الابحار في عالم الحب مهمة عسيرة محفوفة بالمخاطر من كل جانب، ورغم صعوبتها وخطرها الا ان كاتبنا الكبير احمد رجب، يقدم عليها بكل جسارة وسخرية ايضا، ويأخذنا معه ليطوف بنا غمار هذا العالم الساحر والمثير، فاتحا أمامنا ابوابا واسعة نطل منها علي اسراره واعراضه وتوابعه، من خلال كتابه الرائع «يخرب بيت الحب»، الذي يضم بين ضفتيه استعراضا ساخرا وعميقا لمكنون تلك العلاقة الساحرة والمثيرة التي تربط الرجل والمرأة، وتوردهما موارد النعيم احيانا أو الجحيم احيانا اخري. وفي طوافه يقول لنا الساخر الكبير «ان الحب هو الاكذوبة الوحيدة الرائعة التي نصدقها رغم تكرار اكتشافها، وهي اكذوبة تستغرق عادة مداها الزمني دون ان يستطيع احد انتزاعنا منها بنصيحة، فالانسان لا يستطيع التخلص من الحب إلا بالزواج». ويستطرد «انه ليس شرطا ان تؤمن بالحب حتي تقع فيه، فالحب يختارك ولا تختاره، وعندما يختارك فعليك ان تقبل بكل شروطه، ومن شروط الحب احيانا ان تقع تحت وصاية انسان آخر، او تحت نفوذه، يسعدك حينا ويشقيك في معظم الاحيان، ومع ذلك هو انسان مدهش لا مثيل له في العالم، فالانسان الذي تحبه هو دائما انسان كامل، مع ان الانسان الكامل لا يوجد ولا حتي في كتب الخيال العلمي». ويؤكد بثقة «انه لا يوجد عاشق عاقل، وكل العشاق مجانين، والحب يشترك في اعراضه مع جميع الامراض العقلية والنفسية، وكما ينتهي جنون الاكتئاب احيانا بالانتحار ينتهي جنون الحب احيانا بالزواج، فكلا الفعلين لا يأتيه انسان عاقل». ويحذرنا كاتبنا الساخر الكبير بأن الحب لا يعترف بالسن، وفي ذلك يقول: «عندما يقتحم الحب حياة اثنين فهو لا يطلب البطاقة الشخصية كي يعرف كم عمره وكم عمرها ليبقي او يرحل،..، ولا تتوهم او تتوهمي انك التقيت به او بها في الزمن الخطأ، لمجرد ان الطرف الاخر يصغرك بسنوات مثلا،..، وقد يوجد في الحب انسان خطأ ولكن لا يوجد الزمان الخطأ او الزمان الصحيح، فالحب زهرة برية جميلة تنبت بلا موعد وتتفتح بلا تاريخ». وخلال طوافه في بحار الحب العميقة، يغوص كاتبنا الساخر الرائع بنا في اغوار النفس البشرية المتأججة بالمشاعر والاحاسيس، التي صاغت ولاتزال تاريخ الانسان علي الارض الذي هو في مضمونه وجوهره قصة الحب بين الرجل والمرأة.