محمد الغباشى في تطور مفاجيء كلف رئيس وزراء المملكة المتحدة ديفيد كاميرون الأجهزة الامنية لمعرفة فكر وأنشطة جماعة الاخوان المسلمين في بريطانيا ومدي أرتباط الجماعة بحادث قتل السياح الكوريين في الاتوبيس السياحي بسيناء المصرية في فبراير الماضي. وتلقفت اجهزة الاعلام العربية والمصرية خاصة الخبر كمن حقق نصرا مبين وتباري الكتاب والمحللون تفسير التصرف الحكومي البريطاني علي عدة اشكال فتارة تجد من يهلل للموقف الخليجي وان الرئيس الامريكي اوباما أثناء زيارته للسعودية قدمت له وثائق تثبت تورط الاخوان في اعمال إرهابية في مصر وخططهم المستقبلية في دول الخليج وعلي رأسها السعودية والامارات وقيام الولاياتالمتحدة بإبلاغ بريطانيا مما دفع كاميرون لاجراء التحقيقات المزعومة. وتيار اخر دفع بحرص بريطانيا علي مصالحها الاقتصادية مع السعودية والامارات فالإمارات تتصدر دول الخليج والشرق الأوسط في حجم التبادل التجاري مع بريطانيا بقيمة 8.4 مليار جنيه إسترليني سنوياً في حين تأتي السعودية في المرتبة الثانية ب 6.8 مليار جنيه إسترليني بإجمالي التبادل التجاري بين بريطانيا والسعودية والإمارات يصل إلي 15.2 مليار جنيه إسترليني، مقابل 4 مليارات جنيه إسترليني مع قطر الذراع الامريكي الراعي للارهاب في المنطقة العربية تضامنا مع تركيا الحالمة بدور اقليمي يعيد موروثا اجتماعيا بغيضا ومكروها لخلافة عثمانية بائدة وهنا يطرح السؤال هل تطل صفقة اليمامة برأسها من جديد وتعود احداث منتصف ثمانينات القرن الماضي عندما هددت السعودية بوقف الصفقة مع بريطانيا ولجأت إلي شركة «داسو» الفرنسية للحصول علي طائرات حربية منافسة للطائرات البريطانية فهل تحول المملكة العربية السعودية وجهها بعيدا عن بريطانيا. ويبارك اخرون تلقي وزير الخارجية المصري نبيل فهمي اتصالا من نظيرة البريطاني وليام هيج بحثا خلاله العلاقات الثنائية بين البلدين، فضلا عن عدد من القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك فيما صرح المتحدث باسم الخارجية المصرية أن القرار الذي اتخذه رئيس الوزراء البريطاني بالبدء في إجراء تحقيقات عاجلة حول الدور الذي تقوم به جماعة الإخوان انطلاقا من الأراضي البريطانية، ومدي ارتباط تنظيم الإخوان بأعمال العنف والتطرف. يأتي هذا بعد الاداء الباهت للخارجية المصرية وعدم قدرتها علي اداء الدور المنوط بها لبيان وتوضيح مسئولية الجماعة الارهابية عن اعمال العنف والارهاب. ان تاريخ بريطانيا كأكثر الدول صلة بجماعة الإخوان منذ تأسيسها في عام 1928 حيث تعتبر نشأة الإخوان مشروعًا بريطانيًّا خاصة أن حسن البنا مؤسس الجماعة تلقي اول دعم مالي من السفارة الانجليزية بالقاهرة. أضف الي ذلك استضافة بريطانيا للعديد من قيادات الاخوان والهاربين من العدالة في مصر ودول عربية لقيامهم باعمال عنف بدعاوي حرية التعبير عن الرأي.. ان علاقات بريطانيا مع الجماعات والعناصر الإسلامية المتشددة لم تكن في بلدان الشرق الأوسط فقط وإنما كانت داخل بريطانيا نفسها. فعندما طلبت مصر ابو حمزة الهارب في لندن لمحاكمته في جرائم إرهابية، رفضت السلطات البريطانية كما رفضت الطلب الذي تقدمت به اليمن عام 1999 لتسليم نفس الشخص. وتشير الوثائق البريطانية إلي أن المسئولين هناك اتصلوا بأبوحمزة عام 1997 عندما كان إمام مسجد «ليوتن» وطلبوا منه العمل مخبرا ينقل لهم أخبار باقي المجاهدين وكان اسمه الحركي «دامسون بري»، وبدون علم الشرطة البريطانية التقت المخابرات البريطانية معه كما عقد عدة لقاءات لصالح المخابرات الفرنسية التي كانت تريد معلومات حول الجماعات الإسلامية في الجزائر.