لا يجب أن يمر الحدث الكبير الذي شهدته مصر منذ أيام، بإطلاق اشارة البدء لإنشاء المحور الجديد لقناة السويس، ليكون باكورة المشروعات القومية الضخمة التي تقوم مصر بتنفيذها، في إطار خطتها للتنمية الشاملة سعيا لبناء الدولة الحديثة، دون أن نذكر مجموعة البيانات والأرقام المرتبطة والمبينة لتاريخ قناة السويس وأهميتها بالنسبة لمصر والعالم. وفي هذا الإطار لعلنا نعلم، أن فكرة ربط البحرين الأبيض والأحمر لم تكن جديدة بالنسبة لمصر والمصريين، بل هي من الأفكار القديمة التي راودت الفراعنة منذ زمن طويل، وذلك لادراكهم لأهميتها بالنسبة للتجارة والانتقال مع البلاد الأخري،...، ولم يقتصر الأمر علي ذلك بل إنهم فكروا ايضا في إقامة قناة تربط بين نهر النيل وبين البحر الأحمر،...، وتبلورت هذه الأفكار إلي خطط جغرافية وهندسية في زمن الملك سنوسرت الثالث عام 1874 قبل الميلاد. تم تجديد هذه الأفكار مرة أخري بعد الفتح الإسلامي لمصر، وشرع عمرو بن العاص بالفعل بعد أن استقر له الأمر في مصر بإعادة شق القناة الموصلة بين النيل والبحر الأحمر خلال ولاية أمير المؤمنين عمر بن الخطاب وسميت «قناة أمير المؤمنين». وبعد مئات السنين وخلال حكم محمد علي باشا لمصر، عرض عليه القنصل الفرنسي في مصر ومعه نائبه فرديناند ديليسبس اقامة قناة تربط البحرين الابيض والأحمر، ولكنه رفض خوفا من أن تكون بابا لتدخل الدول الأجنبية في مصر. وبعد موت محمد علي وتولي الخديو سعيد حكم البلاد عرض عليه ديليسبس مرة أخري إقامة القناة وأقنعه بها، وتم البدء في الحفر وتم الانتهاء من اقامة القناة بعد موت الخديو سعيد وتولي الخديو إسماعيل حكم مصر. تم افتتاح القناة في عهد الخديو إسماعيل في حفل ضخم حضره ملوك ورؤساء الدول في 17 نوفمبر 1869. اغلقت القناة في العدوان الإسرائيلي علي مصر عام1967 ولمدة ثمانية اعوام كاملة، وظلت مغلقة حتي اعاد الرئيس انور السادات افتتاحها أمام الملاحة العالمية في 5 يونيو عام 1975 بعد نصر اكتوبر بثلاث سنوات. ثم في يوم الثلاثاء 5 اغسطس 2014 اعطي الرئيس السيسي اشارة البدء لانشاء محور القناة،...، وحفر القناة الجديدة.