"الشناوي قد يلحق بمباراة الاتحاد".. يلا كورة يكشف حالة المصابين في الأهلي    الجمعة العظيمة: محاكمة وصلب المسيح وختام أسبوع الآلام    وكيل أوقاف الشرقية في خطبة الجمعة: الأوطان تبنى بيد الشرفاء والمخلصين    إعلان الفائزين بالمؤتمر السنوي العلمي الرابع للدراسات العليا بهندسة القناة (صور)    جولد بيليون: البنوك المركزية العالمية تشتري 16 طن ذهب خلال مارس2024.. تفاصيل    الكرتونة ب 80 جنيها، مبادرة جديدة في الشرقية لتخفيض أسعار البيض (فيديو وصور)    الإسكان تطرح أراضى للتخصيص الفوري بالصعيد، تفاصيل    القصير يبحث آفاق التعاون المصري القطري في الزراعة والأمن الغذائي    الشرقية تسترد 7 أفدنة و2317 مترًا من أملاك الدولة والزراعات    نائب وزير التخطيط يفتتح أعمال الدورة الثالثة للجنة تمويل التنمية في الدول الأعضاء بالإسكوا    الدفاعات الجوية الإسرائيلية تعلن اعتراض طائرة مسيرة أطلقت من لبنان    30 ألفا يؤدون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى    سموتريتش: "حماس" تبحث عن اتفاق دفاعي مع أمريكا    السفيرة مشيرة خطاب تشيد بقرار النائب العام بإنشاء مكتب لحماية المسنين    متسابقون من 13 دولة.. وزير الرياضة يطلق شارة بدء ماراثون دهب الرياضي للجري    وحدات سكنية وهمية.. ضبط سيدة استولت على أموال المواطنين ببني سويف    ضبط 299 قضية مخدرات وتنفيذ 63 ألف حكم قضائى خلال 24 ساعة    ب«تفعيل الطوارئ».. «الصحة» بالقليوبية: عيادات متنقلة بمحيط الكنائس خلال احتفالات عيد القيامة    إصابة 6 سيدات في حادث انقلاب "تروسيكل" بالطريق الزراعي ب بني سويف    الثانوية العامة 2024| مواصفات أسئلة الامتحانات    مركز السينما العربية ينظم 5 فعاليات مهمة في مهرجان كان    تعرف على إيرادات فيلم السرب في السينمات خلال 24 ساعة    شاهد.. جدار تعريفى بالمحطات الرئيسة للحج بمعرض أبو ظبى للكتاب    في الذكري السنوية.. قصة الاحتفال باليوم العالمي لحرية الصحافة    فريدة سيف النصر تكشف سبب تسمية سمير غانم لها ب "فريدة سيف الرقص"    دعاء الهداية للصلاة والثبات.. ردده الآن تهزم شيطانك ولن تتركها أبداً    صور الأمانة في المجتمع المسلم.. خطيب الأوقاف يكشفها    ماذا قدمت الصحة المصرية للمصابين الفلسطينيين؟.. علاج 13 ألف من أشقائنا في غزة بالمستشفيات المصرية.. وتقديم 11 ألف جلسة دعم نفسي    أستاذ أمراض القلب: الاكتشاف المبكر لضعف عضلة القلب يسهل العلاج    الصحة: تقديم 10 آلاف و628 جلسة دعم نفسي ل927 مصابا فلسطينيا منذ بداية الحرب    التضامن تكرم إياد نصار عن مسلسل صلة رحم    فرص عمل في 55 شركة.. شروط شغل الوظائف في القطاع الخاص براتب 6000 جنيه    علام يكشف الخطوة المقبلة في أزمة الشحات والشيبي.. موقف شرط فيتوريا الجزائي وهل يترشح للانتخابات مجددا؟    «الإفتاء» تحذر من التحدث في أمور الطب بغير علم: إفساد في الأرض    تركيا: تعليق التجارة مع الاحتلال حتى وقف إطلاق نار دائم في غزة    توريد 107 آلاف و849 طن قمح لصوامع وشون كفر الشيخ    نقيب المهندسين: الاحتلال الإسرائيلي يستهدف طمس الهوية والذاكرة الفلسطينية في    برشلونة يستهدف التعاقد مع الجوهرة الإفريقية    صحف إيطاليا تبرز قتل ذئاب روما على يد ليفركوزن    رئيس البرلمان العربي: الصحافة لعبت دورا مهما في كشف جرائم الاحتلال الإسرائيلي    الفلسطينيون في الضفة الغربية يتعرضون لحملة مداهمات شرسة وهجوم المستوطنين    البنتاجون: نراقب الروس الموجودين في قاعدة يتواجد فيها الجيش الأمريكي في النيجر    قصور الثقافة: إقبال كبير على فيلم السرب في سينما الشعب.. ونشكر «المتحدة»    أيمن سلامة ل«الشاهد»: مرافعة مصر أمام العدل الدولية دحضت كافة الأكاذيب الإسرائيلية    الوزراء: 2679 شكوى من التلاعب في وزن الخبز وتفعيل 3129 كارت تكافل وكرامة    "مضوني وسرقوا العربية".. تفاصيل اختطاف شاب في القاهرة    إصابة 6 أشخاص في مشاجرة بسوهاج    أسعار الفراخ اليوم الجمعة 3-5- 2024 بعد انخفاض الكيلو في بورصة الدواجن    مصر أكتوبر: اتحاد القبائل العربية يعمل على تعزيز أمن واستقرار سيناء    واعظ بالأزهر ل«صباح الخير يا مصر»: علينا استلهام قيم التربية لأطفالنا من السيرة النبوية    وزير التنمية المحلية يهنئ محافظ الإسماعيلية بعيد القيامة المجيد    رئيس اتحاد الكرة: عامر حسين «معذور»    عبد المنصف: "نجاح خالد بيبو جزء منه بسبب مباراة ال6-1"    هل مسموح للأطفال تناول الرنجة والفسيخ؟ استشاري تغذية علاجية تجيب    تشكيل الهلال المتوقع أمام التعاون| ميتروفيتش يقود الهجوم    كيفية إتمام الطواف لمن شك في عدد المرات.. اعرف التصرف الشرعي    الناس لا تجتمع على أحد.. أول تعليق من حسام موافي بعد واقعة تقبيل يد محمد أبو العينين    «تحويشة عمري».. زوج عروس كفر الشيخ ضحية انقلاب سيارة الزفاف في ترعة ينعيها بكلمات مؤثرة (صورة)    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



القصور الرئاسية.. شاهد حي على حركة التاريخ
نشر في بوابة أخبار اليوم يوم 07 - 06 - 2014

تتحضر مؤسسة الرئاسة لاستقبال الرئيس المنتخب عبد الفتاح السيسي عقب أداء اليمين الدستورية أمام الجمعية العمومية للمحكمة الدستورية العليا، الأحد 8 يونيو، طبقا لأحكام الدستور في غياب البرلمان .
