السفير الأمريكى الجديد أكد الاتحاد الأوروبي مواصلة دعمه ومساندته للجهود المصرية في مكافحة الإرهاب وتعزيز الأمن والاستقرار، وكذلك مساندته للجهود المتواصلة من أجل استكمال خطوات خارطة المستقبل بإجراء الانتخابات البرلمانية المقبلة وصولاً إلي تثبيت دعائم البناء المؤسسي والتشريعي والتطلع إلي استعادة مصر لدورها المحوري في تثبيت دعائم الأمن والاستقرار في المنطقة جاء ذلك خلال الجولة الجديدة من الحوار الاستراتيجي بين مصر والاتحاد الأوربي والتي عقدها السفير حاتم سيف النصر مساعد وزير الخارجية للشئون الأوروبية في العاصمة البلجيكية بروكسل مع «هيلجا شميد» الأمين العام المساعد لجهاز التمثيل الخارجي للاتحاد الأوروبي، حيث تناولت المحادثات تطور العلاقات الثنائية بين مصر والاتحاد الأوروبي وآفاق تعزيزها في مختلف المجالات، لاسيما علي الصعيدين والتنموي والاستثماري الي جانب تشجيع السياحة، فضلاً عن تناول عدد من الموضوعات الإقليمية ومن أبرزها الأزمة السورية والقضية الفلسطينية والأوضاع في ليبيا وتطورات ملف إيران النووي وأمن الخليج العربي والأوضاع في السودان، بالإضافة إلي الموضوعات التي تتصدر أولويات السياسة الخارجية المصرية وفي مقدمتها جهود مكافحة الإرهاب وملف سد النهضة. وأعرب سيف النصر عن ارتياحه لنتائج المشاورات واللقاءات التي أجراها الوفد المصري في بروكسل، مشيراً إلي أنه لمس حرص الجانب الأوروبي علي دفع العلاقات المصرية الأوروبية، لاسيما خلال المرحلة الحاسمة المقبلة في أعقاب نجاح مصر في إجراء الانتخابات الرئاسية بشكل نزيه وشفاف. من جهة أخري أكد عدد من شيوخ الدبلوماسية المصرية أن ترشيح الولاياتالمتحدة لسفيرها الجديد في مصر روبرت بيكروفت في هذا التوقيت له دلالة مهمة علي توجه واشنطن لتحسين العلاقات مع مصر بعد تولي الرئيس عبدالفتاح السيسي، خاصة أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما أجري اتصالا بالسيسي منذ يومين هنأه فيه بالرئاسة وأعرب عن تطلعه للعمل المشترك مع القاهرة. وقال السفير حسين محمد الكامل إن ترشيح امريكا لسفير جديد في القاهرة في هذا التوقيت بالذات يعتبر تراجعا في الموقف الامريكي للرئيس باراك اوباما عن مرحلة التخبط التي تلت 30 يونيو .مؤكدا أن الموقف الامريكي بعد فوز الرئيس عبدالفتاح السيسي بأغلبية كاسحة تطبيقا للبند الثاني من خارطة الطريق تمثل في الاتصال التليفوني من جانب اوباما بالرئيس السيسي، وهو ليس مجرد تهنئة مراسمية له بل تعبير من الرئيس الأمريكي شخصيا عن مساندته للرئيس السيسي ومصر في عملية التنمية والشراكة الاستراتيجية ومقاومة الارهاب، وهو ما اعتبره الكامل انتهاء للتواؤم الامريكي السابق مع الاخوان. وأضاف أن سرعة ترشيح سفير أمريكي جديد في مصر، يحمل مغزي دبلوماسيا في القرار الأمريكي لعودة مستوي التمثيل الدبلوماسي بين مصر وواشنطن كاملا، ومن المنتظر ان يتبع ذلك تحرك السفير الجديد لدعم الشراكة الاستراتيجية بين البلدين بما في ذلك دعم الاقتصاد المصري. وتابع الكامل قائلا: «ومن الواضح أن التمثيل عالي المستوي في احتفال تقلد السيسي مهام منصبه من جانب روسيا بارسال وفد برئاسة رئيس مجلس النواب إلي جانب محتوي رسالة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للسيسي ودعوته لزيارة روسيا يمكن أن يكون ذلك قد لعب دورا في التحول الايجابي الامريكي نحو مصر». وقال السفير عزت سعد سفير مصر الأسبق في روسيا و عضو المجلس المصري للشئون الخارجية إن توقيت اعتماد الكونجرس للسفير الأمريكي الجديد في مصر «روبرت بيكروفت» بعد تنصيب الرئيس عبد الفتاح السيسي جاء لأن الولاياتالمتحدةالأمريكية تقدر أن تنفيذ خارطة المستقبل ماض بكل جيد و خصوصا بعد الانتهاء من استحقاقين مهمين منها و هما الاستفتاء علي الدستور و الانتخابات الرئاسية لذا رأت الولاياتالمتحدة أنه لا يوجد عذر لعدم تعيين سفير لها في مصر. وأوضح سعد أن الولاياتالمتحدة تعين السفراء علي أساس جغرافي وبمبدأ التخصص لذا تم اختيار سفير له خبرة بالمنطقة العربية حيث أنه كان يعمل في الأردن والعراق والسعودية و سوريا. وأكدت السفيرة هاجر الأسلامبولي خبيرة الشئون الأمريكية أن الولاياتالمتحدةالأمريكية اختارت هذا التوقيت لتعيين السفير الجديد حتي يقدم أوراق اعتماده لرئيس منتخب، مشيرة إلي أن هذا يعكس رسالة ثانية لاعتراف أمريكا بالنظام الجديد في مصر والانتخابات الرئاسية و ذلك بعد الاتصال الذي أجراه أوباما لتهنئة السيسي بالفوز. وأشارت الاسلامبولي إلي أن الفترة القادمة ستشهد تطورا أكثر في العلاقات مع الولاياتالمتحدة يبدأ مع القرار الأفريقي لاستعادة مصر لوضعه الكامل في الاتحاد الأفريقي و يكون ذلك تمهيدا لمشاركة مصر في القمة الأمريكية الأفريقية القادمة. وأضافت الاسلامبولي أن الأساس الاستراتيجي للعلاقات المصرية الأمريكية موجود و قائم و مبني علي اتفاقيات تعهدية مع الولاياتالمتحدة رغم ما يعتري العلاقات الآن من اضطراب وتوتر و عدم فهم لما يحدث في مصر، موضحة أن هناك ارتباكا في الجانب الأمريكي بسبب تعدد المصادر التي تغذي صنع القرار مما يجعل الحركة الأمريكية متعسرة. وأوضح السفير رخا أحمد حسن مساعد وزير الخارجية لشئون الأمريكتين ان ترشيح أمريكا للسفير الجديد تم منذ أسابيع وتمت الموافقة عليه من جانب مصر، إلا أنه كان من الواضح أنهم لا يريدون لسفيرهم أن يقدم أوراق اعتماده لرئيس مؤقت، بسبب الانقسام داخل الإدارة الأمريكية والكونجرس حول الموقف من مصر، ودعم اوباما لموقف الإخوان، ما جعلهم ينتظرون اجراء الانتخابات الرئاسية ليكون هناك رئيس منتخب في مصر.