دفاع الاهلى احتفظ بنظافة الشباك وساهم فى التتويج باللقب كالعادة.. وبعد موسم شاق غابت عنه الجماهير وتباينت فيه درجات الإثارة والمنافسة.. توج النادي الأهلي بدرع بطولة الدوري العام لكرة القدم للمرة ال 37 في تاريخه بتصدره للدورة الرباعية لتحديد البطل بعد تعادله مع سموحة بدون أهداف في المباراة التي أقيمت أمس باستاد القاهرة. النتيجة وضعت الأهلي في صدارة فرق الدورة الرباعية برصيد 7 نقاط متفوقا علي سموحة الذي احتل المركز الثاني بفارق هدف واحد. ورغم أن المباراة لم تهتز فيها الشباك علي مدي ال 90 دقيقة إلا أنها شهدت أداء تكتيكيا ومباراة جانبية بين المديرين الفنيين فتحي مبروك وحمادة صدقي خارج المستطيل الأخضر.. وظهر واضحا من خلال خطط الفريقين الحرص المتبادل علي التأمين الدفاعي من البداية حتي أطلق الحكم صفارة النهاية. وحقيقة فإن الأهلي يستحق الفوز باللقب بجدارة رغم المنعطفات التي مرت بالفريق علي مدي مشواره بداية من رحيل المدير الفني حسام البدري ثم تولي معاونه محمد يوسف المسئولية قبل أن يقال من منصبه ويتولي فتحي مبروك قيادة الفريق إلي خط النهاية ووسط غيابات كثيرة اضطر معها المدير الفني للاعتماد علي مجموعة من اللاعبين الصاعدين حديثي العهد بالمنافسات القوية وكأن البطولة تذهب إلي أحضان فارسها الأول علي مر العصور. ويستحق فريق سموحة الاحترام والتقدير خاصة أن الفريق حديث العهد بالبطولة المحلية الأولي إلا أنه نجح في تخطي عقبات كثيرة قبل أن يخسر البطولة بشرف بفارق هدف واحد.
بدأت المباراة هادئة حذرة من الفريقين خاصة أن نتيجتها ستحدد نتيجة مجهود اللاعبين علي مدار الموسم.. ومبكرا سقط عمرو جمال وتدخل الجهاز الطبي للأهلي لعلاجه. ووضح من البداية التزام لاعبي الفريقين بالأداء الخططي والتوزيع داخل المستطيل الأخضر وإن كان الأهلي الأكثر جرأة بفضل الخبرات التي يتمتع بها لاعبوه الكبار واستغلال حماس ونشاط الصاعدين الذين يرغبون في كتابة تاريخ جديد مع القلعة الحمراء. ونظم الأهلي الهجمة الأولي علي المرمي عندما استغل كريم بامبو سرعته وانطلق من الجهة اليسري وتبادل الكرة مع حسام عاشور إلا أنه وقع في مصيدة التسلل التي نصبها دفاع سموحة.. انحصر اللعب دقائق في وسط الملعب وحاول الأهلي تجريب الكرات الطويلة من الخلف للأمام في اتجاه رمضان صبحي وعمرو جمال لفك التكتل الدفاعي لأبناء الإسكندرية، في الوقت الذي اعتمد فيه سموحة علي تحركات وانطلاقات أحمد حمودي وعلاء علي من وسط الملعب ومن أمامهم هاني العجيزي. وفي الدقيقة العاشرة عاود كريم بامبو انطلاقاته من الجهة اليسري ونجح في تمرير كرة عرضية خاطفة في اتجاه رمضان صبحي وكان يمكن أن ينفرد بالحارس أمير عبد الحميد لو أحسن استقبال الكرة لكنها توقفت تحت أقدامه قبل أن يتدخل الدفاع ويبعدها عن منطقة الخطر. حاول الأهلي استغلال انكماش لاعبي سموحة دون جدوي في ظل الالتزام الشديد بالتأمين الدفاعي خاصة أن سموحة لا بديل أمامه سوي الحفاظ علي نظافة شباكه وتحقيق الفوز، وبعد توجيهات من المدير الفني حمادة صدقي بدأ علاء علي في التحرك بكثافة في الجهة اليسري لتعطيل تقدم أحمد فتحي وأحمد نبيل مانجا وفتح ثغرات في الدفاع