دخلت مكتب أخبار اليوم بالإسكندرية وأنا سعيدة لأنني سوف أوزع علي الفائزين والفائزات جوائز عيد الأم تلك الجوائز التي فازوا بها بكتاباتهم الجميلة كل لأمه. وقبل أن أدخل المكتب أطللت علي حجرة الاحتفال فوجدت «هيصة وزيطة» والأطفال يضحكون وظهر شاب يشير إليهم بإشارات مضحكة.. فانتظرت أن ينتهي من اضحاكهم ولكنه لم ينته فدخلت.. وسلمت عليه.. شاب وسيم أنيق ضحك وقال لي: - حاولت أن أسليهم حتي تحضري. - شكراً أهلاً وسهلاً.. أحب التعرف عليك. - أنا مهندس زراعي اسمي محمود عبدالعزيز معيد في كلية الزراعة ورئيس فريق التمثيل في الكلية. - واضح أنك ممثل بارع.. لقد أحييت الحفل قبل حضوري وأحب أقعد معاك. وجاء في بيتي بالإسكندرية وقلت له: - لابد تنزل مصر انت ممثل رائع لقد استطعت أن تنسي الأطفال الجوائز وفرحة الفوز ولم يكدب خبر ونزل إلي مصر وسكن في منزل قريب من منزلي وكان يمر عليّ يومياً تقريباً. - أمّا.. ازي الحال يامّا.. اختاره نور الدمرداش بعيني جواهرجي ليمثل معه في مسلسل الدوامة.. وأدي دوراً من أروع أدواره رغم أنها البداية! ولفت الأنظار وولد النجم محمود عبدالعزيز.. وأصبحت الزراعة رغم تفوقه في خبر كان وقد كانت رسالته للماجستير عن عسل النحل وكتبت عن رسالته وكيف ان النحل لا يفرز العسل إلا لو كان سعيداً ويطير بين الزهور. وفي مسلسل رأفت الهجان استطاع محمود عبدالعزيز ان يخطف القلوب والأبصار بأدائه المتميز وبتقمصه للدور بشكل لم ينسه أحد حتي أن الرئيس السيسي حينما رآه قال: - ومعانا كمان رأفت الهجان.. ولكن محمود عبدالعزيز قام بدور كفيف في فيلم الكيت كات واتقن الدور بدرجة ان بعض الذين لم يكونوا قد شاهدوه من قبل اعتقدوا أنه كف بصره فعلاً. وواصل محمود عبدالعزيز نجاحاته ووصل لمرحلة تربع فيها علي القمة واصبح المشوار صعباً علي الذين يحاولون الوصول إليه ولكن ظل يحمل بين ضلوعه قلباً هائماً بالتواضع وعقلاً واعياً ويباعد بينه وبين الغرور. وتعددت أدواره وكان كل دور أعمق وأقوي من سابقه وفي مسلسل باب الخلق استطاع ان يخلط بين المقدرة والقوة والرومانسية وهو لا يتعمد شيئا ولكنه يمثل كما لو كان يتنسم الهواء لدرجة ليس لديه أي تعمد يحسب عليه في أدائه ولكنه أصبح يعايش كل دور لدرجة أن المشاهد ينسي أنه يمثل تماماً.. وهذه هي عبقرية محمود عبدالعزيز أما ابنه الذي ارتمي في أحضان الفن وأصبح ممثلاً فهو مثل أبيه موهوب ولا يتعمد التمثيل ان محمد محمود عبدالعزيز أخذ من أبيه تلك الموهبة التي تجعله كأنه يعيش الدور. أمنية أتمناها من محمود عبدالعزيز أن يجد سيناريست عظيما وهم كثيرون لدينا ويمثل حياة أنور وجدي الحقيقية والتي عاني فيها من الفقر والتشرد ثم حياته مع ليلي مراد وهو يحب ليلي فوزي وتمزقه بين الثراء والفن. شخصيات كثيرة أتمني أن يجسدها محمود عبدالعزيز ومنها الملك فاروق والفنان أحمد سالم صاحب الدراما العالمية في حياته. يا محمود يا عظيم أنا سعيدة بعبقريتك الشديدة والتواضع وسعيدة بما وصلت إليه وسعيدة لأنني اكتشفتك وسط مجموعة من الأطفال الأبرياء الذين يتواصلون معك في البراءة حتي الآن رعاك الله.