عمرو جلال المادة العاشرة من دستور 2013 الذي وافق عليه اغلبية الشعب تقول .. »الأسرة أساس المجتمع، قوامها الدين والأخلاق والوطنية، وتحرص الدولة علي تماسكها واستقرارها، وترسيخ قيمها الأخلاقية وحمايتها«...ما فعله دولة رئيس الوزراء ابراهيم محلب عندما اوقف عرض فيلم »حلاوة روح« هو اول تطبيق عملي لهذه المادة..بغض النظر عن تشدق البعض بحرية الابداع ..فإن القرار حاز علي تأييد الكثيرين واولهم فنانون ومخرجون مبدعون.. اكثر الدول تقدما وتحررا قامت بمنع ارتداء الحجاب لانها رأت في ذلك تهديدا لقيمها ...فلماذا السخط والصخب علي قرار هدفه الاصلاح .. قد يكون ما فعله محلب سيزيد من نسب مشاهدة للفيلم باعتبار ان الممنوع مرغوب وكما تم مع افلام اخري مماثلة مثل حمام الملاطيلي وخمسة باب .. ولكن ما حدث هو خطوة لاصلاح عوار لجان المصنفات الفنية ولجان المشاهدة في ماسبيرو التي تسيير وفقا للاهواء والمصالح وليس لاي اعتبارات فنية او ابداعية.. الفيلم يكتب عليه للكبار فقط لكن معظم من يقومون بمشاهدته هم في سن الطفولة.. لايوجد في دور العرض من يمنعهم ..الربح اولا واخيرا.. في كل العالم المتحضر الدولة تحمي المراهقين والاطفال ..اذا كانت الاسرة منحلة فالدولة تقف بالمرصاد تحمي وتمنع وتراقب ..الاباحية منتشرة في اوروبا لكن الطفل هناك مصان حتي ال18 عاما علي الاقل..لكن الطفل المصري محاصر ببذاءة ومشاهد الدراما والشتائم في الشارع والتباهي بالتدخين وشرب المخدرات .. بنفس المادة العاشرة من الدستور اطلب من الدولة ان تأخذ حق المجتمع من مدرب كاراتيه المحلة عبد الفتاح الصعيدي ..اصبح محل تباه بين المراهقين صفحات انشئت علي مواقع التواصل باسم عنتيل المحلة .. تحمل صوره تتحدث عن فحولته وممارسته الفاحشة مع اكثر من 30 إمرأة .. بعض القانونيين يؤكدون انه سيحصل علي البراءة لانه لم يقبض عليه متلبسا... لو حدث فأين حق المجتمع؟.. هل من المفترض ان يصبح قدوة لرجولة الشباب... واين عقاب هؤلاء الساقطات؟ شجاعة أنثي هدير الشرقاوي وساره كحله واسماء دعبيس..ثلاث فتيات من محافظة البحيرة لا تعرف الفًضائيات والصحف عنهن شيئا ..قررن عدم الصمت علي ظواهر استشرت في المجتمع كالسرطان..سكوت البنت علي التحرش بها او ممارسة العنف ضدها لا يجوز ..في عام 2011 قمن بتأسيس حركات لتوعية الفتيات في محافظة تحتل المركز الثالث في اعلي معدلات التحرش بعد القاهرة والاسكندرية..بعد اشهر قليلة نجحن في تأجير مقر صغير من اموالهن ليكون مركزالاجتماعات اعضاؤه الذين زادت اعدادهم .. اطلقن عليه اسم « انثي »..تحية الي كل فتاة شجاعة تحاول ان تغير الواقع ولا تكتفي بدور الضحية..المركز بدأ في تدريب الفتيات علي كيفية الدفاع عن انفسهن لحظة التحرش بهن وكيف يستنجدون بقوات الامن ..ارقام هواتف اعضاء المركز اصبح سلاحا تحملنه الفتيات داخل حقائبهن للحصول علي النجدة السريعة ... المشكلة التي يواجهونها ان نسب التحرش بالمحافظة تزايدت بين الأعمار الصغيرة وسن المراهقة، حتي أصبح هناك الطفل المتحرش..الاحصائيات تؤكد أن أكثر الأماكن التي يحدث بها تحرش أمام المدارس وقت انصراف الطالبات وفي الجامعات وفي المواصلات العامة خاصة وقت الذروة وبوسط البلد وبالميادين العامة وبأماكن العمل..الظاهرة اصبحت تلزم بضرورة وجود ضابطة شرطة امرأة وباحث اجتماعي بأقسام الشرطة ..داخل جميع محطات مترو كوريا الجنوبية التي قمت بزيارتها توجد شاشات تعرض مواد اعلامية لتوعية الركاب بجريمة التحرش ..الفتيات الكوريات يرتدين ملابس قصيرة جدا ..ورغم ذلك حالات التحرش لديهم تعتبر ظاهرة كونية نادرة ..العقوبات لديهم صارمة..اي متحرش لايعاقب فقط انما تصبح فضيحته »بجلاجل« ..فالشرطة ترسل اخطارات الي محل عمله ومنطقة سكنه وموقعه الاليكتروني ويصبح منبوذا من الجميع .. بوسائل بسيطة نجحوا في علاج ازمة كبيرة ..فهل نستفيد من تجارب دول سبقتنا؟!