بمزيد من القلق وكثير من الانتباه والترقب يجب علينا متابعة ما يجري علي الساحة العراقية هذه الأيام، في ظل التطورات الخطيرة والمفاجئة للأحداث هناك، وتوالي الأنباء عن اجتياح الميليشيات المسلحة لتنظيم «داعش» الإرهابي التكفيري المتطرف للعديد من المحافظات والمدن العراقية، ابتداء من الموصل والأنبار وغيرها وصولا الي نطاق علي مبعدة خطوات من العاصمة بغداد. ويشد الانتباه بقوة في ذلك الذي يحدث هناك، ليس فقط الهبة الخطرة للتنظيم الارهابي الذي هو يحكم النشأة الإبن الأكثر تطرفا لتنظيم القاعدة، حتي وإن كان قد انشق عنه مؤخرا،..، إنما الأكثر لفتا للإنتباه، ان هذه الهبة لم تكن لتحدث دون تكاليف مالية هائلة للعتاد والسلاح، وهو ما يعني بوضوح ان هناك من يمول ومن يخطط للدفع بالأمور الي ما وصلت اليه. كما يلفت النظر ايضا، ان ما حدث من اجتياح للمحافظات والمدن، ما كان يمكن ان يتم لو ان هناك مقاومة أو دفاعا من القوات العراقية النظامية، وهو ما لم يحدث،..، وذلك يعني ان قوات الجيش الموجودة في هذه المناطق لم تقاوم ولم تقاتل، بل انها سمحت بالإجتياح. واحسب ان تلك نقطة خطيرة ولها دلالتها، التي تدفعنا للتفكير الجاد في الآراء التي تواترت في هذا الشأن، والتي تقول بأن ما يجري ف العراق هو نتيجة للغضب الشديد من جانب العراقيين السنة، علي السياسات المنحازه من جانب المالكي «رئيس الحكومة» للشيعة، وعمليات الإبعاد والتمييز التي يمارسها ضد الطائفة السنية، وهو ما أدي بهم الي القبول بما تقوم به داعش، علي اعتبار ان ذلك يمثل اعتراضا منهم علي سياسات المالكي ورفضا لحكمه العنصري والطائفي للعراق. وفي هذا الاطار، يصبح المشهد القائم في العراق الآن اكثر تعقيدا من كونه مجرد هجمة ارهابية شرسة تتعرض لها دولة عربية، بل هو خليط من عوامل وأسباب شتي تضم في طياتها مساويء ظلم اجتماعي، وانتفاضة شعبية ضد حكم طائفي، وحرب ارهابية لتنظيم تكفيري متطرف، وصراعات لقوي دولية واقليمية لها اطماع ومصالح ومخططات للتقسيم والتجزئة،..، وهو ما يدعونا للنظر الي ما يجري هناك بمزيد من القلق وكثير من الانتباه. وللحديث بقية