«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



القصور الرئاسية.. شاهد حي على حركة التاريخ
نشر في بوابة أخبار اليوم يوم 07 - 06 - 2014

تتحضر مؤسسة الرئاسة لاستقبال الرئيس المنتخب عبد الفتاح السيسي عقب أداء اليمين الدستورية أمام الجمعية العمومية للمحكمة الدستورية العليا، الأحد 8 يونيو، طبقا لأحكام الدستور في غياب البرلمان .
ومع اقتراب دخول الرئيس الجديد إلى القصر الرئاسي لممارسة مهامه كرئيس للجمهورية تم رفع درجة الاستعدادات ، وبدأت التجهيزات على قدم وساق منذ فترة داخل قصور الرئاسة لاستقبال هذه الحقبة الجديدة من تاريخ مصر لتحقيق تطلعات الشعب المصري وآماله بعد فترة من المعاناة والتراجع الاقتصادي والسياسي.
والقصور الرئاسية في مصر ليست مجرد عقارات وأماكن فحسب ، وإنما هي تاريخ طويل وكنوز وذكريات ، وشاهد حي على حركة التاريخ منذ إنشائها وحتى الآن .
واللافت أن القصور الرئاسية احتفظت بأسمائها حتى الآن على الرغم من مرور تاريخ طويل منذ إنشائها وتعاقب على مصر حكام وأحداث وثورات ، وكانت شاهدا حيا على معظم الأحداث التي مرت بمصر منذ الثورة العرابية ووقفة أحمد عرابي الشهيرة أمام الخديوي توفيق أمام قصر عابدين مرورا بثورة 23 يوليو التي قادها مجموعة من الضباط الأحرار بزعامة جمال عبد الناصر انتهاء بثورتي 25 يناير و30 يونيو التي زحف فيها الشعب المصري إلى قصري الاتحادية والقبة حيث مقر الحكم أبان فترة الرئيس الأسبق حسني مبارك والسابق محمد مرسي .
ولعل حرص الرئيس المعزول على ارتياد عدد من هذه القصور خلال فترة حكمة القصيرة التي لم تزد على العام يعد دلالة على رغبته وجماعة الإخوان المسلمين على تصدير صورة لمريديهم وأنصارهم في أنهم أصبحوا يحكمون مصر بالفعل وان حلمهم الذي بدأه حسن البنا وصل إلى نهايته بدخول مرسي إلى قصر الاتحادية بدليل صور جلوس الرئيس على كرسي مبارك ومن قبله عبد الناصر وحتى الملك فاروق وعندما أصر مرسي على ان تلتقط له صورا تذكارية أثناء جلوسه في قصر عابدين والصورة الشهيرة عندما تفقد قصر الاتحادية قبل أيام من تسلمه مهام منصبة وإصراره على الجلوس على الكرسي الذي كان يجلس عليه مبارك .
والمؤكد أن القصور الرئاسية في مصر ليست فقط مجموعة من المباني التراثية الفخمة تحوي جدرانا مزخرفة ورسوما تاريخية وتحفا أثرية وهدايا من زعماء ورؤساء وأمراء وملوك ، لكنها تحمل بين جنباتها قصصا وأسرارا لمن دخلوها ، ولعل عبارة نطق بها أحد العاملين بقصر الرئاسة لمن حوله عندما أولم محمد مرسي وليمة داخل قصر الاتحادية لمحمد بديع مرشد عام الإخوان ومجموعة من قيادات الإخوان بعد الأسبوع الأول من حكم مرسي "المرشد دخل القصر" عبرت بعفوية عما يحمله الرجل وما يكنه في صدره .
وجميع القصور الرئاسية الموجودة الآن هي مبان ذات قيمة تاريخية، وأثرية وتراثية وبعضها مسجل كأثر وهى قصر عابدين وقصر العروبة وكشك الشاي في قصر المنتزه.
وقامت وزارة الآثار بتسجيل جميع القصور الرئاسية كآثار، وبصفة خاصة جميع القصور الملكية، وهى ثمانية قصور، إلى جانب الاستراحات الرئاسية، المنتشرة بجميع أنحاء الجمهورية .
ويؤكد خبراء الآثار أن معظم القصور الرئاسية الموجودة حتى الآن تم إنشاؤها في عهد الخديوي إسماعيل بن محمد علي باشا الذي أراد نقل مقر الحكم من القلعة التي كانت مقرا للحكم منذ عصر صلاح الدين الأيوبي وحتى محمد علي إلى قلب القاهرة .
وعقب إنشاء القصور الملكية في عهد الخديوي إسماعيل تحول قصر عابدين ليصبح مقرا للحكم ، وظل كذلك حتى نهاية حكم الملك فاروق، وقيام ثورة يوليو 1952، حيث حكم جمال عبد الناصر مصر من قصر القبة، وسكن منزله في منشية البكري، ثم جاء السادات وأعاد استخدام قصر عابدين كمقر للحكم، لكنه لم يسكن أياً من القصور، وفى بداية عهد مبارك ظهرت فكرة إنشاء مقر للسكن لرئيس الجمهورية ينتهي بانتهاء ولايته، لكن لم يتم تحقيق ذلك، وسكن مبارك في منزله بمصر الجديدة، وحكم مصر من قصر الاتحادية وهو ما استمر خلال فترة حكم محمد مرسي التي لم تزد على العام بعد ثورة يناير.
