عيار 21 الآن بالمصنعية.. سعر الذهب اليوم الخميس 21-8-2025 بعد الارتفاع الكبير    روسيا تفرض قيودًا على الطيران في مطاري كالوجا وساراتوف لأسباب أمنية    كيم جونغ أون يحيي جنوده المشاركين في القتال إلى جانب روسيا    قصف إسرائيل ل جباليا البلد والنزلة وحي الصبرة في قطاع غزة    «لازم تتعب جدًا».. رسالة نارية من علاء ميهوب لنجم الأهلي    عاجل- درجة الحرارة تصل 42 ورياح.. بيان مهم من الأرصاد يكشف حالة الطقس اليوم الخميس    سامح الصريطي بعد انضمامه للجبهة الوطنية: لم أسعَ للسياسة يومًا.. لكن وجدت فرصة لخدمة الوطن عبر الثقافة والفن    «الشيخ زويد المركزي» يبحث مع «اليونيسف» ووزارة الصحة تأهيله كمركز تميز للنساء والتوليد ورعاية حديثي الولادة    نائب ترامب: لقد غير النزاع اقتصاد أوروبا وآسيا.. ونحن بحاجة إلى العودة للسلام    وداعا لمكالمات المبيعات والتسويق.. القومي للاتصالات: الإيقاف للخطوط والهواتف غير الملتزمة بالتسجيل    فلكيًا.. موعد المولد النبوي الشريف 2025 رسميًا في مصر وعدد أيام الإجازة    مروة يسري: جهة أمنية احتجزتني في 2023 أما قلت إني بنت مبارك.. وأفرجوا عني بعد التأكد من سلامة موقفي    رجل الدولة ورجل السياسة    حين يصل المثقف إلى السلطة    أذكار الصباح اليوم الخميس.. حصن يومك بالذكر والدعاء    رئيس شعبة السيارات: خفض الأسعار 20% ليس قرار الحكومة.. والأوفر برايس مستمر    للرجال فقط.. اكتشف شخصيتك من شكل أصابعك    الآن.. شروط القبول في أقسام كلية الآداب جامعة القاهرة 2025-2026 (انتظام)    إصابة مواطن ب«خرطوش» في «السلام»    درجة الحرارة تصل 43.. بيان مهم من الأرصاد يكشف حالة الطقس اليوم    سعر السمك البلطي والكابوريا والجمبري بالاسواق اليوم الخميس 21 أغسطس 2025    عيار 21 بالمصنعية يسجل أقل مستوياته.. أسعار الذهب والسبائك اليوم بالصاغة بعد الهبوط الكبير    توقعات الأبراج حظك اليوم الخميس 21-8-2025.. «الثور» أمام أرباح تتجاوز التوقعات    ابلغوا عن المخالفين.. محافظ الدقهلية: تعريفة التاكسي 9 جنيهات وغرامة عدم تشغيل العداد 1000 جنيه    «عنده 28 سنة ومش قادر يجري».. أحمد بلال يفتح النار على رمضان صبحي    تعاون علمي بين جامعة العريش والجامعة المصرية اليابانية للعلوم والتكنولوجيا    لماذا لا يستطيع برج العقرب النوم ليلاً؟    استشاري تغذية يُحذر: «الأغذية الخارقة» خدعة تجارية.. والسكر الدايت «كارثة»    90 دقيقة تحسم 7 بطاقات أخيرة.. من يتأهل إلى دوري أبطال أوروبا؟    "تجارة أعضاء وتشريح جثة وأدلة طبية".. القصة الكاملة وآخر مستجدات قضية اللاعب إبراهيم شيكا    استخدم أسد في ترويع عامل مصري.. النيابة العامة الليبية تٌقرر حبس ليبي على ذمة التحقيقات    الجبهة الوطنية يعين عددًا من الأمناء المساعدين بسوهاج    الصحة في غزة: ارتفاع حصيلة ضحايا المجاعة وسوء التغذية إلى 269 بينهم 112 طفلًا    الجنائية الدولية: العقوبات الأمريكية هجوم صارخ على استقلالنا    شراكة جديدة بين «المتحدة» و«تيك توك» لتعزيز الحضور الإعلامى وتوسيع الانتشار    ضربها ب ملة السرير.. مصرع ربة منزل على يد زوجها بسبب خلافات أسرية بسوهاج    شراكة جديدة بين "المتحدة" و"تيك توك" لتعزيز الحضور الإعلامي وتوسيع نطاق الانتشار    السفير الفلسطيني بالقاهرة: مصر وقفت سدًا منيعًا أمام مخطط التهجير    احتجاجات في مايكروسوفت بسبب إسرائيل والشركة تتعهد بإجراء مراجعة- فيديو    رئيس اتحاد