ومع اقتراب دخول الرئيس الجديد إلى القصر الرئاسي لممارسة مهامه كرئيس للجمهورية تم رفع درجة الاستعدادات ، وبدأت التجهيزات على قدم وساق منذ فترة داخل قصور الرئاسة لاستقبال هذه الحقبة الجديدة من تاريخ مصر لتحقيق تطلعات الشعب المصري وآماله بعد فترة من المعاناة والتراجع الاقتصادي والسياسي.
والقصور الرئاسية في مصر ليست مجرد عقارات وأماكن فحسب ، وإنما هي تاريخ طويل وكنوز وذكريات ، وشاهد حي على حركة التاريخ منذ إنشائها وحتى الآن .
واللافت أن القصور الرئاسية احتفظت بأسمائها حتى الآن على الرغم من مرور تاريخ طويل منذ إنشائها وتعاقب على مصر حكام وأحداث وثورات ، وكانت شاهدا حيا على معظم الأحداث التي مرت بمصر منذ الثورة العرابية ووقفة أحمد عرابي الشهيرة أمام الخديوي توفيق أمام قصر عابدين مرورا بثورة 23 يوليو التي قادها مجموعة من الضباط الأحرار بزعامة جمال عبد الناصر انتهاء بثورتي 25 يناير و30 يونيو التي زحف فيها الشعب المصري إلى قصري الاتحادية والقبة حيث مقر الحكم أبان فترة الرئيس الأسبق حسني مبارك والسابق محمد مرسي .
ولعل حرص الرئيس المعزول على ارتياد عدد من هذه القصور خلال فترة حكمة القصيرة التي لم تزد على العام يعد دلالة على رغبته وجماعة الإخوان المسلمين على تصدير صورة لمريديهم وأنصارهم في أنهم أصبحوا يحكمون مصر بالفعل وان حلمهم الذي بدأه حسن البنا وصل إلى نهايته بدخول مرسي إلى قصر الاتحادية بدليل صور جلوس الرئيس على كرسي مبارك ومن قبله عبد الناصر وحتى الملك فاروق وعندما أصر مرسي على ان تلتقط له صورا تذكارية أثناء جلوسه في قصر عابدين والصورة الشهيرة عندما تفقد قصر الاتحادية قبل أيام من تسلمه مهام منصبة وإصراره على الجلوس على الكرسي الذي كان يجلس عليه مبارك .
والمؤكد أن القصور الرئاسية في مصر ليست فقط مجموعة من المباني التراثية الفخمة تحوي جدرانا مزخرفة ورسوما تاريخية وتحفا أثرية وهدايا من زعماء ورؤساء وأمراء وملوك ، لكنها تحمل بين جنباتها قصصا وأسرارا لمن دخلوها ، ولعل عبارة نطق بها أحد العاملين بقصر الرئاسة لمن حوله عندما أولم محمد مرسي وليمة داخل قصر الاتحادية لمحمد بديع مرشد عام الإخوان ومجموعة من قيادات الإخوان بعد الأسبوع الأول من حكم مرسي "المرشد دخل القصر" عبرت بعفوية عما يحمله الرجل وما يكنه في صدره .
وجميع القصور الرئاسية الموجودة الآن هي مبان ذات قيمة تاريخية، وأثرية وتراثية وبعضها مسجل كأثر وهى قصر عابدين وقصر العروبة وكشك الشاي في قصر المنتزه.
وقامت وزارة الآثار بتسجيل جميع القصور الرئاسية كآثار، وبصفة خاصة جميع القصور الملكية، وهى ثمانية قصور، إلى جانب الاستراحات الرئاسية، المنتشرة بجميع أنحاء الجمهورية .
ويؤكد خبراء الآثار أن معظم القصور الرئاسية الموجودة حتى الآن تم إنشاؤها في عهد الخديوي إسماعيل بن محمد علي باشا الذي أراد نقل مقر الحكم من القلعة التي كانت مقرا للحكم منذ عصر صلاح الدين الأيوبي وحتى محمد علي إلى قلب القاهرة .
وعقب إنشاء القصور الملكية في عهد الخديوي إسماعيل تحول قصر عابدين ليصبح مقرا للحكم ، وظل كذلك حتى نهاية حكم الملك فاروق، وقيام ثورة يوليو 1952، حيث حكم جمال عبد الناصر مصر من قصر القبة، وسكن منزله في منشية البكري، ثم جاء السادات وأعاد استخدام قصر عابدين كمقر للحكم، لكنه لم يسكن أياً من القصور، وفى بداية عهد مبارك ظهرت فكرة إنشاء مقر للسكن لرئيس الجمهورية ينتهي بانتهاء ولايته، لكن لم يتم تحقيق ذلك، وسكن مبارك في منزله بمصر الجديدة، وحكم مصر من قصر الاتحادية وهو ما استمر خلال فترة حكم محمد مرسي التي لم تزد على العام بعد ثورة يناير.
واستمر الرئيس المؤقت المستشار عدلي منصور يمارس مهام منصبه في أعقاب ثورة 30 يونيو من قصر الاتحادية.
قصر عابدين ...
