي يتزعمه المالكي رئيس الوزراء المنتهية ولايته أن أنصار المالكي يستعدون للخروج إلي الشوارع وتنظيم اعتصامات مؤيدة له في خطوة أشبه بسيناريوثورة مضادة. كما قام العشرات من قبيلة "بني مالك" التي ينتمي إليها المالكي بقطع الطريق بين محافظتي البصرة وميسان جنوبالعراق. وذكرت وسائل إعلام محلية أن المتظاهرين قطعوا الطريق حاملين أسلحة خفيفة ولافتات مؤيدة للمالكي. وأقدم بعضهم علي حرق إطارات السيارات في الطريق العام مما أدي إلي توقف حركة السير. وحذر وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري الذي علق مشاركته في الحكومة ضمن الوزراء الأكراد، المالكي من اللجوء للعنف قائلا ان العراق سيشهد كارثة إذا لجأ المالكي للانقلاب علي الحكومة الجديدة. وأضاف أن المالكي خسر ثقة أقرب حلفائه وأصدقائه في الداخل وكذلك ثقة الولاياتالمتحدة وإيران والأمم المتحدة والمرجعية الشيعية. وواصل المالكي رفضه انتقال السلطة الي غيره ، ورفض تعيين رئيس جديد للحكومة مؤكدا حقه في ولاية ثالثة. وقال إن تعيين القيادي في حزب الدعوة حيدر العبادي خلفا له يعتبر "انتهاكا للدستور بدعم امريكي". وقال صهر المالكي ان معسكره "سيقاتل القرار غير القانوني" وان مؤيدي المالكي "لن يقفوا صامتين". وامر المالكي بانتشار عسكري واسع النطاق نظرا لتأييد جزء كبير من ضباط الجيش له، في حين دعا ممثل السكرتير العام للأمم المتحدة نيكولاي ملادينوف الجيش العراقي الي عدم التدخل في العملية السياسية. وتمركزت قوات النخبة والشرطة والجيش بكثافة قرب المواقع الاستراتيجية في بغداد حيث قطعت الطرقات الرئيسية وأغلقت الجسور والمنطقة الخضراء التي تخضع لحراسة مشددة. وسارعت واشنطن الي تهنئة العبادي الذي يتعين عليه تقديم تشكيلة الحكومة خلال مهلة شهر علي أن تضم جميع الأطياف السياسية في البلاد. ورحب الرئيس الامريكي باراك اوباما بتكليف العبادي متمنيا انتقالا سلميا للسلطة. واعتبر ان العراق اتخذ خطوة واعدة الي الامام وان القيادة الجديدة امامها مهمة صعبة لاستعادة ثقة مواطنيها من خلال حكومة تمثل كافة مكونات المجتمع متعهدا بتقديم الدعم للحكومة الجديدة. وحث وزير الخارجية الامريكي جون كيري, العبادي علي الاسراع في تشكيل حكومة وحدة وطنية مستبعدا إرسال قوات امريكية الي العراق. وفي ضربة للمالكي من اقرب حلفائه, هنأت ايران علي لسان امين المجلس الاعلي للامن القومي الايراني رئيس الوزراء العراقي المكلف العبادي معربة عن دعمها ل"العملية القانونية" التي أدت إلي اختياره, داعية العراقيين إلي "الحفاظ علي الوحدة".