رئيس جامعة السادات: مشاركتنا بافتتاح المرحلة الأولى من مدينة مستقبل مصر تأكيد لمساهمتنا بجهود التنمية المستدامة    الكويت ترحب بقرار الاتحاد الأوروبي القاضي برفع العقوبات الاقتصادية عن سوريا    السعودية تدين إطلاق القوات الإسرائيلية النار على وفد دبلوماسي دولي    سفير أوكرانيا بالقاهرة: اتفاق المعادن النادرة مع واشنطن ليس موجها ضد روسيا    يد - الاتحاد المصري يعلن مشاركة الزمالك كمستضيف والأهلي كبطل إفريقيا في مونديال الأندية    تعرف على شخصية ماجد المصري في فيلم "الست لما" بطولة يسرا    تذكرة ذهاب بلا عودة.. خطة إسرائيلية لإفراغ شمال غزة عبر مراكز توزيع المساعدات    «لا تلبي متطلبات العصر ».. «السجيني»: القوانين الاستثنائية القديمة تعيق حل الأزمة بين المالك والمستأجر    محمد رمضان عن الحكم بإيداع نجله دار رعاية: لا أشك في نزاهة القضاء المصري    الآن.. رابط نتيجة الصف الثاني الابتدائي 2025 في الجيزة (فور إعلانها)    عمرو الورداني: الالتجاء إلى الله سنة لمواجهة الكوارث وتحقيق التوازن النفسى    "فسيولوجيا فيه مشكلة".. نجل شقيقه يكشف أسباب عدم زواج عبد الحليم حافظ    أحمد موسى: مصر تفتتح أكبر سوق جملة لضبط الأسعار أكتوبر المقبل    إيران: الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة على سوريا تهدد السلم في المنطقة    مصرع طفل غرقا في ترعة الصافيه بكفر الشيخ    المدن المتاحة في إعلان سكن لكل المصريين 7    هيئة الدواء: تلقينا 12 ألف استفسار منذ تفعيل منظومة الشكاوى الحكومية الموحدة    افتتاح وحدة تكافؤ الفرص بالجامعة التكنولوجية فى بني سويف -صور    بيع 6 قصور.. اتهامات متبادلة بين أحفاد نوال الدجوي بشأن الثروة    الشباب والتعليم تبحثان استراتيجية المدارس الرياضية الدولية    البورصة توافق على القيد المؤقت ل " فاليو "    مصدر: التعليم الثانوي ينطلق بمرونة لمواكبة التخصصات الحديثة    هل كانت المساجد موجودة قبل النبي؟.. خالد الجندي يوضح    الزمالك يعلن في بيان رسمي توقيع اتفاقية لتسهيل تجديد العضويات    وزير الصحة يستجيب لاستغاثة أب يعاني طفله من عيوب خلقية في القلب    مصر تدين إطلاق النار من قبل الجانب الإسرائيلي خلال زيارة لوفد دبلوماسي دولي إلى جنين    سعر الريال القطرى اليوم الأربعاء 21-5-2025.. آخر تحديث    ضبط راكبين بأوتوبيس نقل جماعى تحت تاثير المخدرات.. فيديو    كازاخستان: ننتظر توضيحا رسميا من أوكرانيا حول الهجوم على خط أنابيب بحر قزوين    مصرع طفل غرقًا في مياه نهر النيل بكفر الشيخ    فيتسلار الألماني يعلن تعاقده مع نجم اليد أحمد هشام سيسا    «غيّر اسمه 3 مرات».. حقيقة حساب