وزير الري ومحافظ أسوان يتفقدان مشروع "سيل" بقرى وادي الصعايدة بإدفو    الجمارك تفرج عن بضائع بقيمة 27.2 مليار دولار منذ بداية 2025    لمتوسطى الدخل..طرح كراسات شروط حجز 15 ألف شقة ب "سكن لكل المصريين" الأربعاء    محافظ المنوفية يتفقد أعمال تطوير ورفع كفاءة كورنيش شبين الكوم    الرابطة تتمسك بالهبوط مقابل تمرد ثلاثي جماهيري    نجم البرازيل خارج ريال مدريد.. مفاجأة ضخمة    فابريجاس المرشح الأول لخلافة ألونسو في ليفركوزن    الأرصاد: طقس غداً الإثنين حار نهاراً معتدل ليلاً    شيرين فرغل كلمة السر وراء جائزة أفضل تصميم للجناح المصري بسوق مهرجان كان    روسيا تعلن إسقاط 75 طائرة بدون طيار أطلقتها أوكرانيا خلال 24 ساعة    دنيا عبد العزيز تهنئ الزعيم عادل إمام: أحلى حاجة حصلتلي إنه هو اللي اختارني    في اليوم العالمي للاتصالات.. مصر تعزز ريادتها الرقمية بإنجازات نوعية |إنفوجراف    60 ٪ نسبة التنفيذ بمشروع «سيل» بقرى وادي الصعايدة في إدفو    «يوم مفرح ومجيد».. قداس مشترك لبطاركة الكنائس الأرثوذكسية الشرقية بالكاتدرائية المرقسية (صور)    باكستان وإيران تتفقان على تعزيز التعاون في جميع المجالات    رئيس «الحركة الوطنية» يزور مجلس الشيوخ ويشارك في الجلسة العامة| صور    فصل التيار الكهربائي عن 5 مناطق بالعريش غدًا.. تعرف عليها    جامعة الفيوم تنظم الملتقى الأول للابتكار وريادة الأعمال    علاء عبدالعال يوضح مصيره مع الجونة    رئيس جامعة أسيوط الجديدة التكنولوجية يتفقد سير امتحانات نهاية العام -صور    انطلاق مبادرة تنظيف شواطئ وقاع البحر بشرم الشيخ| صور    يشكل خطراً.. حملة تموينية مفاجئة بدمياط تضبط مخزن غاز غير مرخص    رئيس جامعة القاهرة: الجامعات الأهلية قادرة على تقديم برامج تعليمية حديثة    جدول امتحانات الصف الأول الثانوي في المنيا الترم الثاني 2025    عميد «آثار القاهرة» الأسبق: نحتاج لمشروع وطنى وقانون موحد للآثار    يحيى الموجي يحسم الجدل حول زواج عبد الحليم حافظ وسعاد حسني    تواضع رغم النجاح| 4 أبراج لا تغريها الأضواء وتسعى للإنجاز بصمت    ما العيوب التي تمنع صحة الأضحية؟ الأزهر للفتوى يجيب    الحج رحلة قلبية وتزكية روحانية    حكم قراءة الفاتحة وأول البقرة بعد ختم القرآن؟.. علي جمعة يوضح    الصحة: استضافة حدث رفيع المستوى بشأن الأمراض النادرة بمقرها الدائم لدى الأمم المتحدة    هل الكركم ضار بالكلى؟    ترحيل المهاجرين لسوريا وأفغانستان.. محادثات وزيري داخليتي النمسا وفرنسا غدا    الداخلية تواصل تيسير الإجراءات للحصول على خدمات الجوازات والهجرة    «مأزق جديد».. بيراميدز يدرس عدم خوض مباراة سيراميكا ويلوح بالتصعيد    لجنة برلمانية توافق مبدئيا على مشروع قانون العلاوة للموظفين    تأجيل محاكمة 4 متهمين بقتل طبيب التجمع لسرقته    رئيس «تعليم الشيوخ» يقترح خصم 200 جنيه من كل طالب سنويًا لإنشاء مدارس جديدة    "الإغاثة الطبية في غزة": مليون مواطن يواجهون الجوع وتكدس بشري في الشوارع    التعليم العالي: قافلة طبية من المركز القومى للبحوث تخدم 3200 مريض فى 6 أكتوبر    وفاة بالسرطان.. ماقصة "تيفو" جماهير كريستال بالاس الخالدة منذ 14 عامًا؟    