د. جمال زهران تابعت تفاصيل اللقاء واستقصيت من مصادري عما حدث، كما تابعت ما نشر تفصيلا في اليوم التالي في جريدة الأخبار التي انفردت دون سواها بالتفاصيل. تأثرت بشدة من قراءة مشهد «السيسي وزينب» فالسيسي هو رئيس الدولة المصرية بنسبة تصل إلي 97٪ وهي غير مسبوقة في التاريخ الانساني في أية انتخابات تنافسية، وزينب هي السيد المواطنة المصرية الاصلية الكفيفة ذات التسعين عاما وتنتمي الي الطبقة الفقيرة والتي لم تجد ما تستجيب به لتلبية دعوة الرئيس السيسي للتبرع من أجل أن تعيش الدولة ويستمر الوطن، في صندوق «تحيا مصر» سوي ان تخلع «الحلق» من أذنيها وتقدمه لمصر. وما كان من الرئيس السيسي الا ان التقاها في مقر الرئاسة بعد ا ن نشرت جريدة الأخبار يوم 20 يوليو 2014، ونوه الي فعلتها الوطنية الاستاذ ياسر رزق رئيس تحرير الأخبار في مقاله المعنون: عن صندوق «تحيا مصر» مالكم أثاقلتم؟ يوم الاحد 27 يوليو 2014 ، وذلك في ذات يوم نشر المقال. تابعت تفاصيل اللقاء واستقصيت من مصادري عما حدث، كما تابعت ما نشر تفصيلا في اليوم التالي في جريدة الأخبار التي انفردت دون سواها بالتفاصيل باعتبارها صاحبة السبق في نشر خبر تبرع الست زينب، بقرطها (حلقها) الذهبي لصندوق «تحيا مصر» وأكاد أتوقف عند اسلوب الاستقبال والترحيب والحديث الودي من حاكم البلاد الي مواطنة بسيطة، ويستقبلها من السيارة التي أحضرتها من المنصورة ومعها إبنها، ويقبل رأسها ويسألها: هل أدت فريضة الحج؟ فترد: لا.. فقال بحسم.. أدعوك للحج علي نفقتي الخاصة. وقد استوقفني من تعليقات السيدة العظيمة زينب لجريدة الأخبار والمنشورة صباح اليوم التالي للمقابلة، ومنها: أين مليارات رجال الاعمال ولماذا لم نسمع عن أحد منهم تبرع بمعظم ثرواته؟! ولماذا لم يسألوا انفسهم.. من أين لهم بتلك الثروات وأقول لهم: اختشوا. هذه السيدة العظيمة ابنة قرية «منية سندوب» منصورة دقهلية 90 سنة كفيفة العينين، ولكنها بصيرة القلب وراحجة العقل، تقول ايضا: «عبدالناصر وزع الأرض...» وهي بذلك تدرك ما فعله عبدالناصر لتحقيق العدالة الاجتماعية فقد قام عبدالناصر زعيم ثورة 23 يوليو، بوضع حد أقصي للملكية، وصادر الاراضي الزائدة لصالح الشعب وقام بتوزيعها علي الفلاحين المزارعين بواقع خمسة أفدنة لكل مزارع وأسرته، فاعاد توزيع ملكية الاراضي، ولم يخش الملاك آنذاك، ولم يخش التداعيات، وذلك بعد 48 يوما من قيام الثورة في 23 يوليو، حيث أصدر قانون الاصلاح الزراعي في 9 سبتمبر 1952، وهو الأمر الذي يؤكد اننا في حاجة الي مثل هذه الاجراءات وعلي وجه السرعة. والسؤال هنا: من هم الآخرون الذين يجب ان يتعلموا من هذه الواقعة؟! أتصور ان الرسالة واضحة في أن المطالبين للاستجابة هم القادرون، فاذا كانت مثل هذه السيدة قدمت ما لديها وهو بسيط للغاية؟ واحتفي بها رئيس الدولة احتفاء الابن بأمه (مصر)، فهي ترمز لمصر الحقيقية، فإن ما عنده اكثر منها، يجب ان يقدمه فورا لمصر.. فالاولي.. بالتبرع هم القادرون ولكن المشكلة الحقيقية ان هؤلاء القادرين غير راغبين في التجاوب، وأن ما دخل لصندوق «تحيا مصر» حتي الآن، هو النذر اليسير. وانه قد مرت خمسون يوما دون ان يصل الصندوق الي (5) مليارات جنيه، فهل سننتظر سنوات حتي نصل الي الهدف الحقيقي وهو (100) مليار جنيه وهو ما لم يحدث ولن يحدث حسب تقديري ان القادرين يعيشون في الوطن ويستخدمون كل مزاياه، دون ان يدفعوا ضريبة هذا الامر، فهم يهربون من الضرائب ولا يسددونها الا جبرا، ويتفنون في التهرب منها، وقد بلغ حجم المبالغ المطلوب استحقاقها للضرائب (حق المجتمع) نحو (100) مليار جنيه، وهناك ادارة في وزارة المالية (مصلحة الضرائب) تدعي (ادارة كبار الممولين) تضم المتهربين من الضرائب وكان في المقدمة احمد عز وغيرهم!! كما ان الضرائب فيها فساد كبير، حيث يعمل من موظفي الضرائب خفية لدي كبار الممولين وغيرهم لتسوية أوراقهم بحيث يستطيعون التهرب رسميا من دفع الضرائب، فاناس بهذا الشكل لا يمكن ان يتطوعوا بالتبرع من أجل الوطن، الا جبرا وليس طواعية، بل اذا تبرعوا فانهم سيطلبون التسهيلات المقابلة، ويضعون الشروط كما سمعنا. ولذلك فنموذج الست زينب، هو صفعة علي وجوه المتخاذلين ولو رجعنا لكلام الست زينب (بصيرة القلب)، لتساءلنا معها: كيف كون هؤلاء المتصدرون للمشهد الاقتصادي ثرواتهم من أيام مبارك (ثلاثون عاما) وبعضهم من ايام السادات وفساده وانفتاحه «السداح مداح» علي رأي أ. احمد بهاء الدين ان الغالبية العظمي ممن يسمون انفسهم رجال أعمال، قدكونوا ثرواتهم بالغش والتدليس والسرقة والنهب، ولا تنتنظروا منهم شيئا، لأنهم يرغبون في اللعب في السياسة وانتخابات البرلمان بأموالهم، لكي يحافظوا علي ثرواتهم ويتحدون الرئيس واصراره علي قيامهم بالتبرع، وهم من ذلك مراوغون، ومتآمرون، ولدي سجلات كاملة حول فساد هؤلاء، أوردت بعضا منه في كتاب: مقاتل ضد الفساد (سلمته للرئيس عبدالفتاح السيسي) خلال مقابلته اثناء حملة الانتخابات الرئاسية. والحديث له بقية عن كيفية التعامل مع هؤلاء .