يبدو أن »الأخبار« اعتادت نسيان عيد ميلادها، والذي يتذكره هو القارئ العزيز.. في يوم الأحد 51 يونيو 1952 كان قد صدر العدد الأول من معشوقة الجماهير. لذلك فوجئت بعد أيام قليلة من المناسبة السعيدة بخطاب من القاريء شحاتة عبدالمسيح »بكالوريوس اقتصاد وعلوم سياسية« يهنأ أسرة الأخبار بالعيد ال59 وعاتبا علي الزملاء عدم تذكرهم المناسبة خاصة وانها السنة الستون وبدلا من ان تتقدم بها السن، عاد إليها الشباب من جديد.. رئيس تحريرها ياسر رزق وهو من جيل الشباب، ومديرو ونواب رئيس التحرير أيضا جميعهم من الشباب، ويحسب لرئيس مجلس الإدارة محمد بركات الذي كان يرأس التحرير انه جدد شباب الجريدة، باصدار أكبر حركة تعيينات وترقيات وبذلك أصبح هناك عدد كبير من الزملاء من الذين لم يحضروا مولد الجريدة العملاقة التي أسسها العمالقة مصطفي وعلي أمين. ويقول عنها مصطفي أمين ان »الأخبار« كانت حلما جميلا.. نبعت فكرتها عام4491 بخروج أخبار اليوم إلي النور.. ومنذ ذلك الوقت ظلا وتوأمه علي خائفين مترددين.. ثم اتخذا قرارا علي تسميتها »آخر لحظة«.. وبدأ اصدارها كل يوم أربعاء من كل أسبوع، وعندما نجحت كان اصدراها يومي الأربعاء والاثنين وبعد صمودها في ميدان المنافسة أصدراها يوم الجمعة. وبعد ان اكتسحت السوق اقترح استاذنا مصطفي أمين اصدار »الأخبار« يومياً بالحجم الكبير وعارض علي أمين وتمسك بحجم آخر ساعة في ذلك الوقت.. واشتد الخلاف وتمسك كل واحد برأيه.. ثم اتفقا علي ان يخرج علي أمين جنيها من حافظة نقوده واتفقوا إذا كان الرقم فرديا تصدر الجريدة بالحجم الصغير باسم آخر لحظة، وإذا كان زوجيا يتم اخراج الأخبار بالحجم الكبير وكان ميلاد »الأخبار« التي صدرت بشكلها الجديد، جعل هموم القراء أهم من الأخبار العالمية.. وواجهت »الأخبار« المتاعب في البداية حتي اعتاد القارئ عليها وتمسك بها. ولما كنت قد التحقت »بالأخبار« وعمرها 7 سنوات فقد عايشت اجيال العمالقة العظام.. فقد كان يتصدر الجريدة أسماء أربعة رؤساء تحرير وعدد كبير من كبار الكتاب ومن منا لا يذكر اساتذتنا محمد زكي عبدالقادر وموسي صبري وأحمد الصاوي محمد وحسين فهمي وجلال الدين الحمامصي ومحمد التابعي وسعيد سنبل، وأحمد رجب وإبراهيم سعده وجلال دويدار ووجدي قنديل وسمير عبدالقادر.. ومن جيلنا من يتذكر لقاء الجمعة للعميد مصطفي أمين الذي كان يحاسبنا قبل ان يحاسبنا القراء.. ويلقي بنا في مراكز الصراعات والمناطق الساخنة في العالم. أجيال وأجيال من الصحفيين تخرجوا من »الأخبار« وشغلوا ارفع المناصب في الدول العربية وأمريكا وأوروبا، وفي الوقت نفسه لم ينسوا يوما بيتهم الاصلي فيراسلونه بأحدث الأخبار والمقالات.. انه الوفاء والغيرة.. الكل يفتخر بالمدرسة الأم حتي اليوم.. ان تاريخ »الأخبار« اشبه بتاريخ الإنسان يتعرض للتغيرات في حياته، ومن في مثل سني ينسي صدورنا قانون تنظيم الصحافة عام 16 والذي بمقتضاه انتقلت ملكية دار »أخبار اليوم« إلي الدولة لتعيش مرحلة العواصف ويحكمها من ليس لهم علاقة بالصحافة، ولكن تحكمهم الايديولوجيات.. ودارت العجلة إلي ان اخذت وضعها الطبيعي واتزانها.. والآن يحكمها الشباب برئاسة أحد أبنائها وهو محمد بركات وتصدر الطبعات حتي الساعات الأولي من الصباح في الأحداث الساخنة.. مطابعها تنتشر في مدينة أكتوبر، وأبناؤها يتخرجون من أكاديمية الأخبار ويشغلون المناصب المهمة.. مبانيها واراضيها منتشرة علي أمل لم الشمل يشهد الشرق الأوسط صرحا ضخما طالما تمنينا ان نراه.. ان خمسين عاما من الذكريات وتزيد، لم ينل منها ألزهير فهناك عمالقة ضحوا بحياتهم واخلصوا لدار »الأخبار« لا يمكن ان ننساهم، فاسماؤهم محفورة في قلوبنا وعقولنا، وكتابتها تحتاج سجلا، وترك كل واحد منهم تلاميذ له يشغلون الآن مراكز القيادة، ويسهرون حتي الساعات الأولي من الصباح ليقدموا للقارئ العزيز وجبة شهية، تهتم بمشاكله، وتسعي إلي رسم البسمة والامل في المستقبل. إن دار »الأخبار« صرح يتجدد كل يوم، دائما في موقع الأحداث.. تواجه التحديات وتتعاطف مع هموم المواطن.. تسعي إلي السبق والمصداقية، وصفحاتها ترحب بكل فكر يبني. جملة قصيرة: شكراً جزيل للقاريء الذي ذكرنا بالعيد التاسع والخمسين لميلاد الأخبار من حق كل إنسان ان يختار من يراه أنه الاحق بجائزة النيل للاداب خاصة إذا كان المتحدث شقيق زوجة أحد المرشحين الذي نكن له كل الاحترام، لكن عندما تختار اللجنة بكاملها العملاق أحمد رجب للجائزة فلتصمت الأفواه. كما توقعت الاسبوع الماضي فازت كريستين لاجارد كأول امرأة بمنصب رئيس صندوق النقد الدولي.