حماس: الإدارة الأمريكية تتحمل مسئولية المجازر الإسرائيلية بغزة    بدائل الثانوية العامة 2025.. شروط الالتحاق بمدرسة العربى للتكنولوجيا التطبيقية    محافظ الدقهلية يفتتح الوحدة الصحية بالشيخ زايد بمدينة جمصة    أوكرانيا تعلن ارتفاع عدد قتلى وجرحى الجيش الروسي إلى 973 ألفا و730 فردا    فيديو.. لحظة اصطدام سفينة بجسر في نيويورك ومقتل وإصابة العشرات    بعد عرض "كله مسموح".. كارول سماحة تشكر فريق المسرحية والجمهور    السلطات السعودية تحذر الحجاج من ظاهرة منتشرة تعيق حركة الطائفين والمصلين    التريلا دخلت في الميكروباص.. إصابة 13 شخصًا في حادث تصادم بالمنوفية    النائب عبد السلام الجبلى يطالب بزيادة حجم الاستثمارات الزراعية فى خطة التنمية الاقتصادية للعام المالي الجديد    في أجندة قصور الثقافة.. قوافل لدعم الموهوبين ولقاءات للاحتفاء برموز الأدب والعروض المسرحية تجوب المحافظات    رومانيا.. انتخابات رئاسية تهدد بتوسيع خلافات انقسامات الأوروبي    وسائل إعلام إسرائيلية: نائب الرئيس الأمريكي قد يزور إسرائيل هذا الأسبوع    «الرعاية الصحية» تعلن اعتماد مجمع السويس الطبي وفق معايير GAHAR    مصطفى عسل يهزم علي فرج ويتوج ببطولة العالم للإسكواش    نشرة أخبار ال«توك شو» من المصري اليوم.. في أول ظهور له.. حسام البدري يكشف تفاصيل عودته من ليبيا بعد احتجازه بسبب الاشتباكات.. عمرو أديب يعلق على فوز الأهلي القاتل أمام البنك    الأزهر: الإحسان للحيوانات والطيور وتوفير مكان ظليل في الحر له أجر وثواب    حكم صيام الأيام الثمانية الأولى من ذي الحجة.. دار الإفتاء توضح    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



يوميات الأخبار
أندرو ألبير.. ومحمود سلامة


أعلم أن اللعبة أكبر من لاعبيها،
وأن القضية أسمي من تجارها..!
الأحد
في كل حروب أمتنا كان لنا نصيب لا بأس به من الشهداء.. فمحافظة قنا هي أطول محافظة في وادي النيل المقدس وهي مصنع لرجال الوطن مسلمين ومسيحيين، ودائما ما أرسلت بأبنائها للحرب في سيناء أو معارك المدن علي شاطيء قناة السويس وجزيرة شدوان أيام الالتحام المباشر مع العدو في حروب 56 و67، والاستنزاف النبيل وأكتوبر العظيم، كانوا يعودون إلينا فخورين بأناقتهم والرجولة التي تتبدي علي الوجوه واستقامة القامة.
وعادة ما كان البعض لا يعودون، فمازلت اذكر أول صديق وجار لنا في حي الأشراف بقنا حين تطوع صديقي «محمد صديق حجي» في الحرس الوطني، ثم قيل لنا أنه ذهب ليقاتل.. ثم لم يعد. ولم يخبرنا أحد بمصيره إذ أنه كان من منسحبي سيناء في عام 1956. كان أكثرنا نضارة ومرحا، وأول من سافر إلي القاهرة منا، وذهب في معسكرات للإسكندرية، وفي استديوهات وجه بحري وضعوا له صورته إلي جوار ليلي مراد وفاتن حمامة ليوهمنا انه التقاهما ودعياه للتصوير معهما وربما صدق معظمنا أو كلنا كذبه، كان شخصية مرحة علي عكس واقع الوجوه المتجهمة. لم يكن قبليا كالبعض وكان أشبه بفرخ يمام حائر لا يستقر علي أرض أو غصن ذهب محمد صديق إلي سيناء ولم يعد، وقام النواح والحزن الصعيدي الذي مازالت آثاره عالقه بالجدران هناك.. ولكن لم يتنكر أحد لذهابه أو أدان الجيش المصري العظيم، بل كان الجميع يعرف أننا ندفع ثمن حريتنا.
