الجريمة الإرهابية الغادرة التي تعرضت لها مجموعة من أفراد قواتنا المسلحة عند واحة الفرافرة، تفرض علينا ان ننظر بوعي وواقعية الي حقيقة ما تتعرض له مصر من مؤامرة دنيئة، تستهدف كسر ارادتها وتعويق حركتها للمستقبل، والنيل من أمنها واستقرارها. وفي هذا لابد ان ندرك ان الحرب الشرسة التي تخوضها ضد الارهاب في سيناء وبقية المحافظات، هي حرب طويلة تخوضها قواتنا المسلحة الباسلة، وأجهزة الأمن في مواجهة قوي الشر والظلام وجماعات التكفير والتطرف والإرهاب والقتل والدمار. ومن الخطأ ان يتصور أحد منا ان ما تخوضه مصر الآن، هي فقط،...، حرب محدودة مع قوي وفلول جماعة ارهابية محلية، فقدت توازنها وجن جنونها نتيجة ابعادها عن مواقع السلطة ومراكز الحكم بعد فشلها في ادارة شئون البلاد والعباد، وهو ما دفع جموع الشعب الي الثورة عليها ونزع الشرعية عنها، وعزلها عن الحكم قبل ان تقضي علي الدولة وتهوي بها الي الحضيض. هذا تصور خاطئ واعتقاد غير صحيح وظن في غير محله، حيث يؤكد الواقع وكذلك حقيقة ما يجري وما يحدث علي الارض طوال الشهور الماضية، ان المسألة اكبر من ذلك وأخطر بكثير، وأن مصر تواجه بالفعل هجمة شرسة وحربا شاملة، علي جميع المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والعسكرية ايضا. والقراءة المتفحصة للواقع والمدققة فيما جري ويجري منذ الثلاثين من يونيو، واسقاط الشعب لسيطرة الجماعة ومرشدها علي السلطة والحكم، تقول بوضوح، ان الهجمة الشرسة التي تتعرض لها مصر، هي نتاج مؤامرة واضحة المعالم والاركان، لها اطرافها المحلية والاقليمية والدولية، المتمثلة في فلول الجماعة الارهابية وتنظيمها الاقليمي والدولي، بدعم وتورط كاملين من تركيا وقطر وتابعتهما حماس، وبتنسيق شامل مع اسرائيل في ظل رعاية ومباركة امريكية،... ولكل اهدافه التي يسعي لتحقيقها من وراء المؤامرة علي مصر، وهو ما بات واضحا وجليا.