سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الطائرات المدنية ضحية التحليق فوق مناطق الصراعات داعش حصلت علي الطائرات المدنية ضحية التحليق فوق مناطق الصراعات صواريخ قادرة علي إسقاط طائرات علي ارتفاع 30ألف قدم
حطام الطائرة الماليزية التى أسقطها انفصالى أوكرانيا إستباحت لعبة السياسة كل القوانين الإنسانية التي أرادت أن تحكم العلاقة بين البشر كي لا تسود قوانين الغابة والبقاء للأقوي. والغلبة في كل الأحوال كانت من نصيب اللاعبين الكبار ممن لا تنطبق عليهم قوانين البشر الذين إستحلوا كل الجرائم من أجل تحقيق مصالحهم التي تضمن لهم البقاء والزعامة والسيطرة والتواجد كأحد اللاعبين المؤثرين في صناعة القرار العالمي. أداة ليست بجديدة في اللعبة لكنها تشير لتلك الحرب الخفية بين الكبار. الحديث هنا عن قضية سلامة الطيران فوق مناطق الصراعات المسلحة و إستهداف الدول للطائرات المدنية لتحقيق مكاسب سياسية والتي كان آخر فصولها إسقاط الطائرة الماليزية في أوكرانيا وما تبعه من حرب إعلامية وسياسية شنتها أمريكا علي روسيا بعد أن إتهمتها بإسقاط الطائرة وبدء الحديث عن فرض عقوبات أوروبية علي روسيا من جراء تلك الحادثة. وفي نفس الأسبوع سقطت طائراتان في تايوان والطائرة الجزائرية في مالي. وقد أثار سقوط الطائرات الثلاثة قضية الطيران عبر مسارات آمنة في ظل وجود مناطق كثيرة للصراع في العالم. تزامن ذلك مع قيام الولاياتالمتحدةالأمريكية بإجراء تحقيق عاجل بعد أن وردتها معلومات عن وصول شحنة صواريخ لداعش في العراق بإمكانها إسقاط طائرات علي إرتفاع 30 ألف قدم. وطلب البنتاجون من القوات الأمريكية الخاصة تأكيد هذه المعلومات ومعرفة قوة التسليح المتوفرة لدي داعش. كما بدأت خطوط الطيران العالمية في البحث عن بدائل أمنة للطيران بعد أن نشرت مجلة تايم الأمريكية تحقيقا جاء فيه أن خطوط الطيران العالمية مثل الخطوط البريطانية والفرنسية وغيرها تحلق فوق مناطق تسيطر عليها داعش كل يوم. ورغم تأكيد السلطات العراقية والطيران المدني أن المسارات الجوية آمنة ولكن حادثة إسقاط الطائرة الماليزية في أوكرانيا جدد المخاوف بشأن خطورة الطيران فوق مناطق الصراعات بدلا من إستخدام المزيد من الوقود والطيران بعيدا عن هذه المناطق . في حين عقدت المنظمة الدولية للطيران المدني إجتماعا لمناقشة تحويل مسارات الطيران من فوق مناطق النزاعات في مالي وأفغانستان وباكستان والعراق وتستعد الخطوط الجوية البريطانية والفرنسية لإيجاد مسارات بديلة تكفل الحماية والأمن لرحلاتها الجوية. وليست داعش في العراق وسوريا هي مثار القلق فقط , فهناك ليبيا التي كانت تمتلك أكبر إحتياطي من منظومة الدفاع الجوي تتراوح ما بين 15 إلي 20 ألف صاروخ والتي إستولت عليها الميليشيات بعد سقوط القذافي وتقوم بتهريبها الآن عبر الحدود حتي أن بعضها أصبح في يد جماعة بوكو حرام في نيجيريا مما يشكل خطرا كبيرا علي الطائرات التجارية في منطقة غرب أفريقيا. كما تعرضت طائرات تجارية في اليمن لإطلاق نار كثيف من أسلحة متوسطة أثناء هبوطها ونجت من كارثة محققة بعد أن إستطاع الطيار تفادي الصواريخ وتكررت الحادثة أكثر من مرة. وخلال العقود الستة من تاريخ الطيران المدني، شهد العالم ما لا يقل عن 16 حادثة لإسقاط طائرات مدنية عن قصد قتل علي أثرها 1400 شخص. وتنوعت أسباب إسقاط الطائرات المدنية بين أسباب سياسية معلنة وغير معلنة. وقد يتم التعرف علي