يقع قصر عابدين في وسط القاهرة وكان آخر استخدام رسمي له عندما حرص الرئيس المعزول محمد مرسي على ارتياده وجلس على كرسي الملك فاروق وأصر على التقاط عددا من الصور التذكارية في هذا المكان ، وقبل ذلك بسنوات استضافت مصر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في قصر عابدين حيث لم يجد المسؤولون أفخم منه لاستقبال الضيف الروسي الذي تتميز بلاده باحتضانها العديد من القصور الفخمة التي تعود معظمها إلى عصر الإمبراطوريات القديمة.
وقد أنشأ هذا القصر الخديوي إسماعيل، وينسب إلى عابدين بك وهو أحد الضباط الأتراك وكان يمتلك بيتا في هذا المكان قام بشرائه الخديوي إسماعيل بعد وفاة صاحبه وضم إليه مئات الأفدنة.
وأمر بتشييد هذا القصر ليكون مقرا للحكم وتكلف 565 ألفاً و570 جنيهاً، بخلاف الأثاث الذي تكلف مليوني جنيه، ويعد القصر البداية الأولى لظهور القاهرة الحديثة.
ويضم القصر 500 غرفة، ومكتبة بها أكثر من 55 ألف كتاب، وأهم ما فيه الصالون الأبيض وغرفة مكتب الملك فاروق، وصالون قناة السويس، والقاعة البيزنطية، وقاعة العرش، وصالة للطعام، وحجرة البلياردو التي أهدتها الإمبراطورة أوجينى للخديوي إسماعيل، وجناح الحرملك الذي يضم مجموعة من التحف والتماثيل والسجاد والساعات المحلاة بالذهب، إضافة إلى جناح الملك فاروق، وجناح الملكة فريدة، وجناح ولى العهد، وبالقصر ثلاثة متاحف هي متحف قصر عابدين الحربي، ومتحف هدايا الرئيس الأسبق حسني مبارك، ومتحف الفضيات الذي يضم مقتنيات أسرة محمد على الذي أنشئ في عهد مبارك.
ورغم أنه أصغر القصور مساحة، لكنه أهمها من الناحية التاريخية والرسمية، حيث حكمت مصر منه في عهد 6 ملوك، تلاهم الرئيس محمد نجيب، والرئيس جمال عبد الناصر وأنور السادات.
قصر " الاتحادية " .... أو ... " العروبة "
يقع قصر العروبة أو قصر الاتحادية كما يطلق عليه، في ضاحية مصر الجديدة، ويعد القصر الرسمي للرئاسة في عهد الرئيس الأسبق حسنى مبارك ومن بعده السابق محمد مرسي، حيث كان مقرا لاستقبال الوفود الرسمية والزوار .
وقد أنشأت هذا القصر شركة فرنسية، وافتتحته كفندق تحت اسم "جراند أوتيل" سنة 1910، كباكورة فنادقها الفاخرة في أفريقيا، وقام بتصميمه المعماري البلجيكي آرنست جاسبار، ويضم 400 حجرة فضلا عن 55 شقة خاصة وقاعات ضخمة .
تم تأثيث حجرات المبنى آنذاك بأثاث فاخر من طرازي لويس الرابع عشر ولويس الخامس عشر. أما القاعة المركزية الكبرى، فوضعت بها ثريات ضخمة من الكريستال ، كانت تحاكى الطراز الشرقي.
ويبلغ ارتفاع قبة القصر 55 متراً، ومساحة القاعة الرئيسية به 589 متراً مربعا، وصممها ألكسندر مارسيل، وتم فرشها بسجاد شرقي فاخر ووضعت بها مرايا من الأرض إلى السقف، ومدفأة ضخمة من الرخام و22 عمودا إيطاليا من الرخام، وتوجد بالقصر قاعة فاخرة للطعام تكفى 150 مقعدا، وقاعة أخرى تضم 3 طاولات بلياردو منها اثنتان كبيرتا الحجم من طراز ثرستون.
ويعتبر فندق "جراند أوتيل" الذي أصبح فيما بعد "قصر الاتحادية" من أفخم الفنادق في بدايات القرن العشرين وكان معماره المتميز ما لفت إليه النظر وأصبح عامل جذب سياحي للعديد من الشخصيات الملكية في مصر وخارجها إضافة إلى رجال الأعمال الأثرياء، وكان من ضمن نزلاء الفندق الملك ألبير الأول ملك بلجيكا وزوجته الملكة إليزابيث دو بافاريا، وعاصر الفندق الحربين العالميتين وتحول في بعض الفترات إلى مستشفى عسكري ومكان لتجمع الضباط من قبل سلطة الاحتلال البريطاني في مصر.
في الستينيات استعمل القصر الذي صار مهجورا بعد فترة من التأمين مقراً لعدة إدارات ووزارات حكومية، وفى يناير 1972 أصبح القصر مقرا لاتحاد الجمهوريات العربية الذي ضم آنذاك كلا من مصر وسوريا وليبيا ومنذ ذلك الوقت عرف باسمه الحالي غير الرسمي "قصر الاتحادية"، وفى الثمانينيات وضعت خطة صيانة شاملة للقصر حافظت على رموزه القديمة، وأعلن بعدها المقر الرئاسي للرئيس الأسبق حسني مبارك ومن بعده الرئيس السابق محمد مرسي .
قصر القبة
قام ببنائه الخديوي إسماعيل، وتحول إلى أحد قصور رئاسة الجمهورية بعد قيام ثورة 23 يوليو 1952.
ويقع هذا القصر شرقي مدينة القاهرة، وتصل مساحته إلى 80 فداناً إضافة إلى الحديقة التي تحيط به وتبلغ مساحتها 125 فدانا .
وخلال فترة حكم الخديوي توفيق، صار القصر الذى ولد فيه محلاً لإقامة أفخم الاحتفالات وحفلات الزفاف الملكية.
وعندما اعتلى الملك فؤاد ، عرش مصر عام 1917 صار القصر مقر الإقامة الملكية الرسمي، وخلال فترة إقامته فيه أمر بعدة تغييرات على القصر، حيث أمر بإضافة سور بارتفاع 6 أمتار، وبوابة جديدة وحديقة خارجية، كما أضيفت محطة سكة حديد خاصة بالقطار الملكي حيث كان الزوار يأتون مباشرة سواء من الإسكندرية أو من محطة مصر المركزية للقطارات في القاهرة .