أحمد السقا غير الموثق على «فيسبوك»    طولان: إلغاء الهبوط لم يكن بسبب الإسماعيلي.. بل لمصلحة ناد آخر    ماركو بونيتا: أسعى لتحسين تصنيف فراعنة الطائرة ولا أسمح بالتدخل فى اختيارات القائمة الدولية    وزارة الأوقاف تنشر نص خطبة الجمعة بعنوان "فتتراحموا"    استعداداً ل«الأضحى».. محافظ الفيوم يوجه برفع درجة الاستعداد القصوى    وزير الخارجية يلتقى مع نظيره الزامبى على هامش الاجتماع الأفريقى الأوروبى    صحة الدقهلية: ختام الدورة التدريبية النصف سنوية للعاملين بالمبادرات الرئاسية    محافظ أسوان يشارك فى إحتفالية فرع الهيئة العامة للإعتماد والرقابة الصحية    قرار جديد من القضاء بشأن معارضة نجل الفنان محمد رمضان على إيداعه بدار رعاية    ولي عهد الفجيرة: مقتنيات دار الكتب المصرية ركيزة أساسية لفهم التطور التاريخي    قد يكون صيف عكس التوقعات.. جوارديولا يلمح بالرحيل عن مانشستر سيتي بسبب الصفقات    فيديو يكشف طريقة سرقة 300 مليون جنيه و15 كيلو ذهب من فيلا نوال الدجوي    الاحتلال الإسرائيلي يعتقل 20 فلسطينيا على الأقل من الضّفة الغربية    الرئيس السيسى ل الحكومة: ليه ميتعملش مصنع لإنتاج لبن الأطفال في مصر؟    تأثيرات التكنولوجيا الرقمية على الأطفال في مناقشات قصور الثقافة بالغربية    ضبط 7 أطنان دقيق مدعم قبل بيعه في السوق السوداء بالشرقية    «التضامن الاجتماعي» تشارك في احتفالية «جهود الدولة في تمكين الأشخاص ذوي الإعاقة» بالنيابة الإدارية    لمواليد برج الحمل.. اعرف حظك في الأسبوع الأخير من مايو 2025    «بنسبة 100%».. شوبير يكشف مفاوضات الأهلي مع مدافع سوبر    قبل أيام من حلوله.. تعرف على أبرز استعدادات السكة الحديد ل عيد الأضحى 2025    رئيس إذاعة القرآن الكريم الأسبق: أيام الحج فرصة عظيمة لتجديد أرواح المسلمين.. فيديو    "هندسة بني سويف الأهلية" تنظم زيارة لمركز تدريب محطة إنتاج الكهرباء بالكريمات    استخراج جسم معدني خطير من جمجمة طفل دون مضاعفات بمستشفى الفيوم الجامعي    قبل مواجهة بتروجيت.. قرار من أيمن الرمادي بعد انتهاء معسكر الزمالك    موعد وقفة عرفات وأول أيام عيد الأضحى المبارك 2025    تحت ال50 .. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري الأربعاء 21 مايو 2025    تفسير حلم أكل اللحم مع شخص أعرفه    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



يوميات الأخبار
سرقة علنية.. لرمضان
نشر في أخبار اليوم يوم 10 - 07 - 2014


عصام حشيش
«هل هي حرب علينا.. إن الله يريدنا أن نجتهد في عبادته في رمضان.. وهم يأخذوننا من ربنا بأعمالهم الفنية ويسرقون أوقاتنا ليلقوا بنا إلي التهلكة؟..»
