رسالة جديدة أنشرها حول حملة "محاولات تشويه صورة مصر" التي أتبناها للأسبوع الرابع علي التوالي لما تمثله من أهمية وخطورة علي مصرنا المحروسة .. هذه المرة الرسالة تلقيتها عبر بريدي الإلكتروني من الزميلة العزيزة إيمان أبو الحديد الصحفية الشابة الواعدة بمعشوقتي " أخبار اليوم " وإبنة الكاتب الكبير محمد أبو الحديد .. فكما يقول المثل إبن الوز عوام .. فيما يلي نص الرسالة : .......... تحية تقدير واحترام .. تابعت بإهتمام مقالاتك حول تشويه صورة مصر في الخارج ولا ينكر أحد انها قضية علي قدر كبير من الأهميه ، خاصة أن التشويه المتعمد ليس هو الأمر المقلق فحسب بل أيضا النظرة العامة التي يتصورها عنا كثير من المجتمعات الغربية.. وإنني أعلم يقينا التأثير السلبي لما تتداوله وسائل الاعلام الغربية عن الأوضاع في مصر وما يمكن أن يؤدي إليه نشر معلومات مغلوطة من خوف المستثمرين الأجانب وأيضا التأثير علي حركة السياحة وغيره ولكن لي تعليق ربما يعود بشكل أساسي لما يقع في محيط جيلنا من الشباب ونتأثر به وهو التشويه المتعمد لصورة مصر من الداخل .. فقد يكون مقبولا في بعض الأحيان أن نغفل أو نتغافل أو حتي لا نلقي بالا لنظرة الجيران لنا ولكن من المستحيل أن نغفل عن نظرتنا لأنفسنا أو نظرتنا لبعضنا البعض داخل البيت الواحد .. وأود أن أطرح سؤالا مباشرا عن نسبة الشباب الذين يتأثرون بما يتم تداوله وكتابته عن انهيار وسوء الأوضاع في مصر وفي وسائل مصرية وما يتخلل تلك الكتابات من خطوط سوداوية قاتمة لوصف أي شئ أو أي شخص، لدرجة جعلتنا نشعر بالريبة من أي اتجاه إيجابي ونتوجس خيفة من أي مسئول يتخذ قرارا سليما حتي أننا نبذل جهدا خارقا بعدها في محاوله لأن نفند نواياه الشيطانية التي لابد وأن تلحق بقراره السليم .. أليس كل ما نقرأه يحمل للشباب رسالة واحدة: طريقك مسدود مسدود مسدود..مهما عملت مفيش أمل .. وإن لم يكن كل ما نقرأه علي الأقل الصوت المسموع أو الأكثر ارتفاعا هو صوت اليأس الذي أفقدنا القدره علي أن نري النور وتكفي نظرة سريعة علي ما يتم تداوله داخل غرف الدردشة علي الانترنت و جروبات الفيس بوك(أبسطها وأقربها جروب خالد سعيد) ووفقا لإحصائية صادرة عن مجلس الوزراء فإن 73٪ من الشباب يستخدمون الانترنت.. أليس تأثر الشباب بتلك الكتابات أشد خطرا علي مصر مما تتداوله وسائل الاعلام الخارجية وما يؤثر في نظرة مجتمعاتهم لنا ؟! إن شيوع هذا التشويه والذي غالبا ما يكون منقولا بدون مصادر موثقه وتداول القضايا من غير المختصين وابداء الاراء فأي شئ عن جهل بهدف ملء الفراغ وإضافة "التحابيش" لكي يصبح الموضوع مسليا وأكثر اثاره وجذبا للإنتباه وبالتالي حشد عدد أكبر من مستخدمي الانترنت(كلما زاد العدد زادت فرصة مؤسس الموقع أو الجروب علي جذب اعلانات لموقعه) كسر رهبة الشباب لارتكاب الأخطاء...هل يوجد أسوأ من ذلك؟! تجدين كثيرا منهم علي سبيل المثال يبحثون عن أي وسيله للكسب السريع ولا يرون مشكلة ان كانت عن طريق غير مشروع والمبرر حاضر:البلد كلها كده انت مابتشوفش إللي بيحصل في البلد ولا أيه؟!!!وكأن ارتكاب أخي للذنوب يغفر لي تكرارها!! الشباب هم صمام الأمان هم الذين يحمون الاستثمارات الأجنبية الوافده ، هم الذين يعبرون عن ثقافتنا وهم الذين يحمون السياح إلي آخره وبدون مشاركتهم الحقيقية لن تكون للتنمية أي قيمة ملموسة... أعتقد أن التشويه الداخلي أصابنا كشباب بالإحباط واللامبالاه والسلبية والرفض المطلق لأي مشاركة حتي وإن كانت مجرد إماطة الأذي عن الطريق بإعتباره أضعف الإيمان .. ربما يكون تشويه مصر وسلبيه اعلامنا في الخارج قضية لها أبعادها السياسية المهمة وأيضا هي قضية علي قدر كبير من الحساسية إلا أنه في الوقت نفسه تشويه مصر من الداخل "أضل سبيلا" وللأسف انعزال الشباب في فضاء الإنترنت هروبا من السواد الذي يصطدمون به يوميا جعلهم أسري لهذا التشويه.. أعتذر عن استهلاك وقتك.. ولك جزيل الشكر..