واستمر الرئيس المؤقت المستشار عدلي منصور يمارس مهام منصبه في أعقاب ثورة 30 يونيو من قصر الاتحادية.
قصر عابدين ...
يقع قصر عابدين في وسط القاهرة وكان آخر استخدام رسمي له عندما حرص الرئيس المعزول محمد مرسي على ارتياده وجلس على كرسي الملك فاروق وأصر على التقاط عددا من الصور التذكارية في هذا المكان ، وقبل ذلك بسنوات استضافت مصر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في قصر عابدين حيث لم يجد المسؤولون أفخم منه لاستقبال الضيف الروسي الذي تتميز بلاده باحتضانها العديد من القصور الفخمة التي تعود معظمها إلى عصر الإمبراطوريات القديمة.
وقد أنشأ هذا القصر الخديوي إسماعيل، وينسب إلى عابدين بك وهو أحد الضباط الأتراك وكان يمتلك بيتا في هذا المكان قام بشرائه الخديوي إسماعيل بعد وفاة صاحبه وضم إليه مئات الأفدنة.
وأمر بتشييد هذا القصر ليكون مقرا للحكم وتكلف 565 ألفاً و570 جنيهاً، بخلاف الأثاث الذي تكلف مليوني جنيه، ويعد القصر البداية الأولى لظهور القاهرة الحديثة.
ويضم القصر 500 غرفة، ومكتبة بها أكثر من 55 ألف كتاب، وأهم ما فيه الصالون الأبيض وغرفة مكتب الملك فاروق، وصالون قناة السويس، والقاعة البيزنطية، وقاعة العرش، وصالة للطعام، وحجرة البلياردو التي أهدتها الإمبراطورة أوجينى للخديوي إسماعيل، وجناح الحرملك الذي يضم مجموعة من التحف والتماثيل والسجاد والساعات المحلاة بالذهب، إضافة إلى جناح الملك فاروق، وجناح الملكة فريدة، وجناح ولى العهد، وبالقصر ثلاثة متاحف هي متحف قصر عابدين الحربي، ومتحف هدايا الرئيس الأسبق حسني مبارك، ومتحف الفضيات الذي يضم مقتنيات أسرة محمد على الذي أنشئ في عهد مبارك.
ورغم أنه أصغر القصور مساحة، لكنه أهمها من الناحية التاريخية والرسمية، حيث حكمت مصر منه في عهد 6 ملوك، تلاهم الرئيس محمد نجيب، والرئيس جمال عبد الناصر وأنور السادات.
قصر " الاتحادية " .... أو ... " العروبة "
يقع قصر العروبة أو قصر الاتحادية كما يطلق عليه، في ضاحية مصر الجديدة، ويعد القصر الرسمي للرئاسة في عهد الرئيس الأسبق حسنى مبارك ومن بعده السابق محمد مرسي، حيث كان مقرا لاستقبال الوفود الرسمية والزوار .
وقد أنشأت هذا القصر شركة فرنسية، وافتتحته كفندق تحت اسم "جراند أوتيل" سنة 1910، كباكورة فنادقها الفاخرة في أفريقيا، وقام بتصميمه المعماري البلجيكي آرنست جاسبار، ويضم 400 حجرة فضلا عن 55 شقة خاصة وقاعات ضخمة .
تم تأثيث حجرات المبنى آنذاك بأثاث فاخر من طرازي لويس الرابع عشر ولويس الخامس عشر. أما القاعة المركزية الكبرى، فوضعت بها ثريات ضخمة من الكريستال ، كانت تحاكى الطراز الشرقي.
ويبلغ ارتفاع قبة القصر 55 متراً، ومساحة القاعة الرئيسية به 589 متراً مربعا، وصممها ألكسندر مارسيل، وتم فرشها بسجاد شرقي فاخر ووضعت بها مرايا من الأرض إلى السقف، ومدفأة ضخمة من الرخام و22 عمودا إيطاليا من الرخام، وتوجد بالقصر قاعة فاخرة للطعام تكفى 150 مقعدا، وقاعة أخرى تضم 3 طاولات بلياردو منها اثنتان كبيرتا الحجم من طراز ثرستون.
ويعتبر فندق "جراند أوتيل" الذي أصبح فيما بعد "قصر الاتحادية" من أفخم الفنادق في بدايات القرن العشرين وكان معماره المتميز ما لفت إليه النظر وأصبح عامل جذب سياحي للعديد من الشخصيات الملكية في مصر وخارجها إضافة إلى رجال الأعمال الأثرياء، وكان من ضمن نزلاء الفندق الملك ألبير الأول ملك بلجيكا وزوجته الملكة إليزابيث دو بافاريا، وعاصر الفندق الحربين العالميتين وتحول في بعض الفترات إلى مستشفى عسكري ومكان لتجمع الضباط من قبل سلطة الاحتلال البريطاني في مصر.
في الستينيات استعمل القصر الذي صار مهجورا بعد فترة من التأمين مقراً لعدة إدارات ووزارات حكومية، وفى يناير 1972 أصبح القصر مقرا لاتحاد الجمهوريات العربية الذي ضم آنذاك كلا من مصر وسوريا وليبيا ومنذ ذلك الوقت عرف باسمه الحالي غير الرسمي "قصر الاتحادية"، وفى الثمانينيات وضعت خطة صيانة شاملة للقصر حافظت على رموزه القديمة، وأعلن بعدها المقر الرئاسي للرئيس الأسبق حسني مبارك ومن بعده الرئيس السابق محمد مرسي .