لماذا إختص السادة المخرجون والفنانون والكتاب شهر رمضان الكريم بالذات بكل هذه المسلسلات والاعمال الدرامية الشائقة التي تأخذ باللب وتستحوذ علي الاهتمام وتسرق الوقت؟!.. السؤال في محله تماما لأن هذا الشهر هو أفضل الشهور عند الله. جعل أوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتقا من النار. وضاعف فيه الاجور عن كل الاعمال الصالحة. والنبي صلي الله عليه وسلم وهو الخبير بالله يقول إن لربكم في أيام دهركم لنفحات.. فتعرضوا لها. ولكن كيف نتعرض لها ونحن محاصرون بكل ألوان الفتن.. فمن الذي يستطيع أن يقاوم عادل إمام ويحيي الفخراني ويسرا. ومن الذي يرفض الضحك والشقاوة واللعب.. تري هل هي حرب علينا.. إن الله يريدنا وهم يأخذوننا من ربنا ويسرقون أوقاتنا ليلقوا بنا إلي التهلكة؟. تعال معي لنفكر أليست هذه مؤامرة علينا بالفعل لتضييع رحمات وبركات الشهر الكريم. فلا نستفيد منه بل ونحرم من عطاياه. تصور أن الله يعطيك عن كل صلاة تؤديها بخشوعها وخضوعها أجر 70 صلاة.. وتصور أن الله يخبئ لك في العشر الاواخر جائزة ليلة القدر وجعلها خيرا من ألف شهر.. يعني عبادتها وحدها توزن في ميزان أعمالك بطاعات أكثر من 83 سنة صائما نهارها قائما ليلها فيوضع أجر الصيام والقيام معا لتحصده كله في ليلة واحدة تكون كنزا للطائعين طوال رمضان. فإذا كانت هذه المنح في متناول أيدينا.. فلماذا يكافح ويحارب أهل الفن واللهو كي يشغلونا عنها ويأخذونا منها بما يقدمونه من أعمال كثيرة يتفننون في الدعاية والترويج لها من قبل رمضان بأسابيع وتملأ إعلاناتهم الشوارع وكل فضائية تغريك بما لديها من نجوم ومشاهير كبار أغلبهم لا يظهرون إلا في رمضان بالذات الامر المدهش أن هذا التحدي العلني الواضح وضوح الشمس لا يثير انتباه أحد. أصبح أمرا واقعا في حياة المصريين. فما أن تأتي أيام الله حتي تنافسها وتزاحمها أيام وليالي اللهو والترفيه والانشغال. وسألت نفسي مرارا.. هل هناك مانع أن يجمع أهل الفن أعمالهم ومسلسلاتهم ومنوعاتهم الجميلة والمدهشة ويعرضوها علينا في شهر شوال؟!.. ليه لأ.. يأخذون هم شوال يعرضون فنونهم ويشغلون الناس بها ويتركون لنا أيام الله أو النفحات التي أوصانا رسول الله صلي الله عليه وسلم بأن نتعرض لها. فلا يزاحموننا في الاذكار والتفرغ للقرآن وصلاة المساجد ومساعدة الفقراء وإدخال السرور علي كل الناس من حولنا. أنظر كم حجم المشاهدة وعدد الساعات الطويلة التي تضيع والناس منشغلة بالتليفزيون وكل فضائية تلقي بنا إلي الاخري.
والناس ضعيفة أمام الاغراء مستسلمة لعمليات السلب والنهب والسطو علي أوقاتها حتي أصبح رمضان للأسف مرادفا للعبث وتضييع الاوقات فيما لا يفيد.. بينما الله ورسوله يريدان عكس ذلك تماما.. إذن لماذا لا يأخذون شوال ويتركون لنا رمضان لنعبد الله فيه علي مراده.. أليس السؤال في محله؟
إثبات ضروري ومفيد لصحة ما أقوله. انظر إلي ما شاهدته من مسلسلات وبرامج مسلية وممتعة في العام الماضي.. ماذا أضيف لرصيد حسناتك منها.. وهل ازددت مكانة عند الله لانك تابعت مسلسل فلان أو علان؟ أكيد لا.. فلماذا نكرر نفس الخطأ مرة ثانية.. الخطير في الامر أنك لو ضمنت أنك ستعيش حتي رمضان القادم وأن رمضان الحالي لن يكون هو الاخير في حياتك.. فخذ راحتك جدا.. وتابع وتمتع ففرصة التعويض موجودة أما إذا كنت غير متأكد فارحم نفسك من الآن واشفق عليها من النار. واستفد بأقصي طاقة مما تبقي من أيام رمضان.. وصدقني لن تندم أبدا لأنك أغلقت التليفزيون في وجه عادل إمام أو الفخراني أو غادة أو غيرهم.. جرب وستجد في قلبك فرحة وعلي لسانك حلاوة. فمن ترك شيئا لله عوضه الله بخير منه. فأقبل علي الله.. يقبل الله عليك.