الجاليات المصرية بألمانيا يزور مجمع عمال مصر    بعد التحقيق معها.. "المهن التمثيلية" تحيل بدرية طلبة لمجلس تأديب    بعد معاناة مع السرطان.. وفاة القاضي الأمريكي "الرحيم" فرانك كابريو    ليلة فنية رائعة فى مهرجان القلعة للموسيقى والغناء.. النجم إيهاب توفيق يستحضر ذكريات قصص الحب وحكايات الشباب.. فرقة رسائل كنعان الفلسطينية تحمل عطور أشجار الزيتون.. وعلم فلسطين يرفرف فى سماء المهرجان.. صور    ناصر أطلقها والسيسي يقود ثورتها الرقمية| إذاعة القرآن الكريم.. صوت مصر الروحي    طارق سعدة: معركة الوعي مستمرة.. ومركز لمكافحة الشائعات يعمل على مدار الساعة    عودة شيكو بانزا| قائمة الزمالك لمواجهة مودرن سبورت    "أخطأ في رسم خط التسلل".. الإسماعيلي يقدم احتجاجا رسميا ضد حكم لقاء الاتحاد    محافظ كفر الشيخ يقدم واجب العزاء في وفاة والد الكابتن محمد الشناوي    اتحاد الكرة يفاوض اتحادات أوروبية لاختيار طاقم تحكيم أجنبي لمباراة الأهلي وبيراميدز    جمال شعبان: سرعة تناول الأدوية التي توضع تحت اللسان لخفض الضغط خطر    كلب ضال جديد يعقر 12 شخصا جديدا في بيانكي وارتفاع العدد إلى 21 حالة خلال 24 ساعة    عودة المياه تدريجيا إلى كفر طهرمس بالجيزة بعد إصلاح خط الطرد الرئيسي    وفاة أكثر قاض محبوب في العالم وولاية رود آيلاند الأمريكية تنكس الأعلام (فيديو وصور)    افتتاح قمة الإبداع الإعلامي للشباب العربي بحضور هنو ومبارك وعمار وعبدالغفار وسعده    ما الفرق بين التبديل والتزوير في القرآن الكريم؟.. خالد الجندي يوضح    أمين الفتوى يوضح الفرق بين الاكتئاب والفتور في العبادة (فيديو)    طلقها وبعد 4 أشهر تريد العودة لزوجها فكيف تكون الرجعة؟.. أمين الفتوى يوضح    كيف يكون بر الوالدين بعد وفاتهما؟.. الإفتاء تجيب    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



يوميات الأخبار
غريبة.. في بيتها
نشر في أخبار اليوم يوم 27 - 04 - 2014

قال الله تعالي في سورة آل عمران آية 8 ربنا لا تزغ قلوبنا
بعد إذ هديتنا، وهب لنا من لدنك رحمة، أنك أنت الوهاب
سبق لنا الكتابة في هذا الأمر أكثر من مرة، ولا بأس من التكرار.. فالتكرار، كما يقول المثل يعلم... كما أن في الإعادة إفادة، فربما يأتي يوم، وما ذلك علي الله بعزيز تستيقظ فيه العقول وتسترد الأنفس وعيها المفقود وتسير في الطريق الصحيح.. لقد أوضحت أكثر من مرة المخاطر التي تحيط بالمجتمع، بل بالأمتين العربية والاسلامية كافة من جراء تفشي ظاهرة الرطانة الأجنبية، وهذه الظاهرة المخزية ليس لها نظير في الدول المتقدمة.. لقد أصبحت هذه الظاهرة شائعة بلا خجل في كثير من أمور حياتنا اليومية، تحت شعارات فضفاضة: من تعلم لغة قوم أمن مكرهم وشرهم.. وملاحقة التقدم العلمي العالمي وتطبيقاته التكنولوجية المتلاحقة.. ومادمنا قد رضينا بالتخلف عن ركب الشعوب النامية، فعلينا أن نقبل طوعا أو كرها بالتبعية اللغوية والثقافية للآخرين، قد يكون مرد ذلك لأسباب عدة، من أبرزها خضوعنا للاستعمار الأجنبي، قديما وحديثا بكل أشكاله وأطيافه، ولقرون عدة، ربما بأيدي بعض أبناء الوطن أو تحت غواية قوي خارجية قاهرة.. بهدف ان نظل عالة علي غيرنا، قانعين بالبقاء في مستنقع التخلف والفقر والجهل والمرض.. ورضينا في نفس الوقت ان بلادنا تصبح سوقا استهلاكية رائجة لمنتجات الدول المتقدمة تحت شعار الانفتاح علي العالم، الانفتاح الاقتصادي، وهو انفتاح غير مدروس، تزدهر فيه الرأسمالية الطفيلية وتتوحش.