لم أكن أعرف أن أسماء الإخوة المسيحيين في بلادنا قد تطورت بتلك الصورة الفريدة اذ بعد جرجيوسي وبأسيليوسي واسطفانوس عرفت قنا اسما مثل «اندرو»، ولو انه من الطبيعي أن يسمي هكذا طالما ان والده يحمل اسما عصريا أيضا «البير» اندرو ابن مدينة قنا العريقة التي تحتفظ بجهامتها وقبليتها علي الرغم من التطوير الحقيقي الذي فعلته بها أيدي «عادل لبيب» ساحر مدينة قنا، ذهب للتجنيد ووزع مع زميله ابن «نقادة» بقنا تلك المدينة التي كانت بلدة كدت أن أولد بها لأن والدي الشيخ الأبنودي كان مدرس العربية بمدرسة الأقباط في عام مولدي 1938.
جاء توزيع الاثنين بذلك الموقع الذي وقع عليه الهجوم منذ حوالي شهرين ولم نأخذ حذرنا بشكل كاف ونسينا شأننا دائما وراح الضباط وجنودهم يستعدون ويعدون طعام الإفطار وهم سعداء لأنهم علي أبواب الغروب الرمضانية، كذلك كان اندرو فبدون أن أري استطيع أن اؤكد أنه كان يصوم مع الصائمين احتراما لهم ومشاركة لا يحس معها بأي عطش أو جوع رغم صحراوية المكان وحرارته المتقدة طوال اليوم.
أين كنت يا اندرو في الأثناء التي كان محمود سلامة يعد طعام إفطاره؟ هل كنت تتولي الحراسة؟ ماذا حدث؟ هل رأيت الأعداء وهم يصوبون مدافعهم إلي مخزن الأسلحة قبل أن ينفجر فيمزج الأشلاء بالأشلاء ويخلط الدم بالدم، ويصنع منكم جميعا صورة للوحدة الحية بين أبناء الوطن؟ من منكم المسلم ومن المسيحي؟
كيف يفرق بينهما أو يدعي أحد قدرته علي فصلهما؟
دائما كان هذا الدم مختلطا في كل المعارك، من فلسطين عام 48 وحتي أمس الأمس في واحة الفرافرة، مرورا بكل معاركنا مع العدو الخارجي والداخلي أيضا ذلك الذي أحرق الكنائس وقتل الإخوة والأبناء في ليلة الاحتفال بالعام الجديد، وفي كل بؤر الغباء والجهل الذي زحف إلي بلادنا ليحاول تحطيم وفصم علاقة لا تنفصم حتي في اليمن وأنا تحت النصب التذكاري للشهداء المصريين الذين استشهدوا دفاعا عن ثورة اليمن كانت الأسماء أيضا كمسلمين ومسيحيين، توحد الدم هناك وفي سيناء والسويس وبورسعيد والإسماعيلية، وها هو يوحدنا من جديد علي أرض الوادي الجديد القديم جدا.
تحية لكل شهدائنا الأبرار وعسي أن تكون شهادتهم درسا ينبه من غفلة ويوقظ إلي وعي جديد.
وعزاء من كل أبناء الوطن لشباب الاستشهاد الذين أري صورهم جميعا فأجدهم أجمل منا وأغلي وأعز علي الوطن.
وعزائي الكبير لأسرتي ابني مدينتي قنا «اندرو ألبير نادر» في بيته بجوار المخبز الآلي، وابننا محمود سلامة محمود ابن الزوايدة مركز نقادة التي قضيت بها الفصل الأول من طفولتي التي لا أذكرها. وتحيا مصر!!
جمال عبدالناصر
الثلاثاء
رحمه الله رحمة واسعة ذلك الرجل المسمي جمال عبدالناصر.. رحمه الله بقدر ما أحب جماهيره ووهبها عقله وقلبه وكل نقطة دم في جسده علي الرغم من غرقه في هموم أمته بل فرق قلبه علي كل البلاد التي كانت تسعي للتحرر وساعدها ووقف معها فتلقي الطعنات ثمنا لمواقفه ضد قوي البغي والبطش، فكأنه قد كان لدينا مائة جمال عبدالناصر أحدهم يقاتل من أجل جماهيره في الداخل، يوزع أرض مصر علي فقرائها الذين افنوا الأعمار في الاحتفاظ بها خضراء يستولي علي الأرض ممن لا يستحقها ويفرقها علي شعبه ويعطيهم عقودها في احتفالات تحفظ لهم كرامتهم، وليس كما نفرق الآن الطعام علي الفقراء ونجرسهم في الصور، أو نكشف أحوال الشعب التي وصلت قطاعات كبيرة منه إلي تكريس التسول كحالة شرعية حيث تأتي الأيدي المريبة لتحل مشكلاتهم ليصدحوا بالدعاء للمذيع.