وألقى الملك فاروق أولى خطبه، عبر الإذاعة المصرية، في 8 مايو 1936 من هذا القصر، إثر وفاة والده فؤاد الأول، واحتفظ »فاروق« بمجموعاته الخاصة في ذلك القصر، حيث ضمت مجموعات نادرة من الطوابع والساعات والمجوهرات، ومعظم هذه الأشياء بيعت في مزاد علنى فى عام 1954 حضره الكثير من المهتمين.
وبعد ثورة يوليو 1952، أصبح أحد القصور الرئاسية الرئيسية، وكان الرئيس الراحل جمال عبدالناصر يستقبل فيه الزوار الرسميين ، كما سجى جثمانه هناك بعد وفاته انتظاراً لجنازته في مطلع أكتوبر 1970، ولا يزال القصر مقراً رسمياً لإقامة الزوار الرسميين لمصر.
ومن الذكريات التي يحتفظ بها هذا القصر هو مشهد خيمة الرئيس الليبي السابق معمر القذافى، الذي اعتاد إقامتها بحديقة القصر ويتم اختياره كمقر لإقامته عند زيارته الى مصر ، ومن المشاهد كان دخول الرئيس الأمريكي باراك أوباما إلى القصر بعربات تجرها الخيول حتى مدخل القصر حيث استقبله الرئيس الأسبق حسنى مبارك، على سلالم القصر .
وأخر المشاهد تمثل في استقبال الرئيس السابق محمد مرسي الرئيس التركي عبد الله جول حيث أقيم مؤتمر صحفي مشترك بحديقة القصر، وأقيم آخر احتفال لعيد العمال بحديقة القصر قبل رحيل مرسي عن الحكم .
قصر " الطاهرة "
يقع هذا القصر شرق القاهرة بين منطقتي روكسي وحدائق القبة بالقرب من قصر الاتحادية المقر الحالي لحكم مصر ، ويضم معظم دوائر مؤسسة الرئاسة ويعد رغم صغر حجمه من أفخم القصور في العالم.
كان الملك فاروق، اشترى القصر باسم الملكة فريدة عام 1941 بمبلغ 40 ألف جنيه، واشترى الفيلا المجاورة له، وضم إليه عدداً من الأراضي، حتى بلغت مساحته 8 أفدنة، ثم استرده منها، مقابل 117 فداناً بمحافظة الشرقية، ويحتوى القصر على عدد من التحف والتماثيل الرخامية لفنانين إيطاليين.
واتخذه الرئيس الراحل أنور السادات مقرا لعمليات حرب أكتوبر 1973، حيث أمر بتجهيزه لتدار الحرب من داخله ، وتوجد به صورة شهيرة للرئيس الراحل أنور السادات وحوله رجال الجيش، يقفون حول طاولة كبيرة يناقشون عليها خطة الحرب، وهى نفسها طاولة البلياردو التي كان أحضرها الملك فاروق من قصر محمد على في شبرا الخيمة وضمها للقصر.
كما شهد القصر تصوير فيلم "الأيدى الناعمة عام 1963"، وتردد أن القصر شهد جلسة تسوية مؤقتة، بين الرئيسين الراحلين محمد نجيب وجمال عبدالناصر، خلال زيارة الملك سعود بن عبد العزيز فى مارس 1954، كما كان مقراً لإقامة فتحية نكروما، زوجة أول رئيس لغانا كوامى نكروما، وأسرتها لبعض الوقت في أعقاب تشكيل حركة عدم الانحياز، كما كان مقراً لإقامة أرملة شاه إيران عام 1980، وأقام فيه رئيس الوزراء الفرنسي السابق ليونيل جوسبان.
وفى عام 1996 رفعت بنات الملك فاروق، دعوى قضائية للمطالبة، باسترداد القصر لأنه كان ملكاً لوالدتهم الملكة فريدة، على حد قولهن ولأنها لم تكن من أسرة محمد على، فلا يحق تنفيذ قرار المصادرة على القصر، وخسرن القضية.
قصر " الأندلس " ... بالقاهرة ...
وهو أحد أهم القصور التاريخية في منطقة مصر الجديدة بالقاهرة ، وتم تخصيصه من جانب مؤسسة الرئاسة كقصر للضيافة يتم فيه استضافة كبار ضيوف الدولة المصرية من الزعماء، ومن أبرز ضيوفه كان يتم استضافة الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، ومن بعده الرئيس محمود عباس فيه ، كما استقبل أيضا سلفا كير رئيس دولة جنوب السودان، والعديد من المسئولين الأفارقة والأجانب ، وتم تخصيصه كمقر للجنة العليا للانتخابات الرئاسية .
وهذا القصر كان مجرد فيلا مملوكة ليهود مصريين سافروا بعد الثورة، وصادرته الدولة وانضم للممتلكات العامة بعد قرار التأميم الذي اتخذه الرئيس الراحل جمال عبد الناصر.
ويتكون القصر، الذي يقع على بعد أمتار من قصر العروبة، من جناحين يضم الأول ثلاثة طوابق، وهو مفروش بأثاث عصري وليس ملكيا على عكس بقية القصور التي تتميز معظمها بالأثاث الملكي.
قصر " رأس التين " بالإسكندرية ....
افتتح قصر "رأس التين" رسميا سنة 1847، وسمى بهذا الاسم لأنه بنى على حديقة مزروعة بأشجار التين، ويحتوى القصر على صالة العرش أو قاعة "الفرمانات"، وفى الدور الأرضي تقع "القاعة المستديرة" التي وقع فيها الملك فاروق تنازله عن عرش مصر لولي عهده نجله الطفل أحمد فؤاد .
وشيد الملك فؤاد داخل القصر قاعة فريدة مشابهة للقاعة البيزنطية الموجودة في قصر عابدين.
ويطل القصر على القاعدة البحرية في الإسكندرية، وهو ما يجعل موقعه استراتيجياً للحكم، وبدأ محمد على في بنائه سنة 1834، ليضمه إلى قصوره التي كان يملكها في الإسكندرية مثل قصر المحمودية وقصر إبراهيم باشا .