قصر القبة
قام ببنائه الخديوي إسماعيل، وتحول إلى أحد قصور رئاسة الجمهورية بعد قيام ثورة 23 يوليو 1952.
ويقع هذا القصر شرقي مدينة القاهرة، وتصل مساحته إلى 80 فداناً إضافة إلى الحديقة التي تحيط به وتبلغ مساحتها 125 فدانا .
وخلال فترة حكم الخديوي توفيق، صار القصر الذى ولد فيه محلاً لإقامة أفخم الاحتفالات وحفلات الزفاف الملكية.
وعندما اعتلى الملك فؤاد ، عرش مصر عام 1917 صار القصر مقر الإقامة الملكية الرسمي، وخلال فترة إقامته فيه أمر بعدة تغييرات على القصر، حيث أمر بإضافة سور بارتفاع 6 أمتار، وبوابة جديدة وحديقة خارجية، كما أضيفت محطة سكة حديد خاصة بالقطار الملكي حيث كان الزوار يأتون مباشرة سواء من الإسكندرية أو من محطة مصر المركزية للقطارات في القاهرة .
وألقى الملك فاروق أولى خطبه، عبر الإذاعة المصرية، في 8 مايو 1936 من هذا القصر، إثر وفاة والده فؤاد الأول، واحتفظ »فاروق« بمجموعاته الخاصة في ذلك القصر، حيث ضمت مجموعات نادرة من الطوابع والساعات والمجوهرات، ومعظم هذه الأشياء بيعت في مزاد علنى فى عام 1954 حضره الكثير من المهتمين.
وبعد ثورة يوليو 1952، أصبح أحد القصور الرئاسية الرئيسية، وكان الرئيس الراحل جمال عبدالناصر يستقبل فيه الزوار الرسميين ، كما سجى جثمانه هناك بعد وفاته انتظاراً لجنازته في مطلع أكتوبر 1970، ولا يزال القصر مقراً رسمياً لإقامة الزوار الرسميين لمصر.
ومن الذكريات التي يحتفظ بها هذا القصر هو مشهد خيمة الرئيس الليبي السابق معمر القذافى، الذي اعتاد إقامتها بحديقة القصر ويتم اختياره كمقر لإقامته عند زيارته الى مصر ، ومن المشاهد كان دخول الرئيس الأمريكي باراك أوباما إلى القصر بعربات تجرها الخيول حتى مدخل القصر حيث استقبله الرئيس الأسبق حسنى مبارك، على سلالم القصر .
وأخر المشاهد تمثل في استقبال الرئيس السابق محمد مرسي الرئيس التركي عبد الله جول حيث أقيم مؤتمر صحفي مشترك بحديقة القصر، وأقيم آخر احتفال لعيد العمال بحديقة القصر قبل رحيل مرسي عن الحكم .
قصر " الطاهرة "
يقع هذا القصر شرق القاهرة بين منطقتي روكسي وحدائق القبة بالقرب من قصر الاتحادية المقر الحالي لحكم مصر ، ويضم معظم دوائر مؤسسة الرئاسة ويعد رغم صغر حجمه من أفخم القصور في العالم.
كان الملك فاروق، اشترى القصر باسم الملكة فريدة عام 1941 بمبلغ 40 ألف جنيه، واشترى الفيلا المجاورة له، وضم إليه عدداً من الأراضي، حتى بلغت مساحته 8 أفدنة، ثم استرده منها، مقابل 117 فداناً بمحافظة الشرقية، ويحتوى القصر على عدد من التحف والتماثيل الرخامية لفنانين إيطاليين.
واتخذه الرئيس الراحل أنور السادات مقرا لعمليات حرب أكتوبر 1973، حيث أمر بتجهيزه لتدار الحرب من داخله ، وتوجد به صورة شهيرة للرئيس الراحل أنور السادات وحوله رجال الجيش، يقفون حول طاولة كبيرة يناقشون عليها خطة الحرب، وهى نفسها طاولة البلياردو التي كان أحضرها الملك فاروق من قصر محمد على في شبرا الخيمة وضمها للقصر.
كما شهد القصر تصوير فيلم "الأيدى الناعمة عام 1963"، وتردد أن القصر شهد جلسة تسوية مؤقتة، بين الرئيسين الراحلين محمد نجيب وجمال عبدالناصر، خلال زيارة الملك سعود بن عبد العزيز فى مارس 1954، كما كان مقراً لإقامة فتحية نكروما، زوجة أول رئيس لغانا كوامى نكروما، وأسرتها لبعض الوقت في أعقاب تشكيل حركة عدم الانحياز، كما كان مقراً لإقامة أرملة شاه إيران عام 1980، وأقام فيه رئيس الوزراء الفرنسي السابق ليونيل جوسبان.
وفى عام 1996 رفعت بنات الملك فاروق، دعوى قضائية للمطالبة، باسترداد القصر لأنه كان ملكاً لوالدتهم الملكة فريدة، على حد قولهن ولأنها لم تكن من أسرة محمد على، فلا يحق تنفيذ قرار المصادرة على القصر، وخسرن القضية.
