محمد عبدالمقصود أخيرا استقل سفينة الانتخابات الرئاسية مرشحان فقط هما عبدالفتاح السيسي وحمدين صباحي.. وهما من الرموز الوطنية التي لا يختلف عليها أحد.. فكل منهما له تاريخه النضالي من أجل حرية وكرامة هذا الشعب العظيم وتحقيق العدالة الاجتماعية.. وكل منهما يؤكد انه ينتمي فكريا للرئيس الزعيم الخالد جمال عبدالناصر. ولهذا فانني أطالب المرشحين واعضاء حملتيهما الانتخابية أن تكون الدعاية للبرنامج الانتخابي لكل منهما قائمة علي الشفافية الخالصة.. وأن يكون الحديث عن آلام وآمال المواطن البسيط واقعيا. لانريد شعارات براقة خاوية المضمون.. بل نريد برامج واقعية تعمل علي مواجهة الأزمة الاقتصادية الطاحنة.. وتتيح الحياة الكريمة للمواطن البسيط الذي دفعته برامج الحكومات السابقة ليلتقط غذاءه من صناديق القمامة.. نريد حلولا عملية مدروسة للمشاكل الاجتماعية التي طفت وطغت علي السطح.. والجميع يعرفها جيدا.. نريد تحقيق الأمن الاقتصادي والاجتماعي للأسرة المصرية وليس فقط الأمن الشرطي.. نريد ماكينات المصانع المتوقفة تعود للدوران وفق برامج زمنية محددة.. نريد السواقي تدور لتروي الارض العطشي.. نريد رؤية شاملة للتعامل مع قضية جوهرية مثل قضية سد النهضة الاثيوبي.. لانريد شعارات قد تضر ولاتنفع.. لانريد ان يخدعنا مرشح بعبارات رنانة.. وقعها جميل علي الأذن ولكن غير قابلة للتحقيق. أناشد مسئولي الحملتين ان تكون المنافسة بين الرجلين شريفة.. لامجال فيها للتجريح ولا التخوين.. ولا الاساءة.. نريد أن نقدم للعالم أجمع نموذجا محترما للمنافسة الانتخابية الراقية.. ليس فيها ابتذال ولو امتهان لكرامة.. ولاتلميحات غامضة يفسرها البعض علي هواه نريد كل منهما أن يركز فيما سيفعله فقط.. ولا دخل له بما سيفعله المنافس الآخر.. فالشعب المصري الآن يمكنه بسهولة أن يفرز كل ما يقال له ويصل بحدسه وحسه الفطري الي الحقيقة في كل ما يعرض عليه.. لا مجال لديه للخطب الرنانة.. ولا مخاطبة المشاعر بعبارات جوفاء.. فقد شبع من كل ذلك طوال عقود أحالته الي ما هو فيه الآن من ازمات اقتصادية.. وتدهور اجتماعي وانقسام في الرؤي.. وظهور طبقات طفيلية تأكل علي كل الموائد.. وتقدم خدماتها لكل من يدفع دون النظر لمصلحة الوطن.. واصبح الصوت العالي هو المهمين.. أما اصحاب الفكر فقد أثروا السلام وابتعدوا عن المشهد تاركين الساحة لمن يعشقون الظهور في القنوات الفضائية.. وانصح كلا المرشحين بعدم الاسراف في الدعاية.. وتوجيه هذه المبالغ لتنفيذ مشروعات تخدم الغلابة من ابناء هذا الشعب.. وكما قلت في البداية فان كلا المرشحين معروف جيدا للناخبين ولامجال للمزايدة. أتمني أن تمر الفترة المتبقية علي يومي الانتخابات في هدوء وان يفطن الجميع الي محاولات زرع الفتنة واثارة الضغائن بين مؤيدي السيسي وحمدين.. وان يفوتوا الفرصة علي اذناب الجماعة الارهابية الذين سيحاولون افشال الانتخابات بكل الوسائل حتي لاننجح في تنفيذ خارطة المستقبل باستحقاقاتها المتبقية وعلي رأسها انتخاب رئيس الجمهورية.. تمني أن يتصافح المتنافسان عقب اعلان النتيجة وان يهنيء من لم يحالفه الحظ منافسة الفائز لأن كلا منهما قدم نفسه لابناء وطنه خادما للشعب.. وان يتمني له التوفيق. بل ويقدم خدماته وافكاره التي كان ينوي تنفيذها له لأن مصلحة الوطن العليا فوق الجميع.. وليوفق الله اكثرهما اخلاصا للوطن وقدرة علي تحقيق آمال الشعب وليعينه الله علي تحمل المسئولية الجسيمة التي وضعت فوق كاهله. انني متفائل بمستقبل هذا البلد طالما بين أبنائه من يعمل علي تقدمه ونهضته.. واناشد كل أبناء الوطن ان يعملوا يدا بيد وكتفا بكتف من اجل رفعه بلدهم مصر.. وعاشت مصر حرة أبية وعاش شعبها معلما للانسانية علي مدي التاريخ.