كانت كرامة المصري لدي عبدالناصر فوق كل كرامة واعني الفقراء بالذات.
وهناك عبدالناصر الذي أمم المال ورد الصروح الاقتصادية للأمة، وعبدالناصر الذي بني المدارس ووسع من نعمة التعليم لتشملنا جميعا نحن الفقراء. وعبدالناصر الذي قاتل في شجاعة وبني السد العالي، وعبدالناصر نجم عدم الانحياز والذي مازالت أصداء صوته ترن في قاعات واحتفالات عالمية لن ينساها التاريخ، وعبدالناصر الذي زرع «الوحدة المجمعة»، في كل قرية ليصبح بها طبيب ومعلمون وباحثون اجتماعيون وغيرهم، وعبدالناصر الذي أقام الصناعة الثقيلة وحلم لمصر بمستقبل ما كان يمكن الاستعمار ان يجعله يستمر وينمو فوقف، وعملاؤه في وجهه ومن خلفه للاعاقة بل والتحطيم ومحاولة قتل الشعب المصري والاحلام التي زرعها عبدالناصر في القلوب والعقول حماية لاسرائيل التي كان الرجل هو الخطر عليها ولو بفكره، عبدالناصر الذي ازدهرت الثقافة في زمنه ليصبح الأدباء كتابا ومفكرين عمالقة مازلنا نتساءل حتي اليوم لماذا قصرت القامات وخفتت الأصوات والأحلام إلي هذا الحد الذي نراه.
عبدالناصر الذي لم يعقه استهدافه من الاقطاعيين والرأسماليين وعملاء الاستعمار والإخوان الخونة من أن يخرج إلينا هو ورفاقه علي العربات المكشوفة واضحا جليا مؤمنا بمحبة شعبه له وثقة فيما أعطي لجماهيره فردته له أمنا وعشا ودعاء.
عبدالناصر الذي لم ينس طوال فترة حكمه أنه مواطن أولا وأخيرا، لذلك فإن محاولة إعادة كتابة التاريخ من جديد وتزييفه أو عبثية نقل قطع الشطرنج علي الرقعة وتغيير أماكنها لن تجدي شيئا، ولمن أراد أن يفعل ذلك عليه أن يغير المواقع داخل الضمير المصري والعربي بل والعالمي فعبدالناصر نال مكانته وأحقية ثباته في الضمير الإنساني ليس بخطبة ولا عمل أدبي زائف أو بمسلسل تليفزيوني، وإنما بانسانية فكره وعظمة عطائه الذي كان يحس أنه واجبه البسيط تجاه كل إنسان، إن عبدالناصر لم يعق أحدا في أن يعبر عن انسانيته وحبه لشعبه وهي منح ومنن يهبها الله لأناس ولا يراها آخرون.
واقعة فريدة
في عام 1954 وفي مدينة قنا التي كان التاريخ قد نسيها تحت ظلال النخيل في وادي الاهمال والتجاهل والفقر الدكر، صحونا يوما لنجد المدينة غارقة في سيول لم نرها من قبل ولا من بعد، تهدمت البيوت الطينية وصارت جبالا من الأوحال، وصار التلاميذ يذهبون إلي المدارس عائمين علي أنصاف النخيل جعلوا منها قوارب وكأننا في البندقية.
كنت واقفا مع صديقي «جمال نصاري» شفاه الله وقد هدمت السيول بيته وكنا غارقين في الماء لمنتصفينا، فجأة وجدت عربة جيب واقفة علي بعد أمتار غارقة في الماء يقف عليها عملاق وحيدا، ربما كانت قد تعطلت وذهب السائق يطلب نجدة.
لم نفكر في هذا طويلا وجلابيبنا مبلولة ومنتفخة من الماء، فجأة قلت لصديقي وزميل الدراسة «اهوه ده مش جمال عبدالناصر».. قال صديقي يشبهه خضت في الماء حتي وصلت إلي الجيب ورفعت رأسي نحوه وفي جلافة هي خليط من الصعيدية ومأساة الحال الذي كنا فيه قلت انت جمال عبدالناصر رد العملاق: أيوه قلت: ممكن أسلم عليك؟ انحني المارد في تواضع نادر ومد يده إلي يدي التي ارتعشت وأنا أنظر إلي الق عينيه الرهيب الذي فاض الآخرون في الكتابة عنها وسلمت، وخضنا في الماء مبتعدين، لم نر حرسا، لم ننس أحزاننا ومأساتنا لنهتم بالزائر كما يفعلون الآن.