الأحمر ومن إحداها لعب كرة عرضية شتتها سعد سمير قبل أن تصل إلي العجيزي. وفي الدقيقة 21 أهدر محمود تريزيجيه غير المراقب فرصة الهدف الأول بعد تلقيه تمريرة سحرية من رمضان صبحي داخل منطقة الجزاء ولكنه تباطأ في التصرف بالكرة لتضيع فرصة خطيرة، بعدها بدقيقتين سدد عمرو جمال ولكن ضعيفة في ايدي أمير عبد الحميد. فرض الأهلي سيطرة كاملة علي منطقة وسط الملعب وسدد رمضان صبحي كرة قوية تحولت من الدفاع إلي ركنية، بعدها نال صبري رحيل إنذارا للخشونة مع طارق حامد. وخلال الدقائق العشر الأخيرة بدأ سموحة في مبادلة الأهلي الهجمات بعدما لعب حمودي كرة عالية داخل منطقة الجزاء حولها الدفاع إلي ركنية، بعدها تلقي العجيزي الكرة داخل منطقة الجزاء وسدد قوية إلي خارج المرمي وقبل دقيقتين من نهاية الشوط قاد ايمن أشرف أخطر فرصة لفريقه بعدما مر من أحمد فتحي في الجهة اليسري ولعب كرة عرضية خطيرة مرت من أمام المدافعين والمهاجمين إلي خارج الملعب ويتراجع الأهلي نسبيا للحفاظ علي النتيجة، وقبل أن يطلق الحكم صافرة نهاية الشوط نال أحمد مانجا إنذارا للخشونة مع العجيزي. حاول سموحة إثبات وجوده في بداية الشوط الثاني إلا ان يقظة لاعبي الأهلي أنهت كل الهجمات ورغم الضغط في وسط الملعب لسموحة قاد كريم بامبو هجمة مرتدة للمارد الأحمر إلا أنه لم يستفد من الكرة وخطفها الدفاع ، ويتلقي العجيزي تمريرة جميلة من حمودي علي حدود منطقة الجزاء ولكنه سدد ضعيفة للحارس شريف إكرامي ورد الأهلي بهجمة منظمة تصل إلي صبري رحيل في الجهة اليسري يلعبها عرضية يقابلها كريم بامبو برأسه خارج الملعب، ومع مرور الوقت زاد النشاط في الملعب ويتصدي علاء علي لركنية من الجهة اليمني ويلعبها في اتجاه أحمد سعيد أوكا الذي سدد قوية بالرأس تصطدم بأجسام المدافعين إلي ركنية. ويتبادل الفريقان الهجمات ويتصدي أحمد فتحي لركلة حرة ويلعبها إلي داخل منطقة الجزاء يمررها عمرو جمال بالرأس إلي تريزيجيه إلا أن الحارس أمير عبد الحميد يتدخل في الوقت المناسب ويبعد الكرة بالقدم، بعدها سدد تريزيجيه من خارج المنطقة ضعيفة في أيدي حارس سموحة. واضطر فتحي مبروك لإجراء تغيير اضطراري بعد إصابة مدافعه الرئيسي محمد نجيب وقام بالدفع بصانع الألعاب البوركيني موسي يدان مع إجراء بعض التعديلات علي مراكز اللاعبين داخل المستطيل الأخضر حيث لعب أحمد فتحي في مركز قلب الدفاع وعاد أحمد مانجا إلي مركز الظهير الأيسر. ورد حمادة صدقي بتغيير أشهر لاعبيه أحمد حمودي الذي لم يظهر بمستواه المعروف ولعب بدلا منه هشام فتح الله، وشهدت الدقيقة 25 فرصة خطيرة لصالح سموحة بعدما تلقي أوكا المنطلق من الخلف كرة عرضية وسدد قوية ولكن الكرة علت العارضة بقليل. واصل سموحة سيطرته علي منطقة المناورات مستغلا بعض الارتباك في دفاع الأهلي وتمريرات لاعبيه المقطوعة في وسط الملعب وأجري المدير الفني تغييرا ثانيا بنزول حمادة يحيي بدلا من السيد فريد وألقي بآخر أوراقه الهجومية بعدها بدقيقتين بنزول بابا أركو بدلا من إبراهيم عبد الخالق. وتأزم موقف الأهلي في الدقائق الخمس الأخيرة بعدما نال حسام عاشور الانذار الثاني ليخرج مطرودا ويستكمل فريقه المباراة بعشرة لاعبين.