وتم الاستعانة في بنائه بمهندسين أجانب منهم المهندس الفرنسي سيريزى بك، والذي استقدمه محمد على سنة 1828 لإنشاء دار الصناعة والإشراف عليها، كما شارك في بنائه مهندسان آخران هما روميو والمسيو ليفرويج.
وقد تم بناء القصر على الطراز الأوروبي الذي كان شائعا في الإسكندرية، نظرا لكثرة الجاليات الأجنبية الموجودة هناك في تلك الفترة، وبنى في البداية على شكل حصن، ولا يوجد من القصر القديم حاليا سوى الباب الشرقي الذي أدمج في بناء القصر الجديد، ويتكون من 6 أعمدة جرانيتية تعلوها تيجان تحمل عتباته سبع دوائر من النحاس كتب بداخلها: "العدل ميزان الأمن"، و"حسن العدل أمن الملوك"، و"العدل باب كل خير"، و"اعدلوا هو أقرب للتقوى"، ويحيط به تمثالان لأسدين، تتوسطهما كتلة رخامية بها طيور ودروع ونسران متقابلان، وكتب بوسطها اسم محمد على وتاريخ 1261 هجرية.
وأعيد بناء هذا القصر في عصر الملك فؤاد على طراز يواكب العصر الحديث على يد المهندس الإيطالي فيروتشى، الذي بنى قصر الحرملك بالمنتزه، وتكلف 400 ألف جنيه، وأصبح مشابهاً لقصر عابدين ولكنه أصغر منه، وكان بجانبه محطة للسكك الحديدية خاصة تصل إلى داخل القصر، مخصصة لانتقالات الملك فاروق.
وبعد قيام ثورة يوليو سمح الثوار للملك فاروق بمغادرة مصر من قصر رأس التين مستقلا الباخرة " المحروسة " .
قصر " المنتزه " .... بالإسكندرية ..
بناه الخديوي عباس حلمي الثاني عام 1892، ويقع داخل حدائق تعرف باسم "حدائق المنتزه" وهى من أهم المنتزهات في الإسكندرية حالياً، ومن المعالم الأثرية الباقية في قصر المنتزه برج الساعة الشهير وكشك الشاي الذي بنى على الطراز الروماني والمطل على شاطئ البحر المتوسط ليشرب فيه الملك وحاشيته "شاي العصارى"، أثناء مناقشة أمور الحكم، إضافة إلى سينما الأميرات المجاورة لقصر الملك، وهى عبارة عن حديقة غناء لها سور ضخم ، وبها حائط كبير مجهز لعرض أفلام السينما لتسلية الأميرات.
يتكون قصر المنتزة من مبنيين، الأول "الحرملك"، الذي يتبع مؤسسة الرئاسة، والثاني "السلاملك" الذي كان مخصصاً لاستقبال الضيوف والاجتماعات، وخصص في عهد الملك فاروق ليكون مكتباً خاصاً للملك ومقراً للضيافة ويضم 14 جناحاً ملكياً، و6 غرف فاخرة.
وأثناء الحرب العالمية الأولى، تم استخدام القصر كمستشفى عسكري ميداني، وعقب ثورة يوليو 1952، تم تحويل القصر إلى فندق.
تتحضر مؤسسة الرئاسة لاستقبال الرئيس المنتخب عبد الفتاح السيسي عقب أداء اليمين الدستورية أمام الجمعية العمومية للمحكمة الدستورية العليا، الأحد 8 يونيو، طبقا لأحكام الدستور في غياب البرلمان .
ومع اقتراب دخول الرئيس الجديد إلى القصر الرئاسي لممارسة مهامه كرئيس للجمهورية تم رفع درجة الاستعدادات ، وبدأت التجهيزات على قدم وساق منذ فترة داخل قصور الرئاسة لاستقبال هذه الحقبة الجديدة من تاريخ مصر لتحقيق تطلعات الشعب المصري وآماله بعد فترة من المعاناة والتراجع الاقتصادي والسياسي.
والقصور الرئاسية في مصر ليست مجرد عقارات وأماكن فحسب ، وإنما هي تاريخ طويل وكنوز وذكريات ، وشاهد حي على حركة التاريخ منذ إنشائها وحتى الآن .
واللافت أن القصور الرئاسية احتفظت بأسمائها حتى الآن على الرغم من مرور تاريخ طويل منذ إنشائها وتعاقب على مصر حكام وأحداث وثورات ، وكانت شاهدا حيا على معظم الأحداث التي مرت بمصر منذ الثورة العرابية ووقفة أحمد عرابي الشهيرة أمام الخديوي توفيق أمام قصر عابدين مرورا بثورة 23 يوليو التي قادها مجموعة من الضباط الأحرار بزعامة جمال عبد الناصر انتهاء بثورتي 25 يناير و30 يونيو التي زحف فيها الشعب المصري إلى قصري الاتحادية والقبة حيث مقر الحكم أبان فترة الرئيس الأسبق حسني مبارك والسابق محمد مرسي .
ولعل حرص الرئيس المعزول على ارتياد عدد من هذه القصور خلال فترة حكمة القصيرة التي لم تزد على العام يعد دلالة على رغبته وجماعة الإخوان المسلمين على تصدير صورة لمريديهم وأنصارهم في أنهم أصبحوا يحكمون مصر بالفعل وان حلمهم الذي بدأه حسن البنا وصل إلى نهايته بدخول مرسي إلى قصر الاتحادية بدليل صور جلوس الرئيس على كرسي مبارك ومن قبله عبد الناصر وحتى الملك فاروق وعندما أصر مرسي على ان تلتقط له صورا تذكارية أثناء جلوسه في قصر عابدين والصورة الشهيرة عندما تفقد قصر الاتحادية قبل أيام من تسلمه مهام منصبة وإصراره على الجلوس على الكرسي الذي كان يجلس عليه مبارك .