قصر " الأندلس " ... بالقاهرة ...
وهو أحد أهم القصور التاريخية في منطقة مصر الجديدة بالقاهرة ، وتم تخصيصه من جانب مؤسسة الرئاسة كقصر للضيافة يتم فيه استضافة كبار ضيوف الدولة المصرية من الزعماء، ومن أبرز ضيوفه كان يتم استضافة الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، ومن بعده الرئيس محمود عباس فيه ، كما استقبل أيضا سلفا كير رئيس دولة جنوب السودان، والعديد من المسئولين الأفارقة والأجانب ، وتم تخصيصه كمقر للجنة العليا للانتخابات الرئاسية .
وهذا القصر كان مجرد فيلا مملوكة ليهود مصريين سافروا بعد الثورة، وصادرته الدولة وانضم للممتلكات العامة بعد قرار التأميم الذي اتخذه الرئيس الراحل جمال عبد الناصر.
ويتكون القصر، الذي يقع على بعد أمتار من قصر العروبة، من جناحين يضم الأول ثلاثة طوابق، وهو مفروش بأثاث عصري وليس ملكيا على عكس بقية القصور التي تتميز معظمها بالأثاث الملكي.
قصر " رأس التين " بالإسكندرية ....
افتتح قصر "رأس التين" رسميا سنة 1847، وسمى بهذا الاسم لأنه بنى على حديقة مزروعة بأشجار التين، ويحتوى القصر على صالة العرش أو قاعة "الفرمانات"، وفى الدور الأرضي تقع "القاعة المستديرة" التي وقع فيها الملك فاروق تنازله عن عرش مصر لولي عهده نجله الطفل أحمد فؤاد .
وشيد الملك فؤاد داخل القصر قاعة فريدة مشابهة للقاعة البيزنطية الموجودة في قصر عابدين.
ويطل القصر على القاعدة البحرية في الإسكندرية، وهو ما يجعل موقعه استراتيجياً للحكم، وبدأ محمد على في بنائه سنة 1834، ليضمه إلى قصوره التي كان يملكها في الإسكندرية مثل قصر المحمودية وقصر إبراهيم باشا .
وتم الاستعانة في بنائه بمهندسين أجانب منهم المهندس الفرنسي سيريزى بك، والذي استقدمه محمد على سنة 1828 لإنشاء دار الصناعة والإشراف عليها، كما شارك في بنائه مهندسان آخران هما روميو والمسيو ليفرويج.
وقد تم بناء القصر على الطراز الأوروبي الذي كان شائعا في الإسكندرية، نظرا لكثرة الجاليات الأجنبية الموجودة هناك في تلك الفترة، وبنى في البداية على شكل حصن، ولا يوجد من القصر القديم حاليا سوى الباب الشرقي الذي أدمج في بناء القصر الجديد، ويتكون من 6 أعمدة جرانيتية تعلوها تيجان تحمل عتباته سبع دوائر من النحاس كتب بداخلها: "العدل ميزان الأمن"، و"حسن العدل أمن الملوك"، و"العدل باب كل خير"، و"اعدلوا هو أقرب للتقوى"، ويحيط به تمثالان لأسدين، تتوسطهما كتلة رخامية بها طيور ودروع ونسران متقابلان، وكتب بوسطها اسم محمد على وتاريخ 1261 هجرية.
وأعيد بناء هذا القصر في عصر الملك فؤاد على طراز يواكب العصر الحديث على يد المهندس الإيطالي فيروتشى، الذي بنى قصر الحرملك بالمنتزه، وتكلف 400 ألف جنيه، وأصبح مشابهاً لقصر عابدين ولكنه أصغر منه، وكان بجانبه محطة للسكك الحديدية خاصة تصل إلى داخل القصر، مخصصة لانتقالات الملك فاروق.
وبعد قيام ثورة يوليو سمح الثوار للملك فاروق بمغادرة مصر من قصر رأس التين مستقلا الباخرة " المحروسة " .
قصر " المنتزه " .... بالإسكندرية ..
بناه الخديوي عباس حلمي الثاني عام 1892، ويقع داخل حدائق تعرف باسم "حدائق المنتزه" وهى من أهم المنتزهات في الإسكندرية حالياً، ومن المعالم الأثرية الباقية في قصر المنتزه برج الساعة الشهير وكشك الشاي الذي بنى على الطراز الروماني والمطل على شاطئ البحر المتوسط ليشرب فيه الملك وحاشيته "شاي العصارى"، أثناء مناقشة أمور الحكم، إضافة إلى سينما الأميرات المجاورة لقصر الملك، وهى عبارة عن حديقة غناء لها سور ضخم ، وبها حائط كبير مجهز لعرض أفلام السينما لتسلية الأميرات.
يتكون قصر المنتزة من مبنيين، الأول "الحرملك"، الذي يتبع مؤسسة الرئاسة، والثاني "السلاملك" الذي كان مخصصاً لاستقبال الضيوف والاجتماعات، وخصص في عهد الملك فاروق ليكون مكتباً خاصاً للملك ومقراً للضيافة ويضم 14 جناحاً ملكياً، و6 غرف فاخرة.
وأثناء الحرب العالمية الأولى، تم استخدام القصر كمستشفى عسكري ميداني، وعقب ثورة يوليو 1952، تم تحويل القصر إلى فندق.