الغرب يجني ثمار تقدمه علميا وتكنولوجيا، ثراء وحياة حرة كريمة لمواطنيه.. ويملكون قوة المعرفة والاستفادة منها، في الهيمنة والسيطرة علي الشعوب المغلوبة علي أمرها، وتظل غارقة في الفقر وتكتوي بنار التبعية.
لقد أهملنا تدريس اللغة العربية، لغة القرآن الكريم، في مدارسنا وجامعاتنا الحكومية، وليت كان اهتمامنا باللغة العربية يتكافأ مع اهتمامنا بالرطانة الأجنبية لأصبح الأمر مقبولا.. واهتمامي باللغة العربية، لا يأتي من باب التعصب المرذول، بل إنني أحد الداعين إلي تعلم اللغات الأجنبية وإجادتها إجادة تامة.. من أجل الوقوف علي أسباب تقدم الشعوب الناهضة، ولمزيد من تحصيل «المعارف» وتبادل الخبرات، فقد خلقنا الله شعوبا وقبائل لنتعارف، ولو شاء الله عز وجل لجعل شعوب الأرض كافة، أمة واحدة.
وما انتفع قوم بعلم لم يزرعوه في أرضهم، ولسنا بدعة في ذلك، فأمامنا دول متقدمة، عرفت هذه الحقيقة، فعملت علي رعاية لغتها الوطنية، لأنها تحترم نفسها وثقافتها وتحافظ علي هويتها القومية، لذلك يتم التدريس والتعليم بلغاتها، فيشب الأبناء منذ نعومة أظفارهم محبين للغتهم، ولديهم انتماء حقيقي للغة والوطن.. وليس انتماء شكليا، صوريا، كما يحدث عندنا.. في مصر والأمتين العربية والإسلامية، بالرقص والأغاني وتضخيم الذات بلا مقومات حقيقية، وكثيرا ما تسمع: باحبك يا مصر.. يا مصر يا أم الدنيا، وبهتافات سئمناها لفسادها.. التي أوصلتنا إلي ما نحن فيه من تخلف، اكتفاء بأننا ابناء حضارة سبعة آلاف سنة أو يزيد، وفي الحقيقة هي سبعة آلاف سنة حجارة..
لقد غزت المدارس الدولية والجامعات الوافدة تحت مسميات أجنبية لجذب الأبناء وأولياء الأمور للالتحاق بها.. واصبحت الشهادات الأجنبية قاتلة للشهادة الوطنية.. الثانوية العامة.. وسارع رأس المال المصري الطفيلي في الشراكة الأجنبية، بإنشاء جامعات تحت مسميات أجنبية منها مثلا: الجامعة الألمانية، والفرنسية، والكندية، والأمريكية واليابانية والايطالية والصينية، بهدف تحقيق أكبر عائد من الربح.. مع أن التعليم رسالة قبل أن يكون تجارة.