هذه هي المرة الوحيدة التي رأيت فيها الزعيم، ويا لها من ذكري سينمائية. رحم الله جمال عبدالناصر، ورحم الله عقولا راحت تختلف عليه في المسلسلات وتتشاجر أمام ضريحه وكأنهم يقسمون تركة تركها لهم اللي خلفوهم.. بينما مصر الوفيه لم تختلف يوما علي رجل اسمه جمال عبدالناصر!!
شيء عن السياحة
الأربعاء
السيد وزير السياحة الموقر:
يعلم المصريون جيدا من يعمل منهم بالسياحة ومن لا يعمل حجم الكارثة التي حلت بهذا القطاع الاقتصادي الضخم الذي أدي إلي تعطل الآلاف بل الملايين والذي تعيش علي خيره الاقتصادي مدن بأكملها أو كانت تعيش اذ اني حين انظر للحال في الأقصر وحين أري ما حل بأهلها من جراء انقطاع السائحين الذين كانوا دينامو البلد التي لولاهم لباتت الأقصر الرائعة مدينة عادية مهملة من مدن الصعيد المهمل ولا انطفأ «ألقها» وفقد اسمها المشع ضوءه ورنينه.
نعلم جيدا تأثر الاقتصاد المصري بعد أن انقطع عنه الرافد المالي بهذه النعمة التي غمرنا بها الإله وقضي عليها الإرهابيون تجار الدين وأعداء التقدم.
ونعلم جيدا عن تلك المهرجانات والاحتفالات التي تقيمها علي الشواطيء وفي سهل حشيش من أجل تنشيط السياحة ولا أدري كيف وهل يحضر سائحون لهذه الاحتفالات ومن أين ليس هذا موضوعنا فإن السائح الذي يفد إلي بلادنا في هذه الأيام ويكون «أمه داعياله» فالفنادق رخيصة والجميع يسارع إلي تدليله فهو «لمونة ف بلد قرفانة»!!
لا تنظر كثيرا إلي هذه المقدمة ولكن هدفي من الكتابة انني لاحظت انه كلما نزل بلادنا وفد سياحي لزيارة شواطئنا، بادرت الوزارة إلي التهليل في الصحف بأعداد السائحين وجنسياتهم ومحل اقامتهم، هؤلاء في الغردقة والآخرون في الشرم وأولئك في كذا.
وكأنها دعوة للإرهابيين وبلاغ أن يوجهوا لهم ضربة تودي بالبقايا الباهتة لتلك الصناعة التي كانت تدر ذهبا وتقيم أود بلاد بأكملها وأسر انحدرت الآن إلي القاع.
أما عنا نحن المواطنين العاديين فنحن أرجوك لا نريد أن نعرف كم أتي وأين نزلوا ومن أي الجنسيات.. هذه همومك أنت ووزارتك «اكف ع الخبر ماجور»، فأنت تعلم جيدا مالاقت السياحة في بلادنا من شرور ولا نريد ولا تريد.. بالطبع تكرار ذلك ولك التوفيق.
هايد بارك
الجمعة
لم أصدق ما قرأت: رئيس الوزراء يريد أن يحول ميدان التحرير إلي منتزه كبير بكامل مساحته، ويفكر في أن يجعل من «مربع الوزارات».. كما جاء بالخبر «هايد بارك»!!
ورد هذا في إطار مشروع العاصمة الإدارية الجديدة الذي رأي فيما يري النائم أنه يقيمها في المساحة التي علي طريق السويس إلي السخنة أو لا أدري أين.. بمبلغ بسيط جدا وهو 50 مليار جنيه لا غير.
تعجبت.. كنت أعتقد أن هذا الرجل يؤمن بما يؤمن به رئيس جمهوريتنا وما نؤمن نحن به جميعا من إزالة للعشوائيات، لقد قلنا: هذا رجل عمل وبناء، ولديه خبرة كافية مع المشيدين وأهل العمار في بلادنا وسوف يمحو تلك العشوائيات التي تؤذي عين الكفيف، وسيضع فقراء مصر في زمن انساني جديد فإذابه يفكر في «الهايد بارك» ليزيل الميدان صمام المدينة الذي احتضن ثورتين عظيمتين ارتبط الميدان بهما.