تتحضر مؤسسة الرئاسة لاستقبال الرئيس المنتخب عبد الفتاح السيسي عقب أداء اليمين الدستورية أمام الجمعية العمومية للمحكمة الدستورية العليا، الأحد 8 يونيو، طبقا لأحكام الدستور في غياب البرلمان .
ومع اقتراب دخول الرئيس الجديد إلى القصر الرئاسي لممارسة مهامه كرئيس للجمهورية تم رفع درجة الاستعدادات ، وبدأت التجهيزات على قدم وساق منذ فترة داخل قصور الرئاسة لاستقبال هذه الحقبة الجديدة من تاريخ مصر لتحقيق تطلعات الشعب المصري وآماله بعد فترة من المعاناة والتراجع الاقتصادي والسياسي.
والقصور الرئاسية في مصر ليست مجرد عقارات وأماكن فحسب ، وإنما هي تاريخ طويل وكنوز وذكريات ، وشاهد حي على حركة التاريخ منذ إنشائها وحتى الآن .
واللافت أن القصور الرئاسية احتفظت بأسمائها حتى الآن على الرغم من مرور تاريخ طويل منذ إنشائها وتعاقب على مصر حكام وأحداث وثورات ، وكانت شاهدا حيا على معظم الأحداث التي مرت بمصر منذ الثورة العرابية ووقفة أحمد عرابي الشهيرة أمام الخديوي توفيق أمام قصر عابدين مرورا بثورة 23 يوليو التي قادها مجموعة من الضباط الأحرار بزعامة جمال عبد الناصر انتهاء بثورتي 25 يناير و30 يونيو التي زحف فيها الشعب المصري إلى قصري الاتحادية والقبة حيث مقر الحكم أبان فترة الرئيس الأسبق حسني مبارك والسابق محمد مرسي .
ولعل حرص الرئيس المعزول على ارتياد عدد من هذه القصور خلال فترة حكمة القصيرة التي لم تزد على العام يعد دلالة على رغبته وجماعة الإخوان المسلمين على تصدير صورة لمريديهم وأنصارهم في أنهم أصبحوا يحكمون مصر بالفعل وان حلمهم الذي بدأه حسن البنا وصل إلى نهايته بدخول مرسي إلى قصر الاتحادية بدليل صور جلوس الرئيس على كرسي مبارك ومن قبله عبد الناصر وحتى الملك فاروق وعندما أصر مرسي على ان تلتقط له صورا تذكارية أثناء جلوسه في قصر عابدين والصورة الشهيرة عندما تفقد قصر الاتحادية قبل أيام من تسلمه مهام منصبة وإصراره على الجلوس على الكرسي الذي كان يجلس عليه مبارك .
والمؤكد أن القصور الرئاسية في مصر ليست فقط مجموعة من المباني التراثية الفخمة تحوي جدرانا مزخرفة ورسوما تاريخية وتحفا أثرية وهدايا من زعماء ورؤساء وأمراء وملوك ، لكنها تحمل بين جنباتها قصصا وأسرارا لمن دخلوها ، ولعل عبارة نطق بها أحد العاملين بقصر الرئاسة لمن حوله عندما أولم محمد مرسي وليمة داخل قصر الاتحادية لمحمد بديع مرشد عام الإخوان ومجموعة من قيادات الإخوان بعد الأسبوع الأول من حكم مرسي "المرشد دخل القصر" عبرت بعفوية عما يحمله الرجل وما يكنه في صدره .
وجميع القصور الرئاسية الموجودة الآن هي مبان ذات قيمة تاريخية، وأثرية وتراثية وبعضها مسجل كأثر وهى قصر عابدين وقصر العروبة وكشك الشاي في قصر المنتزه.
وقامت وزارة الآثار بتسجيل جميع القصور الرئاسية كآثار، وبصفة خاصة جميع القصور الملكية، وهى ثمانية قصور، إلى جانب الاستراحات الرئاسية، المنتشرة بجميع أنحاء الجمهورية .
ويؤكد خبراء الآثار أن معظم القصور الرئاسية الموجودة حتى الآن تم إنشاؤها في عهد الخديوي إسماعيل بن محمد علي باشا الذي أراد نقل مقر الحكم من القلعة التي كانت مقرا للحكم منذ عصر صلاح الدين الأيوبي وحتى محمد علي إلى قلب القاهرة .
وعقب إنشاء القصور الملكية في عهد الخديوي إسماعيل تحول قصر عابدين ليصبح مقرا للحكم ، وظل كذلك حتى نهاية حكم الملك فاروق، وقيام ثورة يوليو 1952، حيث حكم جمال عبد الناصر مصر من قصر القبة، وسكن منزله في منشية البكري، ثم جاء السادات وأعاد استخدام قصر عابدين كمقر للحكم، لكنه لم يسكن أياً من القصور، وفى بداية عهد مبارك ظهرت فكرة إنشاء مقر للسكن لرئيس الجمهورية ينتهي بانتهاء ولايته، لكن لم يتم تحقيق ذلك، وسكن مبارك في منزله بمصر الجديدة، وحكم مصر من قصر الاتحادية وهو ما استمر خلال فترة حكم محمد مرسي التي لم تزد على العام بعد ثورة يناير.