والمؤكد أن القصور الرئاسية في مصر ليست فقط مجموعة من المباني التراثية الفخمة تحوي جدرانا مزخرفة ورسوما تاريخية وتحفا أثرية وهدايا من زعماء ورؤساء وأمراء وملوك ، لكنها تحمل بين جنباتها قصصا وأسرارا لمن دخلوها ، ولعل عبارة نطق بها أحد العاملين بقصر الرئاسة لمن حوله عندما أولم محمد مرسي وليمة داخل قصر الاتحادية لمحمد بديع مرشد عام الإخوان ومجموعة من قيادات الإخوان بعد الأسبوع الأول من حكم مرسي "المرشد دخل القصر" عبرت بعفوية عما يحمله الرجل وما يكنه في صدره .
وجميع القصور الرئاسية الموجودة الآن هي مبان ذات قيمة تاريخية، وأثرية وتراثية وبعضها مسجل كأثر وهى قصر عابدين وقصر العروبة وكشك الشاي في قصر المنتزه.
وقامت وزارة الآثار بتسجيل جميع القصور الرئاسية كآثار، وبصفة خاصة جميع القصور الملكية، وهى ثمانية قصور، إلى جانب الاستراحات الرئاسية، المنتشرة بجميع أنحاء الجمهورية .
ويؤكد خبراء الآثار أن معظم القصور الرئاسية الموجودة حتى الآن تم إنشاؤها في عهد الخديوي إسماعيل بن محمد علي باشا الذي أراد نقل مقر الحكم من القلعة التي كانت مقرا للحكم منذ عصر صلاح الدين الأيوبي وحتى محمد علي إلى قلب القاهرة .
وعقب إنشاء القصور الملكية في عهد الخديوي إسماعيل تحول قصر عابدين ليصبح مقرا للحكم ، وظل كذلك حتى نهاية حكم الملك فاروق، وقيام ثورة يوليو 1952، حيث حكم جمال عبد الناصر مصر من قصر القبة، وسكن منزله في منشية البكري، ثم جاء السادات وأعاد استخدام قصر عابدين كمقر للحكم، لكنه لم يسكن أياً من القصور، وفى بداية عهد مبارك ظهرت فكرة إنشاء مقر للسكن لرئيس الجمهورية ينتهي بانتهاء ولايته، لكن لم يتم تحقيق ذلك، وسكن مبارك في منزله بمصر الجديدة، وحكم مصر من قصر الاتحادية وهو ما استمر خلال فترة حكم محمد مرسي التي لم تزد على العام بعد ثورة يناير.
واستمر الرئيس المؤقت المستشار عدلي منصور يمارس مهام منصبه في أعقاب ثورة 30 يونيو من قصر الاتحادية.
قصر عابدين ...
يقع قصر عابدين في وسط القاهرة وكان آخر استخدام رسمي له عندما حرص الرئيس المعزول محمد مرسي على ارتياده وجلس على كرسي الملك فاروق وأصر على التقاط عددا من الصور التذكارية في هذا المكان ، وقبل ذلك بسنوات استضافت مصر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في قصر عابدين حيث لم يجد المسؤولون أفخم منه لاستقبال الضيف الروسي الذي تتميز بلاده باحتضانها العديد من القصور الفخمة التي تعود معظمها إلى عصر الإمبراطوريات القديمة.
وقد أنشأ هذا القصر الخديوي إسماعيل، وينسب إلى عابدين بك وهو أحد الضباط الأتراك وكان يمتلك بيتا في هذا المكان قام بشرائه الخديوي إسماعيل بعد وفاة صاحبه وضم إليه مئات الأفدنة.
وأمر بتشييد هذا القصر ليكون مقرا للحكم وتكلف 565 ألفاً و570 جنيهاً، بخلاف الأثاث الذي تكلف مليوني جنيه، ويعد القصر البداية الأولى لظهور القاهرة الحديثة.
ويضم القصر 500 غرفة، ومكتبة بها أكثر من 55 ألف كتاب، وأهم ما فيه الصالون الأبيض وغرفة مكتب الملك فاروق، وصالون قناة السويس، والقاعة البيزنطية، وقاعة العرش، وصالة للطعام، وحجرة البلياردو التي أهدتها الإمبراطورة أوجينى للخديوي إسماعيل، وجناح الحرملك الذي يضم مجموعة من التحف والتماثيل والسجاد والساعات المحلاة بالذهب، إضافة إلى جناح الملك فاروق، وجناح الملكة فريدة، وجناح ولى العهد، وبالقصر ثلاثة متاحف هي متحف قصر عابدين الحربي، ومتحف هدايا الرئيس الأسبق حسني مبارك، ومتحف الفضيات الذي يضم مقتنيات أسرة محمد على الذي أنشئ في عهد مبارك.
ورغم أنه أصغر القصور مساحة، لكنه أهمها من الناحية التاريخية والرسمية، حيث حكمت مصر منه في عهد 6 ملوك، تلاهم الرئيس محمد نجيب، والرئيس جمال عبد الناصر وأنور السادات.
قصر " الاتحادية " .... أو ... " العروبة "
يقع قصر العروبة أو قصر الاتحادية كما يطلق عليه، في ضاحية مصر الجديدة، ويعد القصر الرسمي للرئاسة في عهد الرئيس الأسبق حسنى مبارك ومن بعده السابق محمد مرسي، حيث كان مقرا لاستقبال الوفود الرسمية والزوار .
وقد أنشأت هذا القصر شركة فرنسية، وافتتحته كفندق تحت اسم "جراند أوتيل" سنة 1910، كباكورة فنادقها الفاخرة في أفريقيا، وقام بتصميمه المعماري البلجيكي آرنست جاسبار، ويضم 400 حجرة فضلا عن 55 شقة خاصة وقاعات ضخمة .
تم تأثيث حجرات المبنى آنذاك بأثاث فاخر من طرازي لويس الرابع عشر ولويس الخامس عشر. أما القاعة المركزية الكبرى، فوضعت بها ثريات ضخمة من الكريستال ، كانت تحاكى الطراز الشرقي.