ويزداد الأمر غرابة عندما لا نهتم باللغة العربية مع أن دستور البلاد ينص علي أنها اللغة الرسمية للدولة، وأنها أساس التدريس والتعليم في المدارس والجامعات الحكومية، غير واعين بأن اللغة، أي لغة، هي أداة التواصل بين ابناء الوطن الواحد، باعتبارها الوعاء الثقافي الذي يحمي ويصون تراث وثوابت الأمة من الضياع.. فاليابان مثلا، حكومة وشعبا يقدسون لغتهم الوطنية، كذلك يفعل الألمان والفرنسيون والصينيون.. إلخ.. أما نحن فقد أصبح الاندفاع نحو التغريب عنوان التحضر والرقي، ويبذل انصار هذا التوجه الخبيث جهودا كبيرة ليدفعوا باللغة العربية إلي الانزواء، مكانها متاحف التاريخ، وظهر ذلك واضحا في الخطاب الرسمي للحكام والوزراء وفي الصحف، وكثير من المثقفين، معظمهم يتعثر في نطق اللغة العربية، وانظر ايضا إلي مذيعي ومذيعات الفضائيات، يعطون اهتماما أكبر بالرشاقة والملابس، اكثر من اهتمامهم باللغة العربية ووصل الحال إلي الطب، والاطباء، فالتشخيص، والعلاج، ونشرات الأدوية تكتب باللغة الأجنبية مع أن المرضي من الكفور والنجوع والمناطق الحضرية لايعرفون غير اللهجة المصرية الدارجة.
إن الشعوب المحترمة تدرس وتعلم وتفكر وتكتب وتبدع بلغاتها أولا، وتثني بلغة أو أكثر، عندما تدعو الضرورة إلي ذلك، فإذا ضاعت اللغة الوطنية، ضاع الوطن كله، من منطلق ان من تعلم لغة السيد.. صار عبدا له، وعونا له علي تحقيق أطماعه التي تمهد لابتلاع الوطن كله، ويتم ذلك للأسف، بأيدينا.. واذكر انني حضرت ندوة بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية، جامعة القاهرة، في نهاية عقد الثمانينيات من القرن الماضي عن الاقتصاد المصري واقعه ومشكلاته، وكان المتحدث الخبير العالمي د. عبدالشكور شعلان المدير الاقليمي للبنك الدولي، وممثل المجموعة العربية في البنك، وحضرها جمهور كبير، خبراء، ومواطنون عاديون، فقد كانت الدعوة عامة، وأذكر من بين الحضور الكاتب الكبير الأستاذ محمد حسنين هيكل، وبدأ د. شعلان حديثه باللغة العربية، يتحدث بصراحة عن أمراض الاقتصاد المصري ومقترحات العلاج، وفجأة بعد ربع ساعة، جاء موظف بالكلية مهرولا وسلم عميد الكلية رسالة عاجلة، وتبدو أنها من جهة مسئولة، ومال العميد علي د. شعلان وهمس في أذنه بكلمات، بعدها تحول الحديث من اللغة العربية إلي اللغة الانجليزية، ومن المؤسف ان الحوار الذي دار باللغة الانجليزية، لم يكن مصحوبا بترجمة إلي اللغة العربية، وكان الهدف ألا يعرف الحضور، وهم من عامة الشعب، وبطبيعة الحال لا يجيدون اللغة الانجليزية، وضع الاقتصاد المصري، وشروط البنك الدولي.. وخرج الناس حياري، اكتفاء بشرف الحضور «!!».
كل شيء يتغير
نقضي وقتا طيبا مع شاعر متعدد المواهب.. فهو استاذ الفلسفة الاسلامية بأكبر جامعات الشرق، جامعة القاهرة، عراقة، ورسوخ فكر ... ابن دار العلوم حيث تزدهر اللغة العربية، وتحيا.. انه الشاعر د. حامد طاهر، النائب السابق لجامعة القاهرة لاكثر من فترة، لشئون التعليم والطلاب، وقد اخترت هذه القصيدة: كل شيء يتغير.
تقول كلماتها:
كل شيء يتغير.. موجة البحر التي كانت تلاقيني بشوق واصطخاب.. لوعة الحب التي كنت اعانيها.. وآمال الشباب.. ووجوه الصحب.. لم يبق من الصحب سوي بعض شجون وسراب.. والليالي نفسها صارت كئيبات.. ودفء الحلم ذاب.
كل شيء يتغير.. الاناشيد التي كانت تشد العزم في القلب الفتي.. اصبحت رجع انين متهالك يتلوي وقعها في اذني.. والاغاني حين كانت تملأ الآفاق، تروي عطش العشاق بالصوت الندي.. لم تعد الا بقايا زفرات.. من حداء بدوي!