واستمر الرئيس المؤقت المستشار عدلي منصور يمارس مهام منصبه في أعقاب ثورة 30 يونيو من قصر الاتحادية.
قصر عابدين ...
يقع قصر عابدين في وسط القاهرة وكان آخر استخدام رسمي له عندما حرص الرئيس المعزول محمد مرسي على ارتياده وجلس على كرسي الملك فاروق وأصر على التقاط عددا من الصور التذكارية في هذا المكان ، وقبل ذلك بسنوات استضافت مصر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في قصر عابدين حيث لم يجد المسؤولون أفخم منه لاستقبال الضيف الروسي الذي تتميز بلاده باحتضانها العديد من القصور الفخمة التي تعود معظمها إلى عصر الإمبراطوريات القديمة.
وقد أنشأ هذا القصر الخديوي إسماعيل، وينسب إلى عابدين بك وهو أحد الضباط الأتراك وكان يمتلك بيتا في هذا المكان قام بشرائه الخديوي إسماعيل بعد وفاة صاحبه وضم إليه مئات الأفدنة.
وأمر بتشييد هذا القصر ليكون مقرا للحكم وتكلف 565 ألفاً و570 جنيهاً، بخلاف الأثاث الذي تكلف مليوني جنيه، ويعد القصر البداية الأولى لظهور القاهرة الحديثة.
ويضم القصر 500 غرفة، ومكتبة بها أكثر من 55 ألف كتاب، وأهم ما فيه الصالون الأبيض وغرفة مكتب الملك فاروق، وصالون قناة السويس، والقاعة البيزنطية، وقاعة العرش، وصالة للطعام، وحجرة البلياردو التي أهدتها الإمبراطورة أوجينى للخديوي إسماعيل، وجناح الحرملك الذي يضم مجموعة من التحف والتماثيل والسجاد والساعات المحلاة بالذهب، إضافة إلى جناح الملك فاروق، وجناح الملكة فريدة، وجناح ولى العهد، وبالقصر ثلاثة متاحف هي متحف قصر عابدين الحربي، ومتحف هدايا الرئيس الأسبق حسني مبارك، ومتحف الفضيات الذي يضم مقتنيات أسرة محمد على الذي أنشئ في عهد مبارك.
ورغم أنه أصغر القصور مساحة، لكنه أهمها من الناحية التاريخية والرسمية، حيث حكمت مصر منه في عهد 6 ملوك، تلاهم الرئيس محمد نجيب، والرئيس جمال عبد الناصر وأنور السادات.
قصر " الاتحادية " .... أو ... " العروبة "
يقع قصر العروبة أو قصر الاتحادية كما يطلق عليه، في ضاحية مصر الجديدة، ويعد القصر الرسمي للرئاسة في عهد الرئيس الأسبق حسنى مبارك ومن بعده السابق محمد مرسي، حيث كان مقرا لاستقبال الوفود الرسمية والزوار .
وقد أنشأت هذا القصر شركة فرنسية، وافتتحته كفندق تحت اسم "جراند أوتيل" سنة 1910، كباكورة فنادقها الفاخرة في أفريقيا، وقام بتصميمه المعماري البلجيكي آرنست جاسبار، ويضم 400 حجرة فضلا عن 55 شقة خاصة وقاعات ضخمة .
تم تأثيث حجرات المبنى آنذاك بأثاث فاخر من طرازي لويس الرابع عشر ولويس الخامس عشر. أما القاعة المركزية الكبرى، فوضعت بها ثريات ضخمة من الكريستال ، كانت تحاكى الطراز الشرقي.
ويبلغ ارتفاع قبة القصر 55 متراً، ومساحة القاعة الرئيسية به 589 متراً مربعا، وصممها ألكسندر مارسيل، وتم فرشها بسجاد شرقي فاخر ووضعت بها مرايا من الأرض إلى السقف، ومدفأة ضخمة من الرخام و22 عمودا إيطاليا من الرخام، وتوجد بالقصر قاعة فاخرة للطعام تكفى 150 مقعدا، وقاعة أخرى تضم 3 طاولات بلياردو منها اثنتان كبيرتا الحجم من طراز ثرستون.
ويعتبر فندق "جراند أوتيل" الذي أصبح فيما بعد "قصر الاتحادية" من أفخم الفنادق في بدايات القرن العشرين وكان معماره المتميز ما لفت إليه النظر وأصبح عامل جذب سياحي للعديد من الشخصيات الملكية في مصر وخارجها إضافة إلى رجال الأعمال الأثرياء، وكان من ضمن نزلاء الفندق الملك ألبير الأول ملك بلجيكا وزوجته الملكة إليزابيث دو بافاريا، وعاصر الفندق الحربين العالميتين وتحول في بعض الفترات إلى مستشفى عسكري ومكان لتجمع الضباط من قبل سلطة الاحتلال البريطاني في مصر.
في الستينيات استعمل القصر الذي صار مهجورا بعد فترة من التأمين مقراً لعدة إدارات ووزارات حكومية، وفى يناير 1972 أصبح القصر مقرا لاتحاد الجمهوريات العربية الذي ضم آنذاك كلا من مصر وسوريا وليبيا ومنذ ذلك الوقت عرف باسمه الحالي غير الرسمي "قصر الاتحادية"، وفى الثمانينيات وضعت خطة صيانة شاملة للقصر حافظت على رموزه القديمة، وأعلن بعدها المقر الرئاسي للرئيس الأسبق حسني مبارك ومن بعده الرئيس السابق محمد مرسي .