إقلب الصفحة
السبت:
بصراحة.. لم أعد احتمل البقاء في مجالس ومنتديات فكرية مازالت تلوك أحاديث أتقنتها عن مرسي وعودة الشرعية أو تخوض في سرد تفاصيل عن الانقلاب المزعوم وضحاياه.. تلك الاحاديث التي تجاوزها الزمن وتجمدت علي ألسنة البعض والتي أتصور أن الوقت أثمن وأغلي من أن نقضيه في الاستماع إليها أو محاولة تفنيدها نعم.. لقد جاء الوقت لقلب الصفحة والانتقال إلي الصفحة التالية بمنتهي الوعي والاصرار. أن نترك للتاريخ الحكم علي الاحداث ليقول كلمته فيها.. أما الآن فنحن أمام واقع جديد يحدث في مصر لأول مرة منذ سنوات ويبشر بتحقيق أحلام المصريين من خلال مواجهة صريحة ومباشرة مع أزماتنا المزمنة. وأمامنا انجازات كنا نعدها قبل عدة أشهر مثل الاحلام أهمها اكتمال شكل الدولة وانتقالها لمواجهة مشاكلنا المتراكمة بمنتهي الوضوح والشفافية.. ورغم آلام العمليات الجراحية إلا أننا كلنا نتطلع إلي خروج آمن لمصر من كبوتها وتحقيقها لذاتها واستثمارها لقدراتها ومواردها وسط ترحيب عربي ودولي. لدينا زخم من المشروعات والاستثمارات التي تتطلع للدخول والبدء علي أرض مصر ولدينا روح جديدة ننظر بها إلي الاشياء ونتفاءل بغد أفضل.
فبالله عليكم كيف يمكن أن نمضي بخطوات ثابتة إلي الامام بينما مازالت عيون بعضنا تنظر إلي الخلف أو تستعيد من الماضي صورا تريد بها تقويض الحاضر وعرقلة مسيرة المستقبل من أجل تصفية حسابات.. لقد كنت ومازلت من مؤيدي التيار الديني الوسطي ولكن كم من الاضرار لحقت بهذا التيار عندما ترك الدعوة إلي الله وتعلق بالسياسة ودخل معتركها فلجأ إلي المناورات والتحالفات وتورط في معارك ليس أهلا لها فأصيبت الدعوة الاسلامية من وراء ذلك بأضرار والتصقت بها اتهامات ستحتاج لسنوات حتي نعالجها! وإذا كانت رفعة مصر في النهاية هي الغاية.. فهل إثارة الفتن ونثر الغبار علي الواقع يحقق الغاية أم يقوضها؟.. لقد جاء الوقت بالفعل لقلب الصفحة. . وليقرر التاريخ لاحقا من الذي أصاب ومن الذي أخطأ.. فالمهم الآن أن ننشغل ببناء مصر.