كل شيء يتغير.. نكهة الخبز وطعم الشاي في اثناء الفطور وعناوين الجريدة اصبحت مح ض خرافات من الماضي.. وما عادت جديدة، صدئت كل الاواني، وسعي النمل بأركان المكان، وعلي وجه المرآة بعض الذكريات.. كلها كانت حياة.. ثم ماتت.. مثلما الاحساس مات!
كل شيء يتغير.. هذه الالوان كانت ناصعات وخدود الورد كانت ناضرات.. وصفير البلبل الفريد منسابا علي كل الجهات.. صارت الالوان ابهت، وخدود الورد جف الماء منها، ومشي فيها الذبول، هجر البلبل عشه واختفي قبل المساء وأتي من جانب التل صراخ ونباح وثغاء.
هذه اللحظة كانت فاصلة، رحبت بالارض ابواب السماء.. حذرتني قائلة: ان في الليل شياطين كثيرة، وكذا طول النهار، فتحت عيني علي وجه حقيقي، ووجه مستعار.. ميزت في شاطيء البحر أمامي.. كل أنواع المحار.. لم يهتز عقلي بين شك وضياع، صار ضوء الحق أنصع واختفي الباطل من كل البقاع.
هكذا اصبحت انسانا جديدا وفريدا.. غير أن العمر ضاع!
احذر غضب الديكتاتور!
يحكي التاريخ قصصا ومرويات عن طرائف وقعت أحداثها في عصور سابقة.. وليس الغرض من هذا السرد التسلية أو تضييع الوقت أو التندر إنما القصد منها العبرة والعظة.. وهي دليل واضح عن بعض السمات الشخصية وما يجري فيه من أحداث، في تلك الازمان.
تقول الطرفة كما كتبها رائد الصحافة الحديثة في مصر والعالم العربي الاستاذ مصطفي أمين : أن أحد الوزراء العباسيين، كان يتحدث دائما عن يومين للقيامة، القيامة الكبري، والقيامة الصغري.. وسأل الحاضرون الوزير ما هما هاتان القيامتان، قال الوزير: أما القيامة الصغري فهي تلك التي اخبرنا بها الله في كتبه السماوية، يوم يهلك الخلق جميعا، ثم يبعثون ليقضوا امام الله يؤدون الحساب قبل دخول الجنة والنار.. اأما القيامة الكبري، فهي يوم يغضب «علي الخليفة»..!!
حرية الصحافة مصونة
وما دمنا نعيش في حضرة التاريخ.. وهو يروي قصة حقيقية، من واقع الحياة السياسية في مصر المحروسة.
يقول التاريخ انه في سنة 1924 - كتب محمد حسين هيكل رئيس تحرير جريدة السياسة سلسلة من المقالات - هاجم فيها الزعيم سعد زغلول رئيس مجلس الوزراء بقسوة واتهمه بأنه نصاب ومشعوذ ودجال، وأنه خان ثقة الشعب وباع مصر للانجليز، وتصور انصار سعد زغلول انه سيغلق جريدة السياسة الي الأبد.. وسيعلق المشنقة للصحفي الذي اتهمه بالخيانة العظمي، ولكن سعد زغلول تقدم ببلاغ للنائب العام ضد د. محمد حسين هيكل وقدمته النيابة الي محكمة الجنايات متهما بإهانة رئيس الوزراء، ونظرت محكمة الجنايات القضية برئاسة احمد طلعت باشا رئيس محكمة الاستئناف وترافع عنه المحامي الكبير توفيق دوس باشا، وتصادف ان مات شقيق المحامي يوم المحاكمة فبدأ مرافعته قائلا: تركت مأتم أخي لأحضر مأتم الحرية!
وحكمت المحكمة ببراءة محمد حسين هيكل وقالت في حيثيات الحكم، انه مادام سعد زغلول تعرض للعمل العام، فيجب ان يتحمل النقد، وان من حق الصحفي ان يقول عنه انه نصاب ومشعوذ ودجال ومنافق وخائن وباع مصر للانجليز، وان هذا نقد مباح للرجال العموميين.
واحترم سعد زغلول الحكم ولم يقبض علي المستشارين ولم يطلب من البرلمان ان يصدر قانونا يحمي فيه رئيس الوزراء وزعيم الامة من النقد المباح وغير المباح.
