من أين يحكم الرئيس عبدالفتاح السيسي؟.. وأي القصور الرئاسية سيكون مقرا لحكمه؟.. هذا التساؤل لن ننتظر الاجابة عنه كثيرا.فخلال ساعات سيبدأ السيسي حكمه..ويختار مقر هذا الحكم..والقصور المرشحة لتكون مقرا للحكم واحدا من 4 قصور هي.. القبة.. الاتحادية.. عابدين.. الطاهرة..وقد اعطي السيسي تعليماته لديوان الرئاسة بتجهيز القصور الرئاسيةالأربعة. واذا بدأنا بقصر القبة.. فإنه من أكبر القصور في مصر، ويستخدم حاليا كمقر للضيوف الأجانب من رؤساء وملوك.. بناه الخديوي إسماعيل في أوائل سنة 1870، وكانت تحيط به الحقول الزراعية والقري الريفية. في عهد الخديوي توفيق صار هذا القصر مقرا لأفخم الاحتفالات وحفلات الزفاف الملكية، أما في عهد عباس حلمي الثاني أصبح القصر مضاهيا لقصر عابدين -القصر الملكي الرسمي وقتها-، وبعد إعتلاء فؤاد الأول عرش مصر عام1917 صار قصر الإقامة الملكية الرسمي، وعقب وفاته حرص الملك فاروق علي الاحتفاظ بمقتنياته وتحفه الخاصة داخل القصر، وأهمها «بيضة فيرجييه» التي كانت تخص آخر قياصرة روسيا، بالإضافة إلي العديد من التحف الفنية التي تم بيع معظمها في مزاد علني عام 1954.. تحول قصر القبة إلي أحد قصور رئاسة الجمهورية بعد ثورة 23 يوليو 1952، وكان يستقبل فيه الرئيس السابق جمال عبد الناصر الزوار الرسميين به، كما سجي جثمانه هناك بعد وفاته انتظارًا لجنازته. أما قصر العروبة فيقع بمنطقة مصر الجديدة، وهو في الأصل «فندق جراند أوتيل»، وقامت بافتتاحه الشركة الفرنسية المالكة عام1910، وقد صممه البلجيكي أرنست غسبار.. يضم400 حجرة و55 شقة، وقاعات بالغة الفخامة وضعت بها ثريات ضخمة من الكريستال كانت الأضخم في عصرها، وتم تصميم قبة لهذا الفندق ارتفاعها 55 مترًا، وتبلغ مساحة القاعة الرئيسية 985 مترًا مربعًا، بها مرايات من الأرض حتي السقف، ومدفأة من الرخام، و22 عمودًا من الرخام الإيطالي الفاخر، ونظرًا لضخامة المبني واتساعه فقد تم تركيب سكة حديد خاصة بامتداد طول الفندق، واعتبر هذا الفندق وقتها من أفخم الفنادق التي جذبت شخصيات عالمية، وعاصر الحربين العالميتين، وتحول خلال فترات الحربين إلي مستشفي عسكري لسلطات الاحتلال الإنكليزي. لم يستثني القصر من قرارات التأميم التي أعقبت ثورة 52، ليصبح مهجوراً لفترة طويلة حتي تحول في أوائل ستينيات القرن الماضي إلي مقر لبعض وزارات الحكومة بشكل مؤقت.. وفي يناير 1972 أصدر السادات قراراً بتحويل القصر إلي مقر «اتحاد الجمهوريات العربية» الذي ضم كلا من مصر، وسوريا، وليبيا، ولهذا السبب عرف القصر باسمه المتداول حالياً «قصر الاتحادية» أو «قصر العروبة». لم يكن الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك مقيماً في هذا القصر سوي في أوقات العمل الرسمية حيث كان يسكن في منزله الخاص بضاحية هليوبوليس بمصر الجديدة، كما أنه لم يكن يستقبل رؤساء وملوك الدول الأجنبية به إلا إذا كانت الزيارات رسمية. بني المعماري الإيطالي أنطونيو لاشياك قصر الطاهرة في أوائل القرن العشرين.. صممه وبناه خصيصاً للأميرة أمينة عزيزة إبنة الخديوي إسماعيل والدة محمد طاهر باشا، علي الطراز الإيطالي.. شهير بسلالم من الرخام المصقول والأسقف المرمر الرائعة.. وعلي الرغم من صغر حجمه، إلا أنه يعد من أفخم قصور العالم، ويقع القصر شرق القاهرة بين روكسي وحدائق القبة.. ولكن لا يمكن أن يصبح مقراً للحكم بسبب مساحته الصغيرة للقصر، حيث لا يتسع لجميع إدارات مؤسسة الرئاسة. اشتري الملك فاروق القصر باسم الملكة فريدة عام 1941 ب40 ألف جنيه، واشتري الفيلا المجاورة له، وضم إليه عدداً من الأراضي، حتي بلغت مساحته 8 أفدنة. كما شهد القصر تصوير فيلم «الأيدي الناعمة» عام 1963. استخدم القصر كغرفة عمليات عسكرية أثناء حرب أكتوبر 1973، ومنه تم التقاط الصورة الشهيرة للرئيس الراحل أنور السادات وحوله قادة الجيش آنذاك، يقفون حول طاولة كبيرة يناقشون عليها خطة الحرب، وهي نفسها طاولة البلياردو التي جلبها الملك فاروق من قصر محمد علي الكائن بشبرا الخيمة. ورفض السادات استخدام أي حجرة في القصر، حفاظاً علي قيمتها الفنية والتاريخية، واختار الإقامة في بدروم القصر، حيث اشتروا له غرفة نوم من دمياط بمبلغ 1200 جنيه واستخدمها خلال وجوده. أما قصر عابدين فيعد تحفة تاريخية، معمارية، وفنية نادرة حتي أنه تحول إلي متحف يعكس الفخامة التي تم تشييد القصر بها والأحداث الهامة التي شهدها القطر المصري منذ العصر الملكي وحتي قيام ثورة يوليو 1952، حيث كان مقراً للحكم منذ عام 1872 وحتي ثورة 23 يوليو. تبدأ قصة هذا القصر الفاخر عندما توفي عابدين بك -أحد الضباط الأتراك-، والذي كان يملك بيتا صغيرا مكان القصر.. بناه فوق عدد من برك تلك المنطقة بعد ردمها. وبعد موته، اشتري الخديوي إسماعيل هذا البيت من أرملة عابدين بك وهدمه، ثم ضم إليه أراضي واسعة من الجانبين لتصبح مساحة الأرض التي بني عليها القصر 42 فدانا وشيد هذا القصر الفاخر بتكلفة بلغت 565 ألفا و570 جنيها، دون الأثاثات التي كلفت الملك حوالي 2 مليون جنيه بأسعار القرن ال19. وانتقل إليه الخديوي إسماعيل وأسرته وحاشيته حيث كان يحكم من القلعة. تعاقب علي حكم مصر 6 ملوك من أسرة محمد علي هم؛ الخديوي إسماعيل والخديوي توفيق ثم الخديوي عباس حلمي ثم السلطان حسين كامل ثم الملك فؤاد وكان آخرهم الملك فاروق.. حكموا مصر جميعهم من داخل سراي قصر عابدين، وترك كل ملوك الأسرة العلوية بصماتهم علي القصر وبالذات الملك فؤاد الذي خصص بعض قاعاته كمتحف لمقتنيات الأسرة من الأسلحة والأوسمة والنياشين، كما أضاف الملك فاروق بعض المقتنيات إلي القصر.. وأمر بإغلاق المساكن التي تطل علي القصر من جميع الجهات.