أعز الولد
الأحد:
كنت أسمع عبارة «أعز الولد.. ولد الولد» ولا أفهم معناها.. كان الابناء هم قرة العين ومهجة النفس.. ولكن عندما جاء «أولاد الابناء» انبعثت مشاعر جديدة جميلة في خريف العمر. وعدت لأعيش الطفولة وأنا شيخ. فلم أعد أريد الخروج من المنزل منذ قدوم حفيديّ ياسين وليلي من كندا.. أستطيع أن أجلس بالساعات معهما دون ملل.. تشرق الشمس في عينيّ وأنا أري ابتسامة ليلي ذات الثمانية أشهر كلما داعبتها.. وأضحك من قلبي علي أحاديث ياسين الذي لم يكمل عامه الرابع وهو يطعم بالكلمات العربية لغته الانجليزية ليصنع بها جملة «فرانكوآراب» وهو يسترجع حدوتة رويتها له قبل النوم عن سيدنا إبراهيم الذي حطم الاصنام وترك المعول علي كتف كبيرهم. أو عن الاسد ملك الغابة الذي اضطرته الظروف و احتاج إلي الفأر أصغر حيوان فيها ليخرجه من شبكة الصياد.! وتمضي بي الساعات وأنا عالق بينهما وأجد سلوتي في أحدهما إذا نام الآخر. وأتعجب من استجابتي لياسين إذا سحبني معه لكي نطعم قطة. وأضحك من نفسي وأنا ألمس فقاعة صابون أطلقها من لعبته في الهواء فأرتعد أمامه وهي تتلاشي وتنفجر لكي يفتر ثغره عن إبتسامة سعيدة أفوز أنا بها. . هل إلي هذا الحد يستعيد الشيخ ذاكرة الطفولة إذا وجد من يشاركه فيها. لقد حضرتني أغنيات «أبلة فضيلة» وحكاياتها اكتشفت أنها كانت مختزنة في الذاكرة البعيدة وكلها عادت بمجرد أن أظهر ياسين حبه وشغفه بالحكايات.. ووجدتها فرصة لكي أغرس فيه بعض المعاني والقيم عن قدرة ربنا وطاعة الوالدين وعن النظام والنظافة والتعاون وحب الخير ففي هذه السن الغضة يحسن غرس البذور لتنمو وتزدهر ويبدو أنني أظهرت مهارة فكلما انزعج أهل بيتي من بعض الشقاوة أو من بكاء ليلي أجد زوجتي تأتي بها لتضعها في «حجري».. والغريب أنني رغم انشغالي لاأغضب أو أتعب. بل تتحول ملامحي الجادة إلي إبتسامة لينة استقبلها بها ليأنسا لي ويواصلا مرحهما وصخبهما تحت جناح جدهما.. المثير أنني وجدت أن كل ما قرأته من كتب حول علم الطفولة أو تعرفت عليه من نظريات في التعامل معها كانت للعلم والمعرفة فقط لان كل إنسان يصيغ نظريته الخاصة بعد ذلك وفقا لحجم تجربته والعناصر المؤثرة فيها. وهذا ما حدث معي حيث رأيت أن أفضل نظرية تحقق السلامة والصحة النفسية لعيني اليمين وعيني الشمال وأقصد بهما ليلي وياسين هي أن سلامتهما وزادهما لصناعة شخصيتها ومستقبلهما مرهون في كل الاحوال بما يحصلان عليه من حب.. وحرية.. وبهذين الجناحين رحت أطير عاليا وأنا أغدق عليهما من الرافدين..
أصل الوجود
الاثنين:
