المالكى لا يزال اكراد العراق المستاؤون من الحكومة المركزية في بغداد يتطلعون إلي استقلال اقليمهم المتمتع بحكم ذاتي، لكن جل ما يريدونه في هذه المرحلة هو: استبدال رئيس الوزراء نوري المالكي. وقال محسن (35 عاما) وهو ينظف نظارات شمسية امام دكانه في اربيل، كبري مدن اقليم كردستان العراق، متحدثا لوكالة فرانس برس ان "سياسة المالكي المناهضة للاكراد لم تكن جيدة". ويرغب محسن بأن يأتي رئيس وزراء "يتعامل بمساواة مع جميع قوميات ومكونات الشعب العراقي". وواجه رئيس الوزراء الشيعي نوري المالكي الذي يسعي للحصول علي ولاية ثالثة في الانتخابات البرلمانية التي أجريت الأسبوع الماضي، الاكراد في المحافظات الكردية الثلاث اثر خلافات حول الاراضي وتقاسم الثورة والسلطة. وانتقد رئيس اقليم كردستان العراق مسعود بارزاني بصورة متكررة المالكي، واتهمه باحتكار السلطة.كما اعرب عن خشيته من ان يستخدم المالكي طائرات "اف 16" التي طلب العراق شراءها من الولاياتالمتحدة ضد، الاكراد، ودعا إلي اقالته من منصبه. ويقول طارق جوهر المرشح لمجلس النواب ان "المالكي لم يكن مفيدا للاكراد ولا لأي عراقي، وحان الوقت لانتخاب رئيس وزراء جديد". ورأي جوهر الذي ينتمي إلي حزب الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة الرئيس جلال طالباني ان سياسات رئيس الوزراء والحكومة "صعدت التوتر بين الاكراد والعرب، وبين الشيعة والسنة كذلك. وقال ان "صدام حسين رحل، لكن سياساته وإرثه ما زالا في عقلية الكثير من القادة العراقيين". ويشبه جوهر تصرفات المالكي بتلك التي كان يمارسها الرئيس العراقي الراحل صدام حسين الذي شن عملية عسكرية ضد الاكراد اسفرت عن مقتل الاف. واوضح ان "صدام حسين توجه إلي الخيارات العسكرية ضد الاكراد، والمالكي استخدم العقوبات الاقتصادية ضدهم". ويشكو السياسيون الاكراد من عدم تسلمهم حصتهم البالغة 17 بالمئة من الموازنة الاتحادية، كما ينتقدون بشدة ما يعتبرونه تأخيرا للمدفوعات في السنة الجارية، ما تسبب بصعوبات مالية اضطر معها الاقليم إلي عدم دفع رواتب موظفيه. وكثيراً ما دخلت حكومة اقليم كردستان في سجال مع الحكومة الاتحادية في سلسلة من الخلافات خصوصا الخلاف حول مساحات شاسعة من الاراضي التي يريد الاقليم ضمها اليه ضد ارادة بغداد، فيما تسعي الحكومة الاتحادية للسيطرة علي عائدات الاقليم النفطية. ويعد قرار اقليم كردستان بالتعاقد مع شركات عالمية للتنقيب عن النفط في الاقليم نقطة خلافية اخري مع بغداد التي تري ان كل اتفاقات الطاقة يجب ان تجري تحت اشرافها حصرا. ورأي جوهر ان تعامل بغداد مع اقليم كردستان في الفترة الاخيرة ساهم في تقسيم العراق، وان رغبة الاكراد في الاستقلال تزايدت اثر ذلك. ويجمع الاكراد الذين تمت مقابلتهم في اربيل علي تأييد استقلال اقليم كردستان ورفض بقاء المالكي في السلطة. وقال بيستون (35 عاما) وهو احد عناصر قوات الامن الكردية (البيشمركة) انه يريد "استقلال كردستان والانفصال عن العرب". واوضح رجل الامن الذي كان يرتدي زيا عسكريا ويحمل بندقية ومخازن رصاص اضافية ان "العرب دائما ما يظلموننا، وهم قد يحاولون ذلك مرة اخري". ورأت تاراز (25 عاما) وهي طالبة جامعية ان "الحكومة الاتحادية تسيء التعامل مع الاكراد" مؤكدة انها "تفضل الاستقلال كثيرا". واوضحت "انا لا اشعر اننا جزء من العراق". ولعل احد ابرز الصعوبات التي يواجهها استقلال كردستان هو الاقتصاد، فالاقليم بحاجة إلي انتاج كميات كافية من النفط لتغطية العائدات التي تصله من التمويل الاتحادي المفقود حاليا، وهو ما لم يتحقق حتي الآن. وفي هذا الصدد يقول جوتيار عادل المرشح الذي خاض الانتخابات البرلمانية عن الحزب الوطني الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني رئيس الاقليم الذي يبدو انه لا يدعم الانفصال في الوقت الحاضر "علينا ان نحصل علي استقلال اقتصادي قبل الاستقلال السياسي".