قصر القبة
قام ببنائه الخديوي إسماعيل، وتحول إلى أحد قصور رئاسة الجمهورية بعد قيام ثورة 23 يوليو 1952.
ويقع هذا القصر شرقي مدينة القاهرة، وتصل مساحته إلى 80 فداناً إضافة إلى الحديقة التي تحيط به وتبلغ مساحتها 125 فدانا .
وخلال فترة حكم الخديوي توفيق، صار القصر الذى ولد فيه محلاً لإقامة أفخم الاحتفالات وحفلات الزفاف الملكية.
وعندما اعتلى الملك فؤاد ، عرش مصر عام 1917 صار القصر مقر الإقامة الملكية الرسمي، وخلال فترة إقامته فيه أمر بعدة تغييرات على القصر، حيث أمر بإضافة سور بارتفاع 6 أمتار، وبوابة جديدة وحديقة خارجية، كما أضيفت محطة سكة حديد خاصة بالقطار الملكي حيث كان الزوار يأتون مباشرة سواء من الإسكندرية أو من محطة مصر المركزية للقطارات في القاهرة .
وألقى الملك فاروق أولى خطبه، عبر الإذاعة المصرية، في 8 مايو 1936 من هذا القصر، إثر وفاة والده فؤاد الأول، واحتفظ »فاروق« بمجموعاته الخاصة في ذلك القصر، حيث ضمت مجموعات نادرة من الطوابع والساعات والمجوهرات، ومعظم هذه الأشياء بيعت في مزاد علنى فى عام 1954 حضره الكثير من المهتمين.
وبعد ثورة يوليو 1952، أصبح أحد القصور الرئاسية الرئيسية، وكان الرئيس الراحل جمال عبدالناصر يستقبل فيه الزوار الرسميين ، كما سجى جثمانه هناك بعد وفاته انتظاراً لجنازته في مطلع أكتوبر 1970، ولا يزال القصر مقراً رسمياً لإقامة الزوار الرسميين لمصر.
ومن الذكريات التي يحتفظ بها هذا القصر هو مشهد خيمة الرئيس الليبي السابق معمر القذافى، الذي اعتاد إقامتها بحديقة القصر ويتم اختياره كمقر لإقامته عند زيارته الى مصر ، ومن المشاهد كان دخول الرئيس الأمريكي باراك أوباما إلى القصر بعربات تجرها الخيول حتى مدخل القصر حيث استقبله الرئيس الأسبق حسنى مبارك، على سلالم القصر .
وأخر المشاهد تمثل في استقبال الرئيس السابق محمد مرسي الرئيس التركي عبد الله جول حيث أقيم مؤتمر صحفي مشترك بحديقة القصر، وأقيم آخر احتفال لعيد العمال بحديقة القصر قبل رحيل مرسي عن الحكم .
قصر " الطاهرة "
يقع هذا القصر شرق القاهرة بين منطقتي روكسي وحدائق القبة بالقرب من قصر الاتحادية المقر الحالي لحكم مصر ، ويضم معظم دوائر مؤسسة الرئاسة ويعد رغم صغر حجمه من أفخم القصور في العالم.
كان الملك فاروق، اشترى القصر باسم الملكة فريدة عام 1941 بمبلغ 40 ألف جنيه، واشترى الفيلا المجاورة له، وضم إليه عدداً من الأراضي، حتى بلغت مساحته 8 أفدنة، ثم استرده منها، مقابل 117 فداناً بمحافظة الشرقية، ويحتوى القصر على عدد من التحف والتماثيل الرخامية لفنانين إيطاليين.
واتخذه الرئيس الراحل أنور السادات مقرا لعمليات حرب أكتوبر 1973، حيث أمر بتجهيزه لتدار الحرب من داخله ، وتوجد به صورة شهيرة للرئيس الراحل أنور السادات وحوله رجال الجيش، يقفون حول طاولة كبيرة يناقشون عليها خطة الحرب، وهى نفسها طاولة البلياردو التي كان أحضرها الملك فاروق من قصر محمد على في شبرا الخيمة وضمها للقصر.
كما شهد القصر تصوير فيلم "الأيدى الناعمة عام 1963"، وتردد أن القصر شهد جلسة تسوية مؤقتة، بين الرئيسين الراحلين محمد نجيب وجمال عبدالناصر، خلال زيارة الملك سعود بن عبد العزيز فى مارس 1954، كما كان مقراً لإقامة فتحية نكروما، زوجة أول رئيس لغانا كوامى نكروما، وأسرتها لبعض الوقت في أعقاب تشكيل حركة عدم الانحياز، كما كان مقراً لإقامة أرملة شاه إيران عام 1980، وأقام فيه رئيس الوزراء الفرنسي السابق ليونيل جوسبان.
وفى عام 1996 رفعت بنات الملك فاروق، دعوى قضائية للمطالبة، باسترداد القصر لأنه كان ملكاً لوالدتهم الملكة فريدة، على حد قولهن ولأنها لم تكن من أسرة محمد على، فلا يحق تنفيذ قرار المصادرة على القصر، وخسرن القضية.
