جاء خطاب المستشار الجليل عدلي منصور ليضيف إلي شخصه مزيدا من الاحترام وحب المصريين فقد عبر عن إخلاصه ووطنيته للوطن الغالي بالحرص علي تقديم عدد من الأفكار والمقترحات التي استخلصها من خلال خبرته في الرئاسة وخاطب المشير عبد الفتاح السيسي بكلمات نابعة من وطنيته وانتمائه لمصلحة مصر وشعبها. وقد مست هذه الأفكار والمقترحات جوانب مختلفة اجتماعية وأخلاقية وإدارية وسياسية، وفي إعتقادي ان إعمالها سيساعد حتما علي تخطي الأزمات الصعبة التي تمر بها البلاد . ورغم أهمية كافة المقترحات التي حددها في خطابه إلا انني أعتقد ان ما يتعلق منها بالجوانب الإدارية تعد اسسا هامة للنجاح في تحقيق الأهداف، ليس فقط علي مستوي إدارة الدولة، بل هي واجبة التفعيل في جميع المنظمات العامة بالدولة التي تخدم المواطن وتنفذ السياسات العامة بها. فقد أكد الخطاب علي بعض الأسس الإدارية أهمها: - إعلاء مبدأ الشوري، فقد قال المستشار عدلي منصور في حديثة: أَسْتَمِعُ لِلجَميعِ .. وأُقِيمُ الشُّورَي.. ثُمَّ اَتَّخِذُ الْقَرَاراتِ الْمُناسِبَةَ .. وأَتحمَّلُ مَسْئوليَّتَهَا أَمامَ اللَّهِ والْوَطنِ .. فَلَقَدْ حَرَصْتُ فِي كَافَّةِ هَذِه الْخُطُواتِ .. أنْ أُطَبِّقَ وأُعْلِيَ مَبْدَأَ الشُّورَي .. ودِيمُقراطِيَّةَ اتِّخَاذِ الْقَرارِ . فبحق فإن التمسك بمبدأ الشوري يساعد علي تحقيق الأهداف المرسومة بقدر كبير من النجاح والفعالية ويعد إعمالا لقوله تعالي: فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَي اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ [ آل عمران:159]. - وبالنسبة لديمقراطية اتخاذ القرارات: فلا حاجة للقول انه من الخطورة أن ينفرد القائد بسلطة اتخاذ القرارات التي يراها مناسبة بإرادته المنفردة دون مشاركة من مستشارين أو مرؤوسين. فمن المتفق علية عملياً وعلمياً ان سلامة القرارات وفاعلياتها تتوقف علي جودة عملية صناعتها من خلال البحث عن جميع القرارات البديلة لعلاج المشكلات المستهدف حلها او الموضوعات المطلوب معالجتها واختيار افضلها الأقل في آثارها السلبية سواء المباشرة اوغير المباشرة، ويتطلب ذلك مشاركة الخبراء والمختصين والمستشارين واستطلاع الآراء المختلفة وجمع البدائل منهم ودراستها. ولا ننكر انه قد يستلزم الأمر استطلاع آراء ممثلين للمجتمع المدني عند صنع بعض القرارات الهامة التي تمس مصالح بعض القطاعات المجتمعية والتعرف علي آرائهم قبل إصدار القرار . ولذا كان المستشار عدلي منصور صائبا عندما اشار إلي اهمية الحوار المجتمعي مع قطاعات الشعب وفي مقدمتهم الشباب مستقبل الأمة. - حسن اختيار المعاونين: وخاطب المستشار عدلي منصور الرئيس المنتخب المشير عبد الفتاح السيسي بقولة « وأَقولُ لَهُ أَحْسِنْ اِخْتِيارَ مُعَاونِيكَ.. فَهُمْ سَنَدُكَ ومُعِينُوكَ عَلَي مَا سَيُواجِهُكَ مِنْ مُشكِلاتٍ دَاخِليَّةٍ صَعبَةٍ» فمن المعلوم ان المعاونين لهم دور حاسم في أغلب الأحيان في سلامة القرارات التي يصدرها رئيس الجمهورية فهم مصدر اساسي للمعلومات والبيانات التي يعتمد عليها في صنع القرارات . وعلي ذلك فإنه من الأهمية أن يتم اختيار المعاونين علي درجة كبيرة من الأمانة في عرض المعلومات من جانب، ولديهم الكفاءة والخبرة التي تؤهلهم من حسن انتقاء وجمع المعلومات وتحليلها واستخلاص النتائج من جانب آخر. ايضا يشير علماء الإدارة ان خطورة المعاونين تتمثل في أنه أحيانا ما يشكلون تنظيما غير رسمي داخل ديوان الرئاسة ويتحكمون في إختيار المعلومات المسموح بعرضها علي الرئيس. وبعبارة آخري قد يتعمدون اخفاء بعض المعلومات لأغراض مختلفة عادة لاترتبط بالصالح العام. وتتجلي خطورة المعاونين إذا ما أعلوا مصالحهم وأغراضهم الشخصية علي المصلحة العامة مما قد يسئ إلي شخص رئيس الدولة، لذا فللمستشار عدلي منصور كل الحق في الحرص تقديم هذه التوصية لإدراكه الدور الهام الملقي علي عاتق معاوني رئيس الجمهورية في صنع القرارات السياسية العليا. ومن التوصيات الهامة أيضا والتي طرحها المستشار عدلي منصور هو ضرورة مواجِههُ مُشْكِلَاتِ الْوَاقِعِ السِّيَاسِي والْاِقتِصَادِي والْاِجتِمَاعِي وأن نعمل في نفس الوقت علي الإهتمام بالتخطيط لمُستَقبَلِ هذا الوطن ونضع الخطط الَّتِي تَعمَلُ عَلَي تَأمِينِ مُستَقبَلِ هَذَا الْوَطَنِ وأَبنائه . وترجع أهمية هذه التوصية في ابرازها لأهمية التخطيط المستقبلي بجانب مواجهة المشكلات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، إذ لا يمكن تحقيق التنمية المنشودة إلا بالتخطيط الجيد، وتحديد الأهداف المستقبلية ومراحل تحقيقها . فمن الضروري تبني التخطيط كمطلب أساسي مهم للتقدم والتنمية .