الجاني أو قد يعترف بجريمته بعد عدة سنوات ولا يوجد فرق في الحالتين لأنه ببساطة لا يعاقب . ومن أبرز حوادث إسقاط طائرات مدنية بسبب الصراعات السياسية : طائرة الخطوط الليبية التي أسقطتها إسرائيل في فبراير عام 1973 حيث دخلت الطائرة الليبية الأجواء المسيطر عليها من قبل إسرائيل نتيجة سوء الأحوال الجوية وعطل في المعدات الداخلية للطائرة وذلك أثناء توجهها إلي القاهرة وقتل في الحادث 108 شخص. طائرة خطوط روديسيا المتجهة من كاريبا في زيمبابوي إلي إنجلتر والتي أسقطها الجيش الثوري لشعب زيمبابوي في فبراير عام 1979 وقتل في الحادثة 59 شخصا. طائرة الخطوط الإيرانية التي أسقطتها البحرية الأمريكية في نهاية الحرب العراقية-الايرانية أثناء رحلتها من ايران إلي دبي في يوليو عام 1988. قتل في الحادث 290شخص ، وعللت السلطات الأمريكية الحادث ب «خطأ تقديري»، إذ اعتقدت القوات البحرية الأمريكية أنها طائرة عسكرية إيرانية. طائرات الخطوط الجورجية في الفترة بين 21 و23 سبتمبر عام 1993، أسقطت ثلاث طائرات من الخطوط الجورجية من قبل مسلحين في أبخازيا، وجورجيا. قتل فيها 136 شخصاً في الحوادث الثلاثة. طائرة مصر للطيران التي سقطت عام 1999 بعد إقلاعها بساعة من مدينة نيويوركالأمريكية وقتل في الحادثة 217 شخص. وثارت الشكوك حول إستهداف أمريكا للطائرة بصاروخ بينما تدعي الرواية الأمريكية إلي انه حادث انتحار من الطيار المصري ولازالت ملابسات القضية غامضة خاصة وأن أمريكا هي من تولت التحقيق و لم يعثر علي جثة أي أحد من الضحايا. طائرة خطوط سيبيريا من تل أبيب إلي نوفوسيبيرسك أسقطها الجيش الأوكراني في أكتوبر عام 2001 فوق البحر الأسود باستخدام صواريخ وقتل 78 شخصا .أنكرت الحكومة الأوكرانية في البداية مسؤوليتها، إلا أنها اعترفت لاحقاً ودفعت 15 مليون دولار تعويض لأهالي الضحايا. وأخيرا طائرة الخطوط الماليزية التي سقطت قبل أيام شرقي أوكرانيا وقتل فيها 298 شخصاً. ولا تزال التحقيقات جارية حول الجهة التي استهدفت الطائرة. خاصة بعد أن أتهمت امريكاروسيا بأنها وراء الحادث وأعتبرت مفوضية الأممالمتحدة لحقوق الإنسان الحادث بمثابة جريمة حرب. أما الحوادث التي سجلت أنها إسقاط لطائرات عن طريق الخطأ فكانت: طائرة الخطوط الإيطالية التي سقطت عام 1980 في البحر المتوسط واتهمت إيطاليا قوات البحرية الفرنسية بإسقاطها وأصدرت المحكمة العليا في إيطاليا حكمها في القضية العام الماضي جاء فيه أن سقوط الطائرة كان نتيجة «صاروخ طائش». طائرة الخطوط الفرنسية التي سقطت في سبتمبر عام 1968 ليقتل كل من عليها من ركاب وطاقم، والبالغ عددهم 95 شخصاً. تم تحديد السبب في البداية أنه إطلاق نار داخل قمرة القيادة، إلا أن التقارير أفادت بأن الطائرة أسقطت بصاروخ أطلق خطأ من قبل الجيش الفرنسي. طائرة الخطوط الجوية الكورية وكانت في رحلة مسارها من نيويورك إلي سيول في كوريا الجنوبية، وأسقطت في الأول من سبتمبر عام 1983 من قبل مقاتلة سوفيتية. وقتل 269 شخصاً، هم كل من كان علي متن الطائرة. وأوضحت السلطات في كوريا الجنوبيةوأمريكا أن الطائرة دخلت الأجواء السوفيتية نتيجة خطأ من قبطان الطائرة في تحليل بيانات نظام الملاحة الجوية. ورغم تأكيد لجنة حقوق الإنسان في الأممالمتحدة بأن حادثة الطائرة الماليزية ترقي لكونها جريمة حرب لم تعاقب المنظمة الدولية أي من مرتكبي هذه الحوادث علي مدار تاريخها.. فلماذ يا تري سيختلف الأمر اليوم ؟.