سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
«الأخبار» تخترق قرية الموت بأسوان الوزير غاضبا في مستشفي بلا أطباء تحاليل: الملاريا من النوع الحميد
علاج مجاني للمسافرين للسودان.. وسباق مع الزمن لردم المستنقعات
يبدو ان مصر ستظل منكوبة بمسئوليها الذين لا يحركون ساكنا الا عندما تقع الكارثة. الكارثة هذه المرة في اسوان وبالتحديد احدي قراها التي تواجد تفشي الملاريا فيها، «الاخبار» هنا تخترق القرية، تسير في شوارعها العتيقة، تحاور مواطنيها وتلتقي بالمصابين المرضي. بالامس قام الدكتور عادل عدوي وزير الصحة بزيارة لمستشفي حميات أسوان للاطمئنان علي اوضاع الحالات المرضية المصابة بالملاريا المحجوزة هناك، رافقه خلال الزيارة اللواء مصطفي يسري محافظ أسوان، والدكتور محمد عزمي وكيل اول وزارة الصحة، ود. عمرو قنديل وكيل اول وزارة الصحة للطب الوقائي ود. منصور كباش رئيس جامعة أسوان والعديد من القيادات الاخري. بدأ وزير الصحة الزيارة بتفقد مناطق المستنقعات والتي يتم ردمها منذ ايام للقضاء نهائيا علي مصدر البعوض الحامل لفيروس الملاريا، حيث تابع سير أعمال الردم ثم توجه الي مستشفي حميات ادفو لتفقد المرضي المصابين ومراقبة أعمال المعمل واجراءات فحص عينات الدم. واكد عدوي خلال الزيارة ان الحالات المحجوزة الان بالمستشفيات 11 حالة فقط وذلك بعد ان خرجت حالتان من المستشفيات بعد تماثلها للعلاج بالاضافة الي اثبات سلبية حالة اخري، موضحا انه لا يوجد مصل للمرض بل هو علاج دوائي مؤثرمن اول جرعة واضاف عدوي انه يتم أخذ عينات من اهالي المرضي وذويهم والمخالطين للتأكد من خلوهم من المرض حيث تم سحب نحو 901 عينة ولم يثبت ايجابية سوي 13 حالة منهم مشيرا الي انه من أهم الاجراءات سرعة عزل المريض عن باقي الاهالي. وأوضح خلال تصريحات خاصة ان هذا النوع من الملاريا حميد لا يؤدي الي اية مضاعفات وهو ايضا محصور داخل بؤرة واحدة في مصر فقط وهذا لم يمنع ان نقول ان الدولة خالية من المرض لاننا نعني بهذا السبل الوقائية والاحترازية والتي تعد هنا علي أكمل وجه مدللا بذلك سرعة اكتشاف اول حالتين. وفي واقعة غريبة قام وزير الصحة بترك معمل المستشفي غاضبا بعد ان بدأ يتحاور مع الفنيين هناك واكتشف عدم وجود أي طبيب تحاليل وعندما سأل عن السبب أكد له مدير المستشفي انه لا يوجد سوي طبيب واحد وهو متفرغ للدراسة، في الوقت هذا نهرهم وزير الصحة موضحا انه من اين يتم اثبات صحة التحاليل اذا لم يكن هناك طبيب تحاليل. انتقلت «الأخبار» داخل قرية العدوي والتي ظهرت بها حالات الإصابة بمرض الملاريا لتنقل بعدساتها الحقيقة المجردة في البداية وجدنا تزاحما كبير أمام أحد المنازل لنكتشف وجود لجنة مخصصة من الصحة لأخذ عينات من كافة اهالي القرية والبالغ عددهم 4500 مواطن، حيث اصطف الاطفال والكبار كل امام منزله لأخذ عينة منه ووضع رقم مخصص عليها لفحصها. ثم توجهنا الي منزل ابراهيم دياب مزارع وهو أحد المرضي الذين تماثلوا للشفاء وخرجوا أمس من المستشفي بعد ان انهي اجراءات العلاج. في البداية يقول لنا "ابراهيم" أعمل مزارعا بقرية العدوة وخلال عودتي من العمل يوم 25 من الشهر الماضي شعرت بارتفاع شديد في درجة الحرارة ورعشة وصداع والام في الظهر، فقمت بالذهاب الي المستشفي وهناك نصحوني بالذهاب لمستشفي حميات اسوان لعمل تحليل فذهبت ومعي 8 افراد يشكون من نفس الاعراض، وبعد انهاء التحاليل أثبت اني ومعي اخر حالاتنا ايجابية والسبعة الاخرين سلبية وعلي الفور تم ارسالنا في سيارة اسعاف الي مستشفي حميات ادفو وهناك تم إعطاؤنا محاليل وجرعات للعلاج لمدة 6 أيام حتي تم عمل 3 عينات واثبتت انها سلبية فقاموا بإخراجي فورا. والتقت «الاخبار» بوالدة أول مريض بالقرية حيث أكدت انها لاحظت ارتفاع حرارة اطفالها البالغين من العمر 7 و11 سنة وعندها ذهبت لحميات ادفو الذين قاموا بتحويلهم الي اسيوط بعد ان اشتبهوا في الحمة التيفودية، وتضيف انهم بعد اسبوع اكتشفوا اصابة اطفالها بالملاريا وفورا تم اعطاؤهم العلاج. وفي إطار الإجراءات الاحترازية والوقائية لمواجهة انتشار مرض الملاريا أعطي محافظ أسوان مصطفي يسري توجيهات للمسئولين عن ميناء السد العالي بتشديد إجراءات الكشف والفحص الطبي علي جميع المسافرين والقادمين ضمن الرحلات النيلية بين الميناء وميناء الزبير بوادي حلفا بالسودان صرح بذلك المهندس أسعد عبد المجيد رئيس الهيئة العامة لميناء السد العالي والذي أكد علي أن هذه الإجراءات تتم بشكل ثابت ودائم باعتبار أن الميناء هو بوابة مصر الجنوبية علي السودان وأفريقيا أيضاً من خلال الرحلات الأسبوعية للباخرتين سينا وساق النعام والتي يرافق كل رحلة منها طقم طبي كامل مكون من 5 أطباء منهم 3 مصريين وسودانيان يقومون بالمتابعة الطبية لكافة الركاب أثناء الرحلة والتي تستغرق حوالي 17 ساعة، وفي حالة اكتشاف أي حالة اشتباه يتم عزلها لحين الوصول للميناء، لافتاً بأنه عند قدوم الباخرة من السودان وقبل وصولها للميناء بمسافة 500 متر يتم الدفع بطاقم من الطب الوقائي لإجراء عملية الفحص والكشف الطبي لجميع الركاب والعاملين .