فتاة تم تشويه وجهها بسلاح أبيض عندما تمكنت "الأخبار" من الدخول الي العائلات الدابودية ونقلنا بالكلمة والصورة بعض الجوانب الانسانية التي خلفتها مذبحة أسوان وعدنا القاريء بنقل صورة أخري من الجانب الأخر في عائلة بني هلال وبالأمس نجحنا في التسلل الي منازل قبيلة بني هلال لننقل هذه الصورة الحية التي تبدأ علي لسان خيرية عبدالرحيم لتفجر مفاجأة حول السبب المباشر للمشكلة فقالت ليست في رسوم أو عبارات مسيئة نقشت علي جدران المدرسة الميكانيكية الصناعية ولكن أصل المشكلة هو تصدي شبابنا من أبناء بني هلال للدفاع عن فتاة مغتربة طالبة بكلية التربية من مضايقة شديدة لشباب من الدابودية فاستنجدت بشبابنا الذين حاولوا الذود عنها من التحرشات التي لاتليق بأن تحدث لفتاة مغتربة وسط عائلاتنا وبالفعل قامت أحدي السيدات باحتضانها وادخالها الي المنزل واستنجدت بشباب العائلة الذين لقنوا الأخرين درسا في الأخلاق وأوسعوهم ضربا وطاردوهم فحدثت حالة احتقان جددتها تلك العبارات المسيئة التي انتهت بأن اتفق عواقل العائلتين علي انهائها يوم الأحد مع بداية الأسبوع الدراسي قبل أن ينقض النوبيون العهد. أما أميرة عرفة أحمد محمود 17 سنة قالت وهي تشير الي جرح غائر في وجهها رافضة أظهار الوجه وتقول ما شاهدته من ترويع يفوق كل تصور فقد كنت في الشقة بمفردي عندما سمعت طرقات باب متتالية ولم أكن أعلم بأي مشاكل أو مشاجرات بين العائلتين ولما تأخرت في فتح الباب فوجئت باطلاق الرصاص وكسر الباب فهرعت الي أخر الشقة فعاجلني البلطجية بالضرب والسحل وسحبوني من شعري وأخذوني وأحتجزوني في منازلهم وأحدثوا بي تلك الأصابات وانقذني أحد الجيران المخلصين وهو مؤذن بالمسجد استطاع أن يحررني منهم. وتقول والدة الطفل سعيد محمد عرفة 3 سنوات وهو طفل مصاب بشلل ناتج عن قصور في المخ أثر علي المراكز الحركية بالجسم فقالت اقتحموا بيتي وأوسعوني ضربا فتحملت وأنا أمسك بأبني المعاق الجالس علي كرسي متحرك ولم تشفع له نظراته الزائغة فحملوه وألقوا به في صندوق قمامة في الوقت الذي حرموني من السعي خلفه وكاد أبني أن يموت وسط القمامة أو يتعرض لمخاطر الكلاب الضالة والقطط المتوحشة لولا أن عثر عليه أهل الخير وانتشلوه قاموا بتسليمه لقسم أسوان أول الذي تعاطف معه تماما ونقلوه لمستشفي التأمين الصحي. فهل يعقل ان تنتهك حرمات المنازل وستر الحرائر والحاق الأذي بالمعاقين. وتقول أم عامر هؤلاء ليسوا بنوبيين فأهل النوبة ونحن نعيش معهم منذ زمن بعيد نأكل من طبق واحد ونشرب من اناء واحد ولكن من هاجمونا هم من أولئك البلطجية القاسية قلوبهم الذين اقتحموا منزل ابنة عم لي تدعي حنان شحاتة فأطلقوا عليها الرصاص وأردوها قتيلة في الحال ولم يرحموا دموع ولديها وهم أطفال عمرهما مابين 7 و5 سنوات. أما شيماء حسن والدة الطفلة روان حسين 7 شهور. فتقول بعد اطلاق النار الذي حدث في منطقة السيل الريفي تهجم علينا الدابوديون واقتحموا منزلي في شارع 10 وقاموا بكسر قفل المنزل بالرصاص ورغم علمهم أنني بمفردي في المنزل أوسعوني ضربا وحطموا محتويات المنزل ووصل بهم الغل لاطلاق النار علي الأجهزة المنزلية التي دمروها عن أخرها وأمسكوا بابنتي وكانوا سيلقون بها في النار لولا تدخل أهل الخير. أما هاشم محمد علي يقول كنت في منزلي بمنطقة زرزارة عندما داهمنا جحافل الدابوديين فاحتميت بأحد الأحواش وسمعت بوقع أقدامهم بالخارج ولم أجد مكان أختبيء به لا (جوال تبن) وشاهدتهم وهم يستولون علي 25 رأس ماشية بأبنائها وهي مصدر رزق معظم عائلاتنا التي تتاجر بألبان الجاموس والأبقار. ثم قاموا بعدها بأقتحام أحد الاحواش واشعلوا فيها النيران فأحرقوا الماشية وتركوها نافقة حتي تعفنت. ويقول رجب حسنين وكيل جمعية قبيلة بني هلال ان العلاقات بين العائلتين ممتدة منذ زمن بعيد فنحن نعيش كأننا أسرة واحدة متحابين متجاورين حتي بعد نشر العبارات المسيئة جلسنا مع يسن عبدالصبور أحد كبار الدابودية وعملنا ميثاق شرف للتصالح أما ياسر أحمد ضوي 35 سنة ميكانيكي فيقول كنت نائما في منزلي بمنطقة زرزارة فأيقظتني زوجتي مفزوعة وأخبرتني أنها تسمع طلقات نار فخشيت علي والدي الذي يبلغ من العمر 90 عاما وذهبت به الي منزل جاري المسقوف لحمايته وبعد انتهاء ضرب النار عدت لمنزلي فوجدته دمر بالكامل وشقيقي محمد أحمد ضوي مقتولا.