أتهم نفسي كثيرا عندما أجلس في حلقات العلم ولا أتأثر بكلام بعض العلماء أشعر أنه معلبات أو تراكيب لفظية جامدة ومكررة فلا تمس قلبي ولا تحرك مشاعري كأنها خطب جمعة مقروءة! ولكن أمام هذا الرجل تفتحت مشاعري ومداركي من فرط بلاغته وبساطته. هل لانه أجنبي جاء من بنجلاديش في زيارة لمصر. أو ربما تعاطفت معه لما رأيته يتحدث بلغتي العربية بطلاقة.. المهم وجدت نفسي أخرج القلم وأدون وراءه بعض المعاني التي أوقفني عندها وتحتاج بسبب سهولتها وبساطتها لتأمل طويل.. كان يتحدث عن الايمان وقال إن أساس إيمان الانسان أن يكون لديه يقين تام علي الحياة بعد الموت. فلا ينصب همه وفكره ومشاعره علي الدنيا واستكمال احتياجاته ومتعته فيها فقط. ولكن أن يهتم بقدر أكبر بأعمال الدين التي سيترتب عليها أين يكون في الحياة الثانية في الجنة مع النبي وأصحابه أم في النار مع فرعون وقارون وأبي جهل.! ثم اضاف: علي الانسان ان يتفكر هل سيعيش في الدنيا أكثر أم في الاخرةأكثر وبناءعلي هذا الفهم يعمل.. فحياتنا في الدنيا محدودة وحياتنا في الاخرة ممدودة. والنبي صلي الله عليه وسلم ينصحنا بقوله الدنيا مرتحلة ذاهبة والاخرة مرتحلة قادمة فكونوا من ابناء الاخرة ولا تكونوا من ابناء الدنيا.. ويدلل الرجل ببساطة علي صحة كلامه فيقول. الانسان لو عاش في دولة أجنبية نجده يجتهد حتي يدخر أكبر قدر من المال ليستفيد منه عندما يعود إلي بلده ويعيش به حياة طيبة.. فهو يعرف ان وجوده في الدولة الاجنبية مؤقت وانه سيعود مهما طال الوقت إلي بلده.. فيستعد لذلك بكل طاقته.. وهكذا الدنيا والاخرة. فنحن ندخر هنا في دار الاختبارمن أجل الحياة الطيبة في دار الاستقرار. وأهم ما يفعله الانسان في هذه الحياة هو أن يثق في الله ويحبه ويقبل عليه.. ولكن كيف نحب ربنا بالفعل وليس بالكلام؟! ويجيب الرجل: الأب يقدم لابنائه عن سعة وبدون طلب ولذلك يحبه أولاده.
وكذلك الله.. فالخلق جميعا عيال الله. وانظر ماذا قدم لك ربك من النعم ولم يطلب منك مقابلها شيئا إلا أن تعرف فقط أن هذه النعم منه فتتوجه إليه بالشكر والعرفان وتتعلق به وتحبه. وتعرف أنه أوجدك في هذه الدنيا ووفر لك كل ما تحتاجه بل وسخر لك ما في الارض جميعا لكي تقوم علي مقصد عظيم وهو عبادته وشكره وتوحيده ودعوة الناس إليه. فاذا قمت علي ذلك فتح لك أبواب جنته تدخل من أيها شئت. وإن أعرضت عنه أعرض عنك وسلط عليك نفسك لتوردك موارد التهلكة وأنت تظن في غفلتك أنك من الذين يحسنون صنعا وحتي لا تتوه وتضل الطريق إلي الله فهو يرسل إليك أفضل خلقه من الانبياء والرسل. وأرسل إليك القرآن لتتعرف عليه وأرشدك إلي الطريقة الصحيحة للعبادة وهي طريقة ونهج وأسلوب أحب الخلق إليه وهو محمد صلي الله عليه وسلم. فإن فعلت فزت. وإن أسلمت نفسك لنفسك ضعت وخسرت حتي وإن كان معك ما في الدنيا كلها من أموال وغنائم.. فلن تغني عنك شيئا فانتهز فرصة الحياة في التقرب إلي الله.
واستمر الرجل يتحدث ساعة نسيت فيها نفسي وأدركت كم من الاشياء انشغلت بها عن المطلوب منا. بل فهمت أن كثيرين يعيشون ويموتون وهم لا يعرفون أصلا لماذا أوجدهم الله في هذه الحياة ويخرجون منها دون ان يحققوا منه شيئا.. فمن الذي يدرك هذه الحقيقة الآن ويعدل مساره ليأخذ الطريق الصحيح إلي الله قبل أن تنتهي المهلة؟!
ممكن..