ويبلغ ارتفاع قبة القصر 55 متراً، ومساحة القاعة الرئيسية به 589 متراً مربعا، وصممها ألكسندر مارسيل، وتم فرشها بسجاد شرقي فاخر ووضعت بها مرايا من الأرض إلى السقف، ومدفأة ضخمة من الرخام و22 عمودا إيطاليا من الرخام، وتوجد بالقصر قاعة فاخرة للطعام تكفى 150 مقعدا، وقاعة أخرى تضم 3 طاولات بلياردو منها اثنتان كبيرتا الحجم من طراز ثرستون.
ويعتبر فندق "جراند أوتيل" الذي أصبح فيما بعد "قصر الاتحادية" من أفخم الفنادق في بدايات القرن العشرين وكان معماره المتميز ما لفت إليه النظر وأصبح عامل جذب سياحي للعديد من الشخصيات الملكية في مصر وخارجها إضافة إلى رجال الأعمال الأثرياء، وكان من ضمن نزلاء الفندق الملك ألبير الأول ملك بلجيكا وزوجته الملكة إليزابيث دو بافاريا، وعاصر الفندق الحربين العالميتين وتحول في بعض الفترات إلى مستشفى عسكري ومكان لتجمع الضباط من قبل سلطة الاحتلال البريطاني في مصر.
في الستينيات استعمل القصر الذي صار مهجورا بعد فترة من التأمين مقراً لعدة إدارات ووزارات حكومية، وفى يناير 1972 أصبح القصر مقرا لاتحاد الجمهوريات العربية الذي ضم آنذاك كلا من مصر وسوريا وليبيا ومنذ ذلك الوقت عرف باسمه الحالي غير الرسمي "قصر الاتحادية"، وفى الثمانينيات وضعت خطة صيانة شاملة للقصر حافظت على رموزه القديمة، وأعلن بعدها المقر الرئاسي للرئيس الأسبق حسني مبارك ومن بعده الرئيس السابق محمد مرسي .
قصر القبة
قام ببنائه الخديوي إسماعيل، وتحول إلى أحد قصور رئاسة الجمهورية بعد قيام ثورة 23 يوليو 1952.
ويقع هذا القصر شرقي مدينة القاهرة، وتصل مساحته إلى 80 فداناً إضافة إلى الحديقة التي تحيط به وتبلغ مساحتها 125 فدانا .
وخلال فترة حكم الخديوي توفيق، صار القصر الذى ولد فيه محلاً لإقامة أفخم الاحتفالات وحفلات الزفاف الملكية.
وعندما اعتلى الملك فؤاد ، عرش مصر عام 1917 صار القصر مقر الإقامة الملكية الرسمي، وخلال فترة إقامته فيه أمر بعدة تغييرات على القصر، حيث أمر بإضافة سور بارتفاع 6 أمتار، وبوابة جديدة وحديقة خارجية، كما أضيفت محطة سكة حديد خاصة بالقطار الملكي حيث كان الزوار يأتون مباشرة سواء من الإسكندرية أو من محطة مصر المركزية للقطارات في القاهرة .
وألقى الملك فاروق أولى خطبه، عبر الإذاعة المصرية، في 8 مايو 1936 من هذا القصر، إثر وفاة والده فؤاد الأول، واحتفظ »فاروق« بمجموعاته الخاصة في ذلك القصر، حيث ضمت مجموعات نادرة من الطوابع والساعات والمجوهرات، ومعظم هذه الأشياء بيعت في مزاد علنى فى عام 1954 حضره الكثير من المهتمين.
وبعد ثورة يوليو 1952، أصبح أحد القصور الرئاسية الرئيسية، وكان الرئيس الراحل جمال عبدالناصر يستقبل فيه الزوار الرسميين ، كما سجى جثمانه هناك بعد وفاته انتظاراً لجنازته في مطلع أكتوبر 1970، ولا يزال القصر مقراً رسمياً لإقامة الزوار الرسميين لمصر.
ومن الذكريات التي يحتفظ بها هذا القصر هو مشهد خيمة الرئيس الليبي السابق معمر القذافى، الذي اعتاد إقامتها بحديقة القصر ويتم اختياره كمقر لإقامته عند زيارته الى مصر ، ومن المشاهد كان دخول الرئيس الأمريكي باراك أوباما إلى القصر بعربات تجرها الخيول حتى مدخل القصر حيث استقبله الرئيس الأسبق حسنى مبارك، على سلالم القصر .
وأخر المشاهد تمثل في استقبال الرئيس السابق محمد مرسي الرئيس التركي عبد الله جول حيث أقيم مؤتمر صحفي مشترك بحديقة القصر، وأقيم آخر احتفال لعيد العمال بحديقة القصر قبل رحيل مرسي عن الحكم .
قصر " الطاهرة "
يقع هذا القصر شرق القاهرة بين منطقتي روكسي وحدائق القبة بالقرب من قصر الاتحادية المقر الحالي لحكم مصر ، ويضم معظم دوائر مؤسسة الرئاسة ويعد رغم صغر حجمه من أفخم القصور في العالم.
كان الملك فاروق، اشترى القصر باسم الملكة فريدة عام 1941 بمبلغ 40 ألف جنيه، واشترى الفيلا المجاورة له، وضم إليه عدداً من الأراضي، حتى بلغت مساحته 8 أفدنة، ثم استرده منها، مقابل 117 فداناً بمحافظة الشرقية، ويحتوى القصر على عدد من التحف والتماثيل الرخامية لفنانين إيطاليين.
واتخذه الرئيس الراحل أنور السادات مقرا لعمليات حرب أكتوبر 1973، حيث أمر بتجهيزه لتدار الحرب من داخله ، وتوجد به صورة شهيرة للرئيس الراحل أنور السادات وحوله رجال الجيش، يقفون حول طاولة كبيرة يناقشون عليها خطة الحرب، وهى نفسها طاولة البلياردو التي كان أحضرها الملك فاروق من قصر محمد على في شبرا الخيمة وضمها للقصر.