يا سيدي الرئيس: اكبح جماح أحلام رئيس وزارئك. ليس لدينا أوقات نهدرها، ولا أموال نبعثرها، ولا تحتمل مصر هذه «النخعات».. الفكرية في بلد يتزاحم أهله علي المجمعات الاستهلاكية وتشكو نقص التموين وصغر رغيف الخبز، ولا نريد أن نستطرد في ذلك أكثر من هذا!
غزة وهمومنا
السبت
رغم هذا الضيق الذي نحسه والذي يحاول محاصرتنا والأطباق علي صدورنا من كل جانب إلا انني متفائل بالغد بنفس القدر الذي أحسسته حين اسقطنا الإخوان الكذابين المنافقين تجار الأوطان وقد كان غيابهم عن عيوننا ضربا من المستحيل، ومنذ أطل علينا الرجل الهاديء الواثق المؤمن العاشق لمصر بسماحته وبانسانيته ورومانسيته.
وعلي الرغم من زحف الأحزان واقتحامها أبواب بيوتنا، إلاأننا نعرف أن وراء كل غيمة شمس وخلف كل ليلة صبح.
ها هي غزة تحترق من جديد، غزة التي حملناها في قلوبنا وأنشدناها وكنا نطل من علي أسوارها علي أهلها أهالينا وقد اشتعلت ضدنا بغل غير مبرر، وكراهية لا تستحقها مصر التي عاشت للقضية الفلسطينية وضحت بحقول من الشهداء كرامة للبلد الذي كبرنا علي عشقه، والذي أفنينا مخزوننا من الكلمات في محبته، يطل علينا اليوم بوجه عابث ينضح كراهية يفصح عن عداء كأنه مدفوع الأجر، ويشعل النيران تحرق الأهالي العاديين والفقراء الذين يعرف قادة الحرب وتجارها أن لا مكان لهم ولا مهرب أو مفر، يتلهون بهم كأنهم قطع دومينو!!
من أين جاءت هذه الكراهية؟ كيف نبتت واعتني بها حتي كبرت وصارت غولا يهدد مستقبل القضية الفلسطينية، وهذا التآمر الذي يحاول أن يكون طوقا حول مصر ليصبح «الثوار» لعبة في ايد خبيثة تشكل تآمرا علي البلد الذي عاش من أجل القضية الفلسطينية؟!
رحم الله عرفات ورحم أصدقاءنا الذين قضوا من أجل مستقبل بلادهم ولو كانوا يدرون أن الأمور ستقاد إلي هذا المصير لما قدموا الأرواح الذكية حبا وكرامة في عشق وطن لا يعرف الأتراك ولا كان يتخيل أن تدب الروح في قطر ليصبح لها شأن ومقدرة علي تغيير مصير القضية في زمن العجائب.
ولكني شخصيا أعلم أن اللعبة أكبر من لاعبيها، وأن القضية أسمي من تجارها، وأن كل ذلك لن ينال من تفاؤلي بأن الغد لنا علي الرغم من الحصار المطبق.. من الخارج والداخل معا!!
نعم يستطيع الإرهاب أن يجد ثغرة ينفذ منها إلي ضربة هنا أو هناك، ولا شك أن أوجه تقصير عديدة ظاهرة للعيان فالأمر أصلا جديد علينا وصوره الحديثة مختلفة، تماما عن صورا لإرهاب القديمة، ينهار مبني هنا، ويقتل شباب هناك، ولكني أري الايقاع قد هدأ وليس مثلما كان في أوله وان كانت ضرباته القليلة موجعة إلا أنها تقوينا وتبصرنا وتجعلنا نري أكثر انحطاط الخبثاء وعبث العابثين الذين لا يؤمنون بوطن أو دين.
كذلك فإن تلك الهموم الاقتصادية الضاغطة التي يجب ألا نخلط بين قدرتنا نحن علي تحملها وعدم قدرة الفقراء الذين هم شعبنا بأسره تقريبا.
ثم هنالك هؤلاء الأغنياء الذين يتهرب معظمهم من مد أيديهم لدعم الوطن بينما ننتظر من الإخوة العرب المعاونة كيف سيكون قلب الإخوة في البلاد العربية احن من قلب أبناء مصر عليها؟ هل هذا معقول بل إن الإخوة حين رأوا نكوص الأبناء جفلوا وتراجعوا.
ولكنني أملك تفاؤلي الخاص بأن الرئيس السيسي قادر علي لم البعثرة ورؤية الكوة التي سوف ننفذ منها للنهار، لاننا أحيانا نراها ولكنها تزوغ منا في زحمة الهموم التي تحاصرنا بقصد وبغير قصد!!


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.