ضيق المساحة المتاحة للعنوان هو الذي جعلني أختصر أسماء عمالقة الصحافة الكبار الأساتذة مصطفي أمين وعلي أمين وموسي صبري في المقطع الأول من اسم الشهرة..أما عن الشق الثاني في العنوان «كانوا سيفعلونها» فقد قصدت به حالة الحراك الصحفي التي يتزعمها القبطان ياسر رزق الذي يتولي قيادة دفة سفينة قلعة «أخبار اليوم» في ظل ظروف هي الأصعب ليس فقط في تاريخ المؤسسة العريقة ولكن هي الأصعب في تاريخ الصحافة المصرية قاطبة. فلو كان هؤلاء العمالقة مازالوا علي قيد الحياة لم يكونوا ليترددوا لحظة في الإقدام علي إجراء جراحة تجميل وتطوير لمعشوقتنا « الأخبار» لكي تتماشي مع التطور المذهل والمتسارع في دنيا الإعلام بعد أن تحول العالم إلي قرية صغيرة يتاح لأي إنسان علي سطح الكرة الأرضية أن يتابع ما يجري من أحداث في أي نقطة علي سطح البسيطة حتي لو كانت في آخر الدنيا لحظة بلحظة وكأنه يعيش وسط الحدث. أذكر أنه في نهاية السبعينيات من القرن الماضي عندما أفرج الرئيس الراحل أنور السادات عن العملاق مصطفي أمين الذي كان مسجونا في قضية سياسية، وهو الإفراج الذي اقترن بعودة علي أمين من لندن بعد فترة قضاها بعيدا عن البلاد مفترقا عن توأمه الذي كان حبيسا وراء القضبان.. في تلك الفترة تبني العملاقان مصطفي وعلي أمين في ظل وجود موسي صبري – مع حفظ الألقاب – رئيسا للتحرير»عملية تطوير واسعة لحبيبة قلبنا «الأخبار» أعادت إليها شبابها.. أدخل العمالقة الثلاثة صفحات متخصصة تغطي كافة نواحي الحياة الاقتصادية والثقافية والسياسية والفنية، فضلا عن مجموعة من الملاحق أبرزها ملحق «العالم بين يديك» الذي تناوب علي إعداده الأساتذة المرحوم الدكتور حسن رجب ثم الأستاذ نبيل زكي فالمرحوم الأستاذ محمد العزب موسي ثم الأخت العزيزة سهير جبر.. وملحق «آخر الأسبوع «الذي تولي مسئوليته المرحوم الأستاذ أحمد الجندي، وملحق «أخبار الجمعة» الذي تولي الإشراف عليه الأستاذ سمير عبد القادر ابن الكاتب الكبير والفيلسوف الأستاذ محمد زكي عبد القادر.. رحم الله الأموات ومتع الأحياء بنعمة الصحة والعافية. وأقول لزملائنا من شباب الصحفيين ومن الأجيال الوسيطة الذين لم يعايشوا ولم يعاصروا تلك الفترة الثرية من تاريخ «الأخبار» إن جراحة التجميل والتطوير التي أجراها العمالقة الكبار الأخوين مصطفي وعلي أمين ومعهما العملاق موسي صبري الذي تولي رئاسة مجلس الإدارة ورئاسة التحرير في آن واحد كما هو حادث مع العملاق الجديد ياسر رزق الآن.. تلك الجراحة كانت بمثابة الحجر التي ألقيت في المياه الراكدة فحركتها، حتي إنني لاحظت أن الصحف اليومية الأخري كانت تلهث وراء تطوير «الأخبار» بحثا عن أفكار تواكب ماقدمه عمالقة «أخبار اليوم» من ثورة هزت الأوساط الصحفية في مجالي التحرير والإخراج الصحفي و هي الثورة التي أصبحت بعد ذلك منهجا يقتفي أثره كل من يسعي إلي تغيير أو تطوير. تلك الذكريات فرضت نفسها علي قلمي وأنا أري معشوقة قلبي وروحي وعقلي «الأخبار» علي يد نجم الصحافة المصرية ياسر رزق تتزين وتتجمل وتعود شابة فتية تستعرض عضلاتها الصحفية في مواجهة كل من تسول له نفسه أن يتخيل ولو للحظة أن «الأخبار» يمكن أن تشيب أو تشيخ، فالأخبار مثلها في ذلك مثل مصر قد يأتي عليها وقت تمرض ولكن جذورها تظل حية نابضة في انتظار من يرويها من عرقه وجهده لتعود من جديد شابة متألقة. لقد أثبت ياسر رزق سواء في فترة رئاسة التحرير الأولي التي تواكبت مع أحداث ثورة يناير 2011 أو بعد عودته إلي بيته وداره من جديد بعد زوال فترة العزل القسري التي كانت نتيجة مباشرة لتولي الإخوان الحكم، أنه خليط مستنسخ من العمالقة الثلاثة مصطفي وعلي أمين والعملاق الكبير موسي صبري الذي أشرف وأفخر أنا شخصيا بأنني تتلمذت علي يديه وتعلمت منه الكثير سواء في فنون التحرير أو في فنون الإخراج الصحفي..ياسر رزق أضاف لكل هذا خبرته ومتابعته للجديد في مجال التكنولوجيا، وهو الأمر الذي جعله يميز «الأخبار» ومعها إصدارات «أخبار اليوم» بخدمة ال التي حولت «الأخبار» من صحيفة مقروءة إلي صحيفة مشاهدة ومسموعة بعد أن أضيفت لها المادة المتحركة المصورة بالفيديو والتي وفرت للقارئ فرصة متابعة الأحداث عبر الصورة الفوتوغرافية والصور المتحركة التي تنقل الحدث حيا لحظة بلحظة. لو كان العمالقة مصطفي وعلي أمين وموسي صبري أحياء لفعلوا ما فعله ياسر. .. شكرا لعملاق الصحافة ابن «أخبار اليوم» الوفي أخي وابن أخي.. ياسر رزق .