برشلونه نجح فى العودة للمباراة وفاز على الريال 4/3 كتب «كلاسيكو» الريال والبارسا الشعر وعزف الموسيقي.. اللحن كان عالميا للبشرية كلها لكي تعرف أن اللعب «فن» ودراما وأبطال عباقرة، والمخرج (الذي هو الحكم) «أستاذ» لمن يريد أن يعرف معني «الشخصية» بكل المقاييس تستحق مباريات ريال مدريد وبرشلونة أن تكون «كلاسيكو» الكرة الأرضية و «القمة» التي يجب أن يصعد إليها سكان العالم لكي يستمتعوا بأوقات جميلة ويلقوا نظرة علي خفايا الجمال الذي تحمله كرة القدم في أعماقها.. وهي القاموس الذي يمكن لمن لا يعرف أو يهتم باللعبة أن يفتحه ويبحث فيه عن أسباب شغف الناس بهذه المجنونة المستديرة.. وهي الإجابة عن كل سؤال يستفسر عن سر المليارات التي تدير كرة القدم في العالم.. وإذا لم تشاهد الكلاسكو «الكوني» تكون كمن لم يشاهد الكرة في حياته.. وربما السيئة الوحيدة فيها وسط كل هذا الكم الهائل من الحسنات أنك عندما تشاهدها، لا تستطيع بعدها أن تتذوق مباريات أخري، فتظل «معدتك» لفترة طويلة مستعصية علي هضم ما تراه من كرة قدم أخري هذا عن الدهشة التي يصنعها الكلاسيكو للبشر.. أما عن آخر عرض له أول أمس.. فيمكن أن ترصد فيه الي جانب جريمة الأهداف «4» للبارسا و3 للريال.. ما يلي الفريقان يلعبان للأمام.. وليس في قاموس الأداء مفردات كثيرة عن الدفاع.. وإذا فكرا في الدفاع يكون الإعتماد أولا وأخيرا علي وسط الملعب قبل وصول المنافس الي المرمي الذي إذا نجح في الوصول يكون خطيرا ومزعجا.. يخطف الأبصار ويثير الإنفعال ويفرق شمل المدافعين اللاعبون مثل قطع الشطرنج تتحرك بحساب وتفكر قبل الحركة وتختار متي تستخدم خطة «نابليون» ومتي تنفذ «جملة» الهجوم بعدة «نقلات»... تفكر متي تغامر ومتي تكون حذرة ومتي تكون حرة التصرف خط وسط برشلونة هو الشريان التاجي الذي يحفظ القلب نابضا بانتظام وبدون «تفويت».. ولا أحد من المتنافسين يستطيع مقاومته لأن الفريق تأسس ليكون كله خط وسط «الضغط العالي» مصطلح جديد يسمعه المصريون لأول مرة ودخل مؤخرا للفضائيات العربية التي تتحدث في شئون الرياضة وليست مثل فضائياتنا التي تتحدث في شئون الأشخاص.. وهو ترجمة لضغط المهاجمين علي المدافعين وهم مستحوذون علي الكرة لمنع التحضير والايقاع بهم في الاخطاء .. وكان الريال بارعا في ذلك خلال الشوط الاول. ميسي دخل مؤخرا قائمة العباقرة وصعد الآن إلي منصة بيليه ومارادونا.. عندما يظهر يختفي من حوله وقد اختفي امامه رونالدو الذي حصل علي كرة ذهبية مشكوك في مصداقيتها.. ميسي «أيقونة» مواهب.. يسجل ويمرر بدقة أجهزة توجيه الاقمار الصناعية، ويهندس، ويراوغ ويفعل كل شئ مزعج للخصوم ومبهج للمشاهد. راموس وألونسو الجناح «المقاوم» في الريال.. هما عصب الشق الدفاعي.. إلا أن راموس يقدم المشهد بقدمه اليمني ويقدم الدموع بقدمه اليسري .. يفيد ويضر.. والضرر في اخطائه الشخصية التي جعلته حصالة كروت. لعب الريال بتركيز شديد علي ألفيس جناح برشلونة فأصبح في أحيان كثيرة لا يدافع ولايهاجم.. دي ماريا كان كلمة سر الريال.. ومن عجائب «تاتا» مدرب برشلونة أنه أكتشف السر ولم يتعامل معه حتي النهاية فضل اللاعب حرا طليقا يفعل ما شاء إلي أن حل به التعب. ماسكرافو ثغرة دفاعية دائمة في الخط الخلفي لبرشلونة بهفواته وقلشاته وتوهانه. بن زيما مهاجم الريال كان «المصب» الذي يأخذ من منبع دي ماريا ويسجل ويهدر الفرص في نفس الوقت. أفيستا «العبقري» أكبر مظلوم في تاريخ الكرة.. ظلمته اللعبة في عصر ميسي، وهو الذي يستحق كرة ذهبية.. يملك قدرة أعلي من أي نجم عالمي في السيطرة علي الكرة وكشف الملعب وتشتيت الدفاعات. الحكم كان عبقريا.. كفاءة وحسم وشجاعة واتزان وهدوء وصرامة.. قل ما تشاء في وصف «قاضي ملعب» كامل الأوصاف. «شرارة» فوز البارسا علي الريال «4/3» أعادت المنافسة الملتهبة علي اللقب بين القطبين ومعهما أتليتكو مدريد «الصامد» في الصدارة بصمت شديد ودون ضوضاء.