ومن الغريب ان حكومة الوفد برئاسة الزعيم مصطفي النحاس باشا رئيس الوزراء وخليفة سعد زغلول تقدمت الي البرلمان في عام 1952، بمشروع قانون يحمي الملك فاروق وأسرته من النقد، باعتبار الملك ذاتا مصونة لا تمس، وقامت الصحافة بواجبها في ذلك الوقت واسقطت المشروع.. وأصبح المشروع وصمة عار في جبين من فكروا فيه وصاغوه..! وما أشبه الليلة بالبارحة.
نعم الصحافة صوت الشعب.. يصون القضاء حريتها.
إلاما الخلف!
بعد نجاح ثورة 30 يونيه 2013 احتدم النقاش واستشري الخلاف والصراع بين ابناء المصير الواحد والهدف المشترك.. وشاعت وانتشرت بين الناس كلمات خبيثة، العمالة والخيانة.. بما ينذر بمخاطر كثيرة تهدد أمن وأمان الشعب المتطلع الي المستقبل، وحياة حرة كريمة.
لقد كان شعار ثورة 23 يوليو 1952 كما جاء علي لسان أول رئيس جمهورية لمصر الرئيس محمد نجيب : الاتحاد، والنظام، والعمل.. وما أحوجنا الي تطبيق هذا الشعار بقوة، لنعيد بناء الانسان المصري.. وتعود مصر الي سابق عهدها، قوة انتاج وصلابة اقصاء، وعدالة اجتماعية، نحن في أمس الحاجة إلي هذا الشعار اكثر من أي وقت مضي.. بعد ان طفت علي سطح الحياة اردأ ما فيها من سلوكيات رديئة وتخلف وألفاظ بذيئة.. اصابت الشخصية المصرية بتقاليدها الراسخة في مقتل.
ونفس ما تمر به مصر هذه الايام، مرت به بعد نجاح ثورة 1919، وبعد صدور اول دستور مصري لحكم البلاد عام 1923 الذي حقق قدرا من الاستقلال الوطني، وفي غمرة هذه الانتصارات، نسي البعض الثورة وشهداءها وجرحاها، وبدأ ما يسمي بصراع المثقفين علي المغانم والجري وراء كراسي الحكم لتحقيق منافع شخصية بعيدا عن الثورة وأهدافها النبيلة وادار هذا الصراع هذه الفئات التي تطلق علي نفسها مثقفين الذين يجيدون دائما اللعب علي الحبال غير مبالين بما يتهدد الشعب من مخاطر، هؤلاء الذين يظهرون فجأة من تحت الارض لخطف ثمار الثورة والمتاجرة بها، وعادة بعد الثورات يكثر مدعو الثورة، وما اكثرهم في هذه الايام.. الذين يعملون علي إذكاء الخلافات بين ابناء الوطن الواحد، ليضمنوا لأنفسهم مكانا في الصفوف الاولي في أي نظام جديد يأتي ليحكم.
وقد هال امير الشعراء احمد شوقي ان يري ما يحدث من صراع علي الساحة السياسية في ذلك الوقت، وبحس وطني مرهف ومن شدة خوفه علي الثورة اغتنم مناسبة الاحتفال بمرور 17 سنة علي وفاة زعيم الوطنية المصرية الشاب مصطفي كامل باشا الذي دافع عن حرية الوطن واستقلاله وتحدي الاستعمار البريطاني الجاثم علي صدر البلاد في عنفوانه وجبروته مطالبا برحيل الاستعمار عن مصر، في هذه الاحتفالية في عام 1925، ألقي أمير الشعراء قصيدته الخالدة: شهداء الحق الداعية الي نبذ الصراعات، مطالبا بالوحدة والتضامن لتنعم مصر بالثورة يقول فيها: إلاما الخلف بينكمو إلاما.. وهذه الضجة الكبري علاما.. وفيما يكيد بعضكمو لبعض.. وتبدون العداوة والخصاما.. الخ.
وقانا الله شر المكائد.. وخسة التصرفات، وتدني الاخلاقيات.
مقال في كلمات
هذا المسئول حل كل مشكلات مصر علي صفحات الصحف والقنوات الفضائية.
إذا ذهب الحياء، لم يعد!
الإنسان يبني الحصون والزمان يهدمها.
شباب كسول.. شيخوخة متسولة!


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.