في تفاقم جديد للأزمة السياسية في العراق، فشل البرلمان العراقي المنتخب في جلسته الاولي امس التي شهدت فوضي دستورية ومشادة كلامية، في انتخاب رئيس له وفقا للدستور، علي أن تعقد جلسة جديدة بعد اسبوع إذا توفرت «الامكانية للاتفاق». جاء ذلك في الوقت الذي يواجه فيه النواب ضغوطا لتشكيل حكومة جديدة تقف في وجه تنظيم «الدولة الاسلامية» الذي يجتاح العراق منذ ثلاثة اسابيع، بينما أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) أن القوات الأمريكية في الشرق الأوسط البالغ قوامها 30 ألف جندي مستعدة لخوض عمليات عسكرية ضد تنظيم (داعش) بما في ذلك توجيه ضربات جوية. وقال النائب مهدي الحافظ الذي ترأس جلسة البرلمان لكونه اكبر الاعضاء سناً «تعقد جلسة الاسبوع القادم اذا ما توفرت امكانية للاتفاق»، علما بان الدستور ينص علي ان يتم انتخاب رئيس مجلس النواب ونائبيه في اول جلسة. واوضح الحافظ أن الجلسة ارجئت لعدم اكتمال النصاب القانوني بسبب مغادرة الكثير من الأعضاء عقب الاستراحة، وذلك بعد أن أعلن في وقت افتتاح الجلسة، أن عدد الحضور بلغ 255 نائبا من بين 328 نائبا وهوما يعني اكتمال النصاب. وكانت الجلسة قد رفعت لمدة نصف ساعة للتشاور حول اختيار رئيس البرلمان، ورئيس الدولة، ورئيس الحكومة، ثم عادت إلي الانعقاد مرة أخري. ولكن يبدوأن بعض النواب انسحبوا من الجلسة بعد نشوب جدل بين الأعضاء حول اختيار الشخصيات المناسبة لرئاسة البرلمان، ورئاسة الدولة، ورئاسة الوزارة.ورغم انه ليس مذكورا في الدستور الا ان العرف السياسي السائد في العراق ينص علي ان يكون رئيس الوزراء شيعيا ورئيس البرلمان سنيا ورئيس الجمهورية كرديا. ودعا الحافظ لوقف ما وصفه بالانتكاسة الامنية حتي يمضي العراق في مساره الصحيح مؤكدا علي ضرورة استعادة الامن والاستقرار في شتي ربوع العراق حتي يمكن ان يمضي في المسار الصحيح ويبني مستقبله. من جانبه، اكد رئيس إقليم كردستان العراقي مسعود بارزاني في مقابلة مع هيئة الاذاعة البريطانية «بي بي سي» أنه يعتزم إجراء استفتاء علي الاستقلال خلال أشهر، مشيرا الي أن العراق مقسم بالفعل.وأضاف أنه في الوقت الذي يؤدي فيه الأكراد دورا في الحل السياسي للأزمة في البلاد، فإن الاستقلال - بحسب وصفه - حقهم الطبيعي. ميدانيا، سقطت 3 قذائف هاون في محيط مرقد الإمامين العسكريين في مدينة سامراء العراقية (110 كلم شمال بغداد) مما أدي إلي إصابة 14 شخصا بينهم ايراني. وقال مسئول بمكتب رئيس الوزراء أن المرقد لم يصب، والقوة الجوية العراقية ردت سريعًا عبر استهداف منفذي الهجوم.وتضم مدينة سامراء واحدة من أهم العتبات الشيعية المقدسة وهي ضريح الإمامين علي الهادي، وحسن العسكري، الذي دمرت قبته ومئذنتاه في تفجيرين عام 2006 أديا إلي اندلاع حرب مذهبية في العراق.وحاول مسلحون ينتمون إلي تنظيم «الدولة الإسلامية» الجهادي المتطرف اقتحام سامراء، مسقط رأس زعيم التنظيم أبوبكر البغدادي، في بداية هجومهم الكاسح في العراق قبل ثلاثة أسابيع، إلا أن القوات العراقية نجحت في التصدي لهم. وفي غضون ذلك، أكدت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) استعداد قواتها لشن عمليات عسكرية ضد ميليشيات «داعش» في الشرق الأوسط.وقال المتحدث باسم البنتاجون الأميرال جون كيربي خلال مقابلة مع شبكة «سي ان ان» «لدينا أكثر من 30 ألف جندي في الشرق الأوسط.. ونحن علي استعداد تام حال قرر الرئيس التحرك عبر ضربات جوية أوأي تحركات أخري ضد «داعش».