علينا كمصريين ان ننفض غبار الكسل واللامبالاة.. ونعود مرة أخري إلي العمل الجاد الشاق لتحيا مصر حرة أبية لاتخضع لضغوط معونة تأتي من هنا أو هناك. تحيا مصر.. شعار رفعه الرئيس عبدالفتاح السيسي منذ أول يوم في حملته الانتخابية.. وكان يقصد به انه لابد أن تحيا مصر من جديد كدولة قادرة ومحورية في المنطقة العربية والشرق الأوسط والعالم وذلك بعد فترة حكم الإخوان التي كانت تستهدف تفكيك الدولة المصرية وإذايتها ككيان سياسي في دولة الخلافة. ومن هنا فإنني أري أن اختياره لهذه الشعارالذي مازال يرفعه حتي الآن موفق ولكن تحقيق هذا الشعار ليس بالسهل ولا بالهين لأنه يحتاج فعلا إلي بناء جديد لمنظومة الدولة علي أساس عصري لتكون دولة قوية وقادرة و «قد الدنيا» واذا كنا نسير بخطوات ثابتة في بناء مؤسسات الدولة وتقويتها.. ونمضي في تنفيذها خارطة المستقبل بعزم لايلين رغم كل محاولات عرقلة هذه المسيرة.. الا أن بناء مصر اقوية.. وضخ دماء الحياة فيها لايكون إلا باقتصاد قوي قائم علي أسس راسخة لاتهتز لأي تقلبات.. ولا يهوي بفعل المؤامرات. والسؤال كيف نبني اقتصاد مصر.. وخزائنها شبه خاوية.. وعجز الموازنة ضخم، وكل مصري محمل بأثقال ديون داخلية وخارجية تزداد مع كل طلعة شمس؟.. كيف تحيا مصر وشعبها - في غالبه- يعاني الفقر والعوز.. وأغنياؤه لا ينظر معظمهم الا في مصلحته الشخصية فقط وكيف يزيد من ماله دون أي اعتبار لمصلحة بلده التي جمع ثروته من خيراتها. لذلك أطلق الرئيس السيسي مبادرة لدعم اقتصاد البلاد تقوم علي أساس الشعور بالمسئولية تجاه هذا الوطن بانشاء صندوق دعم الاقتصاد واطلق عليه أيضا تحيا مصر.. وضرب المثل والقدوة بأن تنازل عن نصف راتبه الشهري ونصف ميراثه لهذا الصندوق.. وظن الرجل أن هذا الاجراء سيدفع الاغنياء ليسارعوا إلي ضخ الدماء بغزارة إلي هذا الصندوق لاقالة الاقتصاد والبلاد من عثرتها.. ولكن للأسف ما تجاوب معه إلا قليل من أغنياء الوطن أما الفقراء والبسطاء قد سارعوا بالتبرع.. فهذه طفلة تبرعت بحصالتها.. وهذه سيدة عجوز كفيفة تبرعت بكل ما تستطيع الاستغناء عنه لصالح بلادها وهو قرطها الذهبي.. وهؤلاء مجموعة من العاملين في شركة تبرعوا بأجر يوم من راتبهم.. ولكن الحصيلة حتي الآن قليلة ونحتاج إلي الكثير لتخفيف العبء عن ميزانية الدولة المنهكة.. وانشاء مشروع لتشغيل الشباب.. واعادة دوران آلات المصانع المتوقفة وكلها تصب في صالح دعم الاقتصاد وتحقيق مبدأ العدالة الاجتماعية. علينا كمصريين ان ننفض غبار الكسل واللامبالاة.. ونعود مرة أخري إلي العمل الجاد الشاق لتحيا مصر حرة أبية لاتخضع لضغوط معونة تأتي من هنا أو هناك.. أو تمديدها للاشقاء والأصدقاء.. ولكن تبني نفسها وتقوي إرادتها بالعمل.. والعمل وحده في كل المجالات.. في الزراعة لننتج ما نأكله ونوقف استيراد الغذاء من الخارج وعلي رأسه القمح والسكر والزيوت.. خصوصا ان لدينا الارض والقوي البشرية والمناخ المناسب لانتاجها ولكن كانت تنقصنا الارادة السياسية لتحقيق الاكتفاء الذاتي من الغذاء واستسهلنا الاستيراد دون أن ندري اننا نسير في طريق مظلم بهذه السياسة.. علينا تصنيع ثرواتنا المعدنية ووقف تصديرها في صورة مواد خام بملاليم لتعود علينا منتجات ندفع فيها الملايين ويغيب عن الاسواق شعار صنع في مصر. أعتقد ان الارادة السياسية الآن موجودة وبقوة.. والخطط العاجلة لاقالة البلاد من عثرتها جاهزة ولاينقصنا سوي الانطلاق حتي تكون مصر أم الدنيا وقد الدنيا. مش كده واللا إيه.