إنه «حسين محمود عبدالعزيز» رجل صعيدي منياوي مهندم الملبس محبوب من الكافة. «حسين» حقا إنه حسن السيرة، وحسن الخُلق، فرغم بشرته ذات السمرة ككل أبناء الصعيد بدرجات متفاوتة، فإنه لم يحمل السمرة والسواد إلا في بشرته لا قلبه وفؤاده. «محمود» الصحبة والمعاشرة، لم أره إلا باشا ضاحكا، مبتسما فكها. ما وجد شخصا قريبا كان أو بعيدا في ضيق أو تعب إلا وهرول إليه، محاولا التخفيف عنه وإزالة ما به مما ألم وضجر. «عبدالعزيز» عبد مصل عالم بفروض ربه، أول من يستعد للصلاة، ولعل من حسن الخاتمة زيارته هو وأسرته إلي بيت الله الحرام في مارس الماضي، عمرة مقبولة وذنب مغفور إن شاء الله. «حسين محمود عبدالعزيز» أول من استقبلني في جريدة «الاخبار»، كان بمثابة الاخ والصديق علمني حسن التعاون والتكاتف. تميزت شخصيته بأمرين: حبه لاتقان ما يعمل. فهو لا يتقن ما يقوم به فقط، بل يخالط الاتقان شغاف قلبه، مصداقا لقول الرسول: «إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه». الاصلاح بين الناس: فهو اجتماعي بطبعه، يحكمه الناس بينهم راضين بما يقول ويخرج في كثير من الاحيان مغرما نتيجة تعنت احد الطرفين. ورغم ذلك يكون سعيدا عملا بقول النبي: «من اصلح بين اثنين اصلح الله امره وأعطاه بكل كلمة تكلم بها عتق رقبة، وبات مغفورا له» ولا اقول ما قال العقاد في وصيته: ولا تذكروني بالبكاء وانما.. اعيدوا علي سمعي القصيد فاطربا. بل اقول: ولا تذكروني بالبكاء وانما.. اعيدوا الصلح بين الناس فاطربا.