نرفض جميعا اية تصرفات غير اخلاقية تتم في مصرنا الحبيبة سواء كانت موجهة للسائحات او المصريات أو كل من يطأ قدمه علي تراب بلدي،ولكن الضجة المثارة الان حول إغتصاب سائحة بريطانية او التحرش ليس امرا مخزيا لنا فقط ؛ فكما يعلم الجميع أن الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون اتهم بالتحرش مع إحدي المتدربات في البيت الأبيض، ولم يخرج علينا احد من هناك ليقول انها اساءت لسمعة امريكا لم يحدث هذا. والإغتصاب ظاهرة موجودة وبشدة في الولاياتالمتحدةالأمريكية ولم يتوقف السائحون عن زيارة امريكا بل ويحلم الكثير من دول العالم الثالث بالحصول علي تأشيرة إقامة هناك باعتبارها بلد تحقيق الأحلام، والشاهد من هذا الحديث ان مصر لا يقلل من شأنها وقوع حالات إغتصاب او تحرش ولكن السؤال مالذي اوصلنا لهذا بعد ان كانت المرأة الأجنبية والمصرية محط إحترام وتقدير من المجتمع بأسره، بالطبع هناك اسباب منها وفقا لتقرير لصندوق السكان بالأمم المتحدة ان مصر من أكبر عشر دول تعاني الأمية،وفي تقرير لمنظمة العمل الدولية ان معدل البطالة في مصر بلغ 25%، وهما سببان كافيان لدفع العاطلين للتسكع في الطرق او الجلوس علي المقاهي لساعات طويلة والتحديق في برامج وأفلام تدعو بلا خجل الي الإباحية وتعاطي المخدرات وإرتكاب كل الأمور المثيرة لشباب لا يعمل وغير قادر علي الزواج لإرتفاع تكاليف الزواج ناهيك عن الحصول علي سكن، فكل ماسبق بلا شك يعتبر من اسباب انتشار مايعرف بظاهرة التحرش. ولو استعرضنا تقريرا صادرا مؤخرا عن مركز المعلومات بمجلس الوزراء المصري نجد ان غالبية الشعب المصري يفتقر للحاجات الأساسية للعيش الأدمي ويعدد التقرير هذه الحاجات وهي التغذية الكافية لممارسة العمل والوظائف الحياتية الأخري، وتأمين النمو الصحي للإنسان، فرصة عمل ليتمكن الإنسان من الحصول علي موارد يشبع بها حاجات معينة وتحقيق الذات، مأوي لائق بمرافقه من صرف صحي وغيره، وسائل للتنقل تحفظ للانسان احترامه من جانب الآخرين وتصون كرامته لا يتعرض من خلالها للإذلال والمهانة،وهناك عامل هام جدا وهو الحماية والأمان المجتمعي، واضف الي ذلك ضرورة وجود وقت للترويح عن النفس لتجديد القدرة علي اداء الوظائف الحياتية. عدم توافر هذه الحاجات الأساسية هو مايقلل من مكانة مصر وهو الذي نسعي جميعا لتحقيقه في مجتمعنا،وغياب هذا هو الفضيحة بمعني الكلمة، اما الصراخ الدائم لوجود حالة اغتصاب او تحرش فهذا نتيجة وليس سببا،وقبل هذا غياب الوازع الديني والبعد عن الله سبحانه وتعالي وعدم إتباع التعاليم الدينية التي تضمن للإنسان عدم الإنزلاق لمثل هذه التصرفات المشينة،مصر بلدنا تحتاج منا توفير اساسيات الحياة الكريمة بعدها لن نجد حالة تحرش واحدة،اما التفكير في تغليظ العقوبة وحدها ليس هو الحل. مجتمعنا في حالة من الضعف الأخلاقي لأسباب عديدة وحتي يتحقق الإتزان النفسي للمصريين يجب إيجاد حلول لمشكلة البطالة والجهل الذي يضرب في اعماق مجتمعنا واضعا حجرة عثرة امام اي نمو وتقدم. ضرورة عودة دور الوالدين ليصبحا القدوة والمثل في التصرفات الحميدة وليس مجرد سببا لجلب المال،التربية السليمة للابناء غائبة للاسف في معظم بيوتنا، علينا ان نستعيد دور الأم المربية الحقيقية التي تزرع كل ماهو جميل في نفوس ابنائها،دعنا من المظاهر الكاذبة التي يتبعها الكثير ومن اجل الحصول عليها يطأ كل قيم جميلة، احلم باستعادة معاني الشرف والنبل والمروءة والشهامة التي كنا نلمسها في الاجيال السابقة قبل الغزو الهمجي لمجتمعنا ممن يسعون لتقويض امتنا وانهيارها. ان صمام الأمن في كل هذا هو التقرب من الله والبعد عن كل مايغضبه ليس بالقول فقط ولكن بالعمل حينها سنجني ثمار حلوة يتذوقها كل الناس السائحين والمصريين بدلا من المرارة التي نتجرعها الآن.