زعزعت إصابة نيمار والإعلان عن غيابه حتي نهاية مونديال 2014 لكرة القدم الآمال البرازيلية في إحراز كأس عالمية سادسة علي رغم التأهل إلي نصف النهائي للمرة الأولي منذ 12 عاما. وقد تعرض نيمار (22 سنة) لكسر في الفقرة القطنية الثالثة في ظهره إثر تعرضه لضربة بالركبة من قبل المدافع الكولومبي خوان تسونيجا قبل دقيقتين من انتهاء المباراة التي فازت فيها البرازيل علي كولومبيا 2-1 الجمعة في فورتاليزا. وتلعب البرازيل مع منتخب ألماني قوي في نصف النهائي غدا الثلاثاء في بيلو هوريزونتي، من دون نجم خط الهجوم وأيضا بغياب العمود الفقري للدفاع قائد الفريق الموقوف ثياجو سيلفا. وأقر مدرب البرازيل لويز فيليبي سكولاري أن فريقه «في وضعية صعبة بالنسبة إلي المباراة مع ألمانيا»، معربا عن أسفه لمحاولات «اصطياد نيمار» في المباريات السابقة، وهو ما حذر منه مرارا مستنكرا «محاولات إلحاق الأذية باللاعبين». وكان نيمار سجل 4 من 10 أهداف لفريقه حتي الساعة في كأس العالم، فيما جاء هدف واحد من الأهداف الستة المتبقية من مهاجمي المنتخب غير الموفقين إلي حد الآن. وكان قلبا الدفاع دافيد لويز وتياجو سيلفا سجلا هدفي البرازيل في مواجهة كولومبيا، وشكلت الشراكة بين اللاعبين حجر الأساس لنجاحات البرازيل بقيادة سكولاري في 18 شهرا مضت. واليوم، حتي هذه الضمانة ستنزع من التشكيلة البرازيلية بغياب سيلفا. وحاول لويز أن يطمئن إلي «وجود لاعبين جاهزين للعب تماما مثلي ومثل سيلفا»، في إشارة إلي البديلين المحتملين هنريكي، ودانتي لاعب بايرن ميونيخ الألماني. وأضاف: «سنفتقد قائدنا، لكن الله أنعم علي مدربنا بلاعبين كبار». غير أن السؤال الذي يصعب علي سكولاري الإجابة عليه، هو من سيحل محل نيمار، نظرا إلي الخيارات المحدودة لدي المدرب البرازيلي في الخط الأمامي. والمهاجم الوحيد إلي جانب نيمار الذي هز الشباك في كأس العالم حتي الساعة هو فريد، وحتي هذا الهدف جاء في مباراة سهلة نسبيا للبرازيل مع الكاميرون في الدور الأول (4-1). وقد فشل لاعب فلوميننسي مرة جديدة في أن يكون مقنعا في مواجهة كولومبيا وهو سيحتاج لاستعادة الأداء الذي جعله هداف كأس القارات العام الماضي، بعدما باتت مهمة التهديف الآن ملقاة علي كاهله. ويحافظ فريد (30 سنة) علي موقعه في التشكيلة الأساسية في ظل تراجع أداء زميله جو.. وكان فريد استبدل بجو في مسعي من سكولاري للتسجيل في مبارتي تشيلي والمكسيك، لكن المهاجم البديل فشل في هز الشباك، وهو لم يكن حتي من بين اللاعبين الخمسة الذين اختيروا لتسديد ركلات الترجيح مع تشيلي في الدور الثاني الذي حسمته البرازيل من خلال تلك الركلات. وعندما كان منتخب السامبا في حاجة إلي بطل خصوصا خلال ركلات الترجيح، كان نيمار هو الذي تقدم ليحقق ببرودة أعصاب الهدف الخامس لبلاده تحت أنظار 200 مليون من مواطنيه الذين كانوا يتابعون بقلق مجريات مباراة الدور الثاني. واليوم، بات الاعتماد علي رباطة جأش نجم برشلونة الإسباني وأدائه الرفيع ميزة حرم منها البرازيليون وهم علي بعد خطوتين من المجد.