كما شهد القصر تصوير فيلم "الأيدى الناعمة عام 1963"، وتردد أن القصر شهد جلسة تسوية مؤقتة، بين الرئيسين الراحلين محمد نجيب وجمال عبدالناصر، خلال زيارة الملك سعود بن عبد العزيز فى مارس 1954، كما كان مقراً لإقامة فتحية نكروما، زوجة أول رئيس لغانا كوامى نكروما، وأسرتها لبعض الوقت في أعقاب تشكيل حركة عدم الانحياز، كما كان مقراً لإقامة أرملة شاه إيران عام 1980، وأقام فيه رئيس الوزراء الفرنسي السابق ليونيل جوسبان.
وفى عام 1996 رفعت بنات الملك فاروق، دعوى قضائية للمطالبة، باسترداد القصر لأنه كان ملكاً لوالدتهم الملكة فريدة، على حد قولهن ولأنها لم تكن من أسرة محمد على، فلا يحق تنفيذ قرار المصادرة على القصر، وخسرن القضية.
قصر " الأندلس " ... بالقاهرة ...
وهو أحد أهم القصور التاريخية في منطقة مصر الجديدة بالقاهرة ، وتم تخصيصه من جانب مؤسسة الرئاسة كقصر للضيافة يتم فيه استضافة كبار ضيوف الدولة المصرية من الزعماء، ومن أبرز ضيوفه كان يتم استضافة الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، ومن بعده الرئيس محمود عباس فيه ، كما استقبل أيضا سلفا كير رئيس دولة جنوب السودان، والعديد من المسئولين الأفارقة والأجانب ، وتم تخصيصه كمقر للجنة العليا للانتخابات الرئاسية .
وهذا القصر كان مجرد فيلا مملوكة ليهود مصريين سافروا بعد الثورة، وصادرته الدولة وانضم للممتلكات العامة بعد قرار التأميم الذي اتخذه الرئيس الراحل جمال عبد الناصر.
ويتكون القصر، الذي يقع على بعد أمتار من قصر العروبة، من جناحين يضم الأول ثلاثة طوابق، وهو مفروش بأثاث عصري وليس ملكيا على عكس بقية القصور التي تتميز معظمها بالأثاث الملكي.
قصر " رأس التين " بالإسكندرية ....
افتتح قصر "رأس التين" رسميا سنة 1847، وسمى بهذا الاسم لأنه بنى على حديقة مزروعة بأشجار التين، ويحتوى القصر على صالة العرش أو قاعة "الفرمانات"، وفى الدور الأرضي تقع "القاعة المستديرة" التي وقع فيها الملك فاروق تنازله عن عرش مصر لولي عهده نجله الطفل أحمد فؤاد .
وشيد الملك فؤاد داخل القصر قاعة فريدة مشابهة للقاعة البيزنطية الموجودة في قصر عابدين.
ويطل القصر على القاعدة البحرية في الإسكندرية، وهو ما يجعل موقعه استراتيجياً للحكم، وبدأ محمد على في بنائه سنة 1834، ليضمه إلى قصوره التي كان يملكها في الإسكندرية مثل قصر المحمودية وقصر إبراهيم باشا .
وتم الاستعانة في بنائه بمهندسين أجانب منهم المهندس الفرنسي سيريزى بك، والذي استقدمه محمد على سنة 1828 لإنشاء دار الصناعة والإشراف عليها، كما شارك في بنائه مهندسان آخران هما روميو والمسيو ليفرويج.
وقد تم بناء القصر على الطراز الأوروبي الذي كان شائعا في الإسكندرية، نظرا لكثرة الجاليات الأجنبية الموجودة هناك في تلك الفترة، وبنى في البداية على شكل حصن، ولا يوجد من القصر القديم حاليا سوى الباب الشرقي الذي أدمج في بناء القصر الجديد، ويتكون من 6 أعمدة جرانيتية تعلوها تيجان تحمل عتباته سبع دوائر من النحاس كتب بداخلها: "العدل ميزان الأمن"، و"حسن العدل أمن الملوك"، و"العدل باب كل خير"، و"اعدلوا هو أقرب للتقوى"، ويحيط به تمثالان لأسدين، تتوسطهما كتلة رخامية بها طيور ودروع ونسران متقابلان، وكتب بوسطها اسم محمد على وتاريخ 1261 هجرية.
وأعيد بناء هذا القصر في عصر الملك فؤاد على طراز يواكب العصر الحديث على يد المهندس الإيطالي فيروتشى، الذي بنى قصر الحرملك بالمنتزه، وتكلف 400 ألف جنيه، وأصبح مشابهاً لقصر عابدين ولكنه أصغر منه، وكان بجانبه محطة للسكك الحديدية خاصة تصل إلى داخل القصر، مخصصة لانتقالات الملك فاروق.
وبعد قيام ثورة يوليو سمح الثوار للملك فاروق بمغادرة مصر من قصر رأس التين مستقلا الباخرة " المحروسة " .
قصر " المنتزه " .... بالإسكندرية ..
بناه الخديوي عباس حلمي الثاني عام 1892، ويقع داخل حدائق تعرف باسم "حدائق المنتزه" وهى من أهم المنتزهات في الإسكندرية حالياً، ومن المعالم الأثرية الباقية في قصر المنتزه برج الساعة الشهير وكشك الشاي الذي بنى على الطراز الروماني والمطل على شاطئ البحر المتوسط ليشرب فيه الملك وحاشيته "شاي العصارى"، أثناء مناقشة أمور الحكم، إضافة إلى سينما الأميرات المجاورة لقصر الملك، وهى عبارة عن حديقة غناء لها سور ضخم ، وبها حائط كبير مجهز لعرض أفلام السينما لتسلية الأميرات.
يتكون قصر المنتزة من مبنيين، الأول "الحرملك"، الذي يتبع مؤسسة الرئاسة، والثاني "السلاملك" الذي كان مخصصاً لاستقبال الضيوف والاجتماعات، وخصص في عهد الملك فاروق ليكون مكتباً خاصاً للملك ومقراً للضيافة ويضم 14 جناحاً ملكياً، و6 غرف فاخرة.
وأثناء الحرب العالمية الأولى، تم استخدام القصر كمستشفى عسكري ميداني، وعقب ثورة يوليو 1952، تم تحويل القصر إلى فندق.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.