الثلاثاء:
مررت قبل أيام بشارع 26 يوليو في المسافة الواقعة بين مسجد السلطان أبو العلا حتي تقاطع شارع الجلاء.. ودهشت مما رأيت أين ذهب الباعة الجائلون الذين افترشوا الشارع ومنعوا السيارات من المرور وحولوا أشهر شارع في مصر إلي «سوق كانتو» للملابس القديمة. كلهم اختفوا بفعل فاعل والفاعل هنا هو الحكومة التي اذا ارادت فعلت ونفذت ارادتها. وادركت ان ايد المحافظ الدكتور جلال السعيد طايلة وقادرة وأن حالة التسيب والبلطجة التي مارسها البعض في هذا الشارع وقعت لانشغال الحكومة عنهم. أما وقد عادت الدولة وقررت استعادة حقوق الناس في الشارع المصري فهذا ايذان بإنتهاء هذا العهد البغيض. وعلي ناصية الشارع وجدت عدة عربات للشرطة ومجموعة من الجنود يقومون بضبط ايقاع الشارع وضمان إنسيابية المرور بإلزام سيارات الميكروباص بأن تصطف موازية للرصيف وليس في عرض الشارع.. والله فرحت من قلبي وقلت في نفسي تحيا مصر.. واعتقد أن الأمن قد استتب وأن هذا المظهر الحضاري سيستمر.. ولكن يا فرحة ما تمت. ثلاثة أيام بالضبط ورجعت ريما كما كانت رذيلة ووقحة..
أرجوك يا دكتور جلال السعيد. . يا محافظ القاهرة الهمام اثبت انك تستطيع ان تعيد الانضباط الدائم في هذا الجزء المهم والمحوري من القاهرة. واكد لنا ان التجار الجائلين لن يخدعوك وينتهزوا غفوتك ليعودوا أقوي مما كانوا.. نريد أن نري عقوبة واضحة مشهرة علي مخالفي النظام والذين داسوا القانون ببلطجتهم وتمادوا عندما لم يروا رادعا يردعهم. يكفي فقط ان تتحسر علي الشوارع النظيفة والتي تعبت انت ورجالك في تجميلها عندما تراها وقد تكدست بأكوام «الرتش» دون ان ينال مرتكبو هذه الجريمة الجبانة والحقيرة أي عقاب بمصادرة سياراتهم لمدة شهر أو شهرين لحساب المحافظة.. كل جهودك تضيع هباء بسبب غياب منظومة الردع فيعود المخالف لإرتكاب نفس المخالفة مائة مرة.. هل تستطيع يا محافظ القاهرة ولك فيها صلاحيات رئيس الجمهورية أن تحقق منظومة الردع.. تقدر؟!
البرازيل الجريحة
الأربعاء:
فعلا هو زلزال بقوة سبعة ريختر اقصد سبعة أهداف كما قالت «الاخبار» منيت بها شباك البرازيل سيدة كرة القدم في العالم بأقدام فريق ألمانيا الذي لم يعرف الرحمة أبدا بمنافسه وكبده هزيمة مذلة علي أرضه وبين جمهوره المباراة.. كانت صدمة. بل أظن ان مدرب ألمانيا ما كان بوسعه أن يحلم بهذا الانتصار المدوي.. ولأول مرة رأينا دموع الجماهير الملتاعة وهي تسيل أنهارا من ألم ضياع حلم كأس العالم.
لكن المثير أكثر هو ما جري بعد الهزيمة المروعة. فالجماهير الغاضبة لم تطالب بشنق اللاعبين ولا محاكمتهم. ورغم الاهداف السبعة التي لم تحدث في تاريخ البرازيل تم استيعاب الامر. وصافح الفريق المنهزم الفريق الفائز ونزل سكولاري مدرب البرازيل ليهنئ بنفسه مدرب ولاعبي ألمانيا في روح رياضية فارقة.. رأينا لاعبا يبكي وآخر يبتسم وهما يتبادلان الفانلات بمشاعر مختلطة فريدة. وبقيت اعداد من الجماهير في المدرجات لم تغادره ولم تلق علي أرضية الملعب طوبة ولا زجاجة ولم تشعل شماريخ. روح رياضية أظهرت عراقة رياضة كرة القدم ومشجعيها في هذه الدول. وتذكرت ما حدث عندما عاد فريق كرة القدم الوطني بعد هزيمته الثقيلة من غانا ولكن ابعدت الصورة بسرعة حتي لا أفسد متعة ما شاهدت من روح رياضية بين الفريقين


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.