قصر " الأندلس " ... بالقاهرة ...
وهو أحد أهم القصور التاريخية في منطقة مصر الجديدة بالقاهرة ، وتم تخصيصه من جانب مؤسسة الرئاسة كقصر للضيافة يتم فيه استضافة كبار ضيوف الدولة المصرية من الزعماء، ومن أبرز ضيوفه كان يتم استضافة الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، ومن بعده الرئيس محمود عباس فيه ، كما استقبل أيضا سلفا كير رئيس دولة جنوب السودان، والعديد من المسئولين الأفارقة والأجانب ، وتم تخصيصه كمقر للجنة العليا للانتخابات الرئاسية .
وهذا القصر كان مجرد فيلا مملوكة ليهود مصريين سافروا بعد الثورة، وصادرته الدولة وانضم للممتلكات العامة بعد قرار التأميم الذي اتخذه الرئيس الراحل جمال عبد الناصر.
ويتكون القصر، الذي يقع على بعد أمتار من قصر العروبة، من جناحين يضم الأول ثلاثة طوابق، وهو مفروش بأثاث عصري وليس ملكيا على عكس بقية القصور التي تتميز معظمها بالأثاث الملكي.
قصر " رأس التين " بالإسكندرية ....
افتتح قصر "رأس التين" رسميا سنة 1847، وسمى بهذا الاسم لأنه بنى على حديقة مزروعة بأشجار التين، ويحتوى القصر على صالة العرش أو قاعة "الفرمانات"، وفى الدور الأرضي تقع "القاعة المستديرة" التي وقع فيها الملك فاروق تنازله عن عرش مصر لولي عهده نجله الطفل أحمد فؤاد .
وشيد الملك فؤاد داخل القصر قاعة فريدة مشابهة للقاعة البيزنطية الموجودة في قصر عابدين.
ويطل القصر على القاعدة البحرية في الإسكندرية، وهو ما يجعل موقعه استراتيجياً للحكم، وبدأ محمد على في بنائه سنة 1834، ليضمه إلى قصوره التي كان يملكها في الإسكندرية مثل قصر المحمودية وقصر إبراهيم باشا .
وتم الاستعانة في بنائه بمهندسين أجانب منهم المهندس الفرنسي سيريزى بك، والذي استقدمه محمد على سنة 1828 لإنشاء دار الصناعة والإشراف عليها، كما شارك في بنائه مهندسان آخران هما روميو والمسيو ليفرويج.
وقد تم بناء القصر على الطراز الأوروبي الذي كان شائعا في الإسكندرية، نظرا لكثرة الجاليات الأجنبية الموجودة هناك في تلك الفترة، وبنى في البداية على شكل حصن، ولا يوجد من القصر القديم حاليا سوى الباب الشرقي الذي أدمج في بناء القصر الجديد، ويتكون من 6 أعمدة جرانيتية تعلوها تيجان تحمل عتباته سبع دوائر من النحاس كتب بداخلها: "العدل ميزان الأمن"، و"حسن العدل أمن الملوك"، و"العدل باب كل خير"، و"اعدلوا هو أقرب للتقوى"، ويحيط به تمثالان لأسدين، تتوسطهما كتلة رخامية بها طيور ودروع ونسران متقابلان، وكتب بوسطها اسم محمد على وتاريخ 1261 هجرية.
وأعيد بناء هذا القصر في عصر الملك فؤاد على طراز يواكب العصر الحديث على يد المهندس الإيطالي فيروتشى، الذي بنى قصر الحرملك بالمنتزه، وتكلف 400 ألف جنيه، وأصبح مشابهاً لقصر عابدين ولكنه أصغر منه، وكان بجانبه محطة للسكك الحديدية خاصة تصل إلى داخل القصر، مخصصة لانتقالات الملك فاروق.
وبعد قيام ثورة يوليو سمح الثوار للملك فاروق بمغادرة مصر من قصر رأس التين مستقلا الباخرة " المحروسة " .
قصر " المنتزه " .... بالإسكندرية ..
بناه الخديوي عباس حلمي الثاني عام 1892، ويقع داخل حدائق تعرف باسم "حدائق المنتزه" وهى من أهم المنتزهات في الإسكندرية حالياً، ومن المعالم الأثرية الباقية في قصر المنتزه برج الساعة الشهير وكشك الشاي الذي بنى على الطراز الروماني والمطل على شاطئ البحر المتوسط ليشرب فيه الملك وحاشيته "شاي العصارى"، أثناء مناقشة أمور الحكم، إضافة إلى سينما الأميرات المجاورة لقصر الملك، وهى عبارة عن حديقة غناء لها سور ضخم ، وبها حائط كبير مجهز لعرض أفلام السينما لتسلية الأميرات.
يتكون قصر المنتزة من مبنيين، الأول "الحرملك"، الذي يتبع مؤسسة الرئاسة، والثاني "السلاملك" الذي كان مخصصاً لاستقبال الضيوف والاجتماعات، وخصص في عهد الملك فاروق ليكون مكتباً خاصاً للملك ومقراً للضيافة ويضم 14 جناحاً ملكياً، و6 غرف فاخرة.
وأثناء الحرب العالمية الأولى، تم استخدام القصر كمستشفى عسكري ميداني، وعقب ثورة يوليو 1952، تم تحويل القصر إلى فندق.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.