رفاهية قيادات حماس تثير حفيظة أهل الداخل أشار تقرير لصحيفة «يديعوت احرونوت » الإسرائيلية ان أعضاء حماس أصبحوا أكثر ثراء في الوقت الذي يغرق فيه أهالي قطاع غزة في الفقر المدقع. وأوضح التقرير ان أعضاء الحركة يقومون بشراء الأراضي والفيلات الفاخرة والطاقة (عبر السوق السوداء) من مصر بأثمان جميعا باهظة مما جعلهم «مليارديرات» وذلك في الوقت الذي يكافح فيه أهالي القطاع الفلسطيني للعيش مع بلوغ معدل الفقر الي 38% ومعدل البطالة الي 40%. وقال «دورون بيسكين» كاتب المقال ان أحد المستفيدين من الوضع علي الصعيد المالي هو رئيس وزراء حماس «اسماعيل هنية». فعقب فوز جماعته في انتخابات عام 2006، لم يكن هنية البالغ من العمر 51 عاما في مكانة متقدمة في تراتبية الحركة، لكن التقارير الأخيرة كشفت ان رتبته في الحركة قد تطورت الي ان أصبح في موقع سمح له بأن يكون مليونيرا. ويضيف المقال ان هذا الوضع المالي المتقدم لهنية لا يمكن تبريره او تفسيره في سياق آخر، اذ ان هنية ولد لأسرة في مخيم الشاطئ شمال غزة. وقد كشفت تقارير عن قيامه بشراء منازل في القطاع مسجلة بأسماء أبنائه ال13. وأشار تقرير الصحيفة الإسرائيلية الي اعتقال هنية ذات مرة وبحوزته ملايين الدولارات التي كان يستعد لإدخالها الي القطاع عائدا عبر معبر رفح الحدودي مع مصر. ووفقا لمصادر في غزة فإن مصدر ثروة هنية وأعضاء حماس جاء بشكل رئيسي عبر تجارة الأنفاق. فأعضاء حماس الكبار وبينهم هنية يحصلون علي ما نسبته 20% من كل أشكال التجارة التي تتم عبر الأنفاق. وقال التقرير ان حركة حماس استفادت من وصول جماعة الإخوان المسلمين للسلطة في مصر، اذ لم تتحرج ان تكشف صراحة عن أموالها في اطار الصفقات التجارية. ونقل التقرير عن مصدر في تجارة العقارات في القطاع ان تجارة العقارات الفاخرة انتعشت مع اقبال أعضاء كبار من حماس علي شراء الفيلات الفاخرة، مشيرا الي أحدهم الذي لم يكن باستطاعته ان يشتري «علبة سجائر» قبل عامين في حين امتلك الآن احدي الفيلات الفاخرة. وفي السياق ذاته أشار الي قيام «أيمن طه» أحد أبرز مسئولي الحركة بدفع مبلغ 700 الف دولار نظير فيلا من ثلاثة طوابق وسط القطاع. وأضاف التقرير انه إبان حكم الإخوان المسلمين في مصر، فإن القيادي «خيرت الشاطر» حرص بشكل شخصي علي نقل عشرات الملايين بشكل نقدي الي مسئولي حماس البارزين وإلي قادة جناحها المسلح. وقد فضّل بعض من قادة حماس ان يحتفظوا بالأموال في مكان أكثر أمانا من قطاع غزة، فقام بعضهم بالتشارك مع رجال أعمال مصريين من الإخوان في استثمارات في مصر. وأضاف التقرير ان «خالد مشعل» ايضا وهو رئيس المكتب السياسي للحركة يبدو انه استفاد من الأموال بطريقته. وأشار التقرير الي ما ذكرته تقارير إعلامية أردنية ان مشعل يدير ما حجمه 2.6 مليار دولار من الأموال المودعة في بنوك قطرية ومصرية، وهي أموال يبدو انها جاءت عبر التبرعات التي تلقتها الحركة علي مدار سنوات وعبر استثماراتها في مشروعات في الدول العربية. ومن المعروف ان لحماس استثمارات في القطاع العقاري في السعودية وسوريا ودبي. وبحسب التقارير فإن مشعل لا يفرق عموما بين أموال الحركة وأمواله الشخصية. وأشار التقرير الي معدلات السرية العالية التي يحرص عليها قادة حماس في إدارتهم للأعمال. فأعمالهم تتم غالبا عبر شركات وباسم أقرب لهم او مقريبن لهم. وفي هذا السياق فإن الشركات المملوكة لمشعل في قطر تدار باسم زوجته وابنته. وبعد مغادرته سوريا الي قطر، أعلن مشعل ان مبلغ 12 مليون دولار كانت بحوزته في خزانة مكتبه بدمشق تم ضياعها. ولم يصدق الكثيرون هذه الرواية، اذ يعتقد علي نطاق واسع ان مشعل قام بتحويل الأموال الي حساب خاص له. وتقول مصادر ان مشروع «الفاضل» العقاري في قطر يعود في ملكيته الي مشعل وابنه وزوجة ابنه. ويشتمل المشروع علي بناء أربعة أبراج تحوي أكثر من 27 الف متر مربع وتضم مكاتب ومقار تجارية الي جانب سوق تجاري بمساحة 10 آلاف متر مربع. ولم تكشف شركة «الفاضل» ابدا عن مصدر تمويلها.