صالح الصالحى تمر بحياتنا أيام كلمح البصر.. ايام نسعد لقدومها، ونحزن لذهابها.. ومن هذه الايام المباركة الجميلة.. يوم امس حيث الافطار حرام، واليوم حيث الصيام حرام، امس كان رمضان بكرمه، واليوم العيد بفرحه.. يوم الجائزة لمن صام رمضان إيماناً واحتساباً.. وخرج منه بروح شفافة طاهرة، ونفس صافية عامرة بالإيمان.. كل عام وأنتم بخير. وبهذه المناسبة العظيمة.. اذكركم وأذكر نفسي قبل ان نغرق في الملذات، ونستدعي الشهوات، ونعود للمعاصي، وارتكاب الذنوب، وحتي نعصم انفسنا من الشياطين.. ونصطحب نسمات رمضان وحسناته وكرمه. بوجوب المداومة علي الطاعات والحرص علي تزكية النفس، التي شرعت العبادات من أجلها.. وبقدر نصيب العبد من الطاعات تكون تزكيته لنفسه.. ولذا كان أهل الطاعات أرق قلوبا وأكثر صلاحا.. وأهل المعاصي أغلظ قلوبا، واشد فساداً. ولأن الصوم من العبادات التي تطهر القلوب وتشفيها.. لذلك فإن شهر رمضان موسم للمراجعة، وأيامه طهارة للقلوب.. وهذه فائدة عظيمة يجنيها الصائم من صومه.. ليخرج من الصوم بقلب نقي . وصيام ست من شوال بعد فريضة رمضان سنة مستحبة، وهي فرصة تجعل الصائم علي اعتاب طاعة أخري، وقد أوضح رسول الله صلي الله عليه وسلم لأمته فضل الست من شوال وحثهم علي صيامهم، قال »من صام رمضان ثم اتبعه ستا من شوال كان كمن صام الدهر« (رواه مسلم). وقال الامام النووي، قال العلماء: »وانما كان كصيام الدهر لأن الحسنة بعشرة امثالها، فرمضان بعشرة اشهر والستة بشهرين. وقيل إن صيام ست من شوال يلتحق بصيام رمضان في الفضل، فيكون له اجر صيام الدهر فرضاً.. ان صيام هذه الست بعد رمضان دليل علي شكر الصائم لربه.. ودليل علي حب الطاعات ورغبة في المواصلة في طريق الصالحات.. وقيل ان مقابلة نعمة التوفيق لصيام شهر رمضان بارتكاب المعاصي بعده، فهو من فعل من بدل نعمة الله كفراً. وقيل لبشر الحافي إن قوماً يتعبدون ويجتهدون في رمضان.. فقال بئس القوم قوم لا يعرفون لله حقا الا في رمضان، أن الصالح الذي يتعبد ويجتهد السنة كلها. ان من الفوائد المهمة لصيام ست من شوال تعويض النقص الذي حصل في صيام الفريضة في رمضان، إذ لا يخلو الصائم من حصول تقصير أو ذنب مؤثر سلبا في صيامه.. ويوم القيامة يؤخذ من النوافل لجبران نقص الفرائض. قال صلي الله عليه وسلم ان اول ما يحاسب الناس به يوم القيامة من اعمالهم الصلاة، قال يقول ربنا عز وجل لملائكته، وهو أعلم انظروا في صلاة عبدي أتمها أم نقصها فإن كانت تامة كتبت تامة وأن انتقص منها شيء قال انظروا هل لعبدي من تطوع فإن كان له تطوع قال أتموا لعبدي فريضته من تطوعه ثم تؤخذ الاعمال علي ذلكم.. (رواه ابو داود).