وصل رئيس الوزراء الروسي»ديمتري ميدفيديف« امس يصاحبه نصف أعضاء حكومته إلي القرم في زيارة مفاجئة ليصبح أكبر مسؤول يزور شبه الجزيرة منذ انفصالها عن أوكرانيا ضمها روسيا الشهر الماضي. وأكد ميدفيديف خلال اجتماع عقده مع وزرائه في عاصمة القرم وحضره رئيس وزراء »جمهورية القرم« سيرجي اكسيونوف ورئيس الجمعية الوطنية المحلية فولوديمير كونستانتينوف - انه »يجب ان يشعر سكان القرم انهم جزء من دولة قوية«، مضيفا ان القرم ستتحول الي »منطقة اقتصادية خاصة« مع اعفاءات من الضرائب لاجتذاب الاستثمارات. وحدد رئيس الوزراء الروسي خلال الاجتماع الذي خصص لبحث سبل التنمية الاجتماعية والاقتصادية للقرم ومدينة سيباستوبول - مهام الحكومة الروسية لا سيما في المجالات الاجتماعية مثل رفع رواتب التقاعد ورواتب الموظفين الرسميين والعسكريين لتصل الي المستوي الروسي وكذلك القطاع الصحي. وشدد ميدفيديف علي أن »كل نائب من نوابه وكل وزير من وزرائه يتحمل في إطار صلاحياته المسئولية الكاملة عن الوضع في القرم وسيفاستوبول«، مشيرا الي انه سينشئ وزارة جديدة لشؤون القرم، وتعيين أوليج سافيلييف علي رأسها. وزار مدفيديف مستشفي ومدرسة قبل ان يتوجه الي »سيباستوبول« حيث مقر أسطول البحر الاسود الروسي. وكانت كييف قد نددت بالزيارة ووصفتها بأنها »انتهاك فظ« لقواعد السلوك الدولي. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية إيفهين بيريبينيس ان »وزارة الخارجية الأوكرانية أعربت في مذكرة بموسكو عن الاحتجاج الشديد«. في الوقت نفسه أعلن وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو أن هيئة أركان القوات المسلحة الروسية تعمل حاليا علي وضع خطة لضمان الأمن في أراضي »دائرة القرم الفيدرالية«. ونقلت وكالة أنباء »إيتار- تاس« عن الوزير أثناء اجتماع ل»إدارة الدفاع عن الدولة« أن الخطة تشمل الفترة الممتدة حتي عام 2020. وأضاف ان »اجتماعا عقد بمشاركة قادة وزارة الدفاع وقادة المنطقة العسكرية الجنوبية في الجيش الروسي لبحث نشر تشكيلة من القوات الروسية في شبه جزيرة القرم وتعزيزها«. في الوقت نفسه أعلن المتحدث باسم هيئة الأركان الأوكرانية أوليكسي دميتراشكيفسكي امس ان القوات الروسية بدأت انسحابا تدريجيا من الحدود الأوكرانية. وكان مسئولون أوروبيون وأمريكيون قدروا في وقت سابق عدد القوات الروسية التي انتشرت في خطوة مفاجأة في المنطقة الحدودية بما بين 30 و40 الف جندي. وأكد المسئول الاوكراني ان موسكو لم تبلغ كييف رسميا بالإنسحاب ولذلك فإن سلطات بلاده لا تعلم السبب الفعلي لنقل موسكو لقواتها. وكان وزير الخارجية الامريكي جون كيري قد التقي امس الأول نظيره الروسي سيرجي لافروف في العاصمة الفرنسية باريس لبحث الأزمة الأوكرانية دون أن يتوصلا الي اي اختراق في الأزمة الاوكرانية. وصرح كيري بعد أربع ساعات من اجتماعه بلافروف إنهما ناقشا مقترحات للحد من تصاعد الأزمة الأوكرانية. ومن جهته قال لافروف »لن نقبل عملية لا تكون فيها الحكومة الشرعية في أوكرانيا حاضرة علي طاولة المفاوضات« مؤكداً أنه »لم تتخذ قرارات في شأن اوكرانيا من دون أوكرانيا«. وواصل لافروف محادثاته امس مع نظيره الفرنسي لوران فابيوس الذي غادر في وقت لاحق الي برلين حيث سيجتمع مع نظيريه الالماني والبولندي.