جودت عيد كان يعاتبني ومازال حينما اعبر بقلمي عن شخص ما أو أصف واقعة بعينها .. وفجأة تحول عتابه الي صراخ.. وبادرني بتساؤل صاحبه نبرة صوت عالية .. يابني ، انت لاتعرف مايحاك لمصر من مؤامرات.. نعم انت صغير ومهما تعلمت ووصلت الي ماانت فيه لن تكون مثلي، انا حاربت 9 سنوات.. وعاصرت ملكا واربعة رؤساء.. وعمري 76 عاما هل تسمع مني ولاتسمع لغيري. اصابتني رعشة .. لعلها اول مرة يصرخ ابي في وجهي.. اجبته انت والدي وهؤلاء اشقائي التسعة.. اجمعنا واخبرنا ماذا يحاك لمصر من مؤامرات وفقا لخبرتك.. حقيقة استجاب والدي واجتمعنا في (المندرة) كما نلقبها في ريفنا المكان المتسع في البيت.. وبدأ حديثه بكلمة واحدة.. ماسأقوله لكم.. لن يتحدث فيه احد ، لا، في مواصلات او مع اقرب الناس اليه.. اخاف عليكم، كما خاف سيدنا يعقوب علي ابنائه وفجأة خاطبني والدي.. قرأت يومياتك السابقه.. وتابعت رسالتك للتصالح.. في ان يبدأ الاعلام المصري والعربي برسالة واحدة الدم المصري كله حرام.. ولكن اخبرني ماهي النتيجة.. اجبته لاشئ.. الكل تكبر.ومصر الضحية. قال سأقول لك وماعليك سوي ان تحلل.. تعجبت من والدي كيف احلل واذا كان الامر كذلك لماذا اجتمع بنا.. قال من البداية.. لاتصنفني مع اي فصيل او توجه سياسي.. فهذا اسوأ امر في جيلكم، من يخالفكم اما جاهلا او متعصبا او ارهابيا او ليبراليا متعجرفا، او فلوليا.. او اشتراكي عنصريا قلت له تحدث فأنت والدي وانا اعرفك .. قال لاتقل انني اخواني.. حينما اطالبك بالدعوة لتشكيل لجنة مستقلة من سياسيين وعلماء دين وقضاةلاانتماء لهم يقومون بالتحقيق في جميع احداث العنف التي وقعت بعد عزل الرئيس مرسي.. وتقديم الجاني الي العدالة مهما علا شأنه.. وتدعو الي محاكمة كل من حرض في وسيلة اعلامية كانت لقتل مصري او تخريب منشأة او مؤسسة عامة او خاصة.. علي ان يكون شعار هذه اللجنة الدم المصري كله حرام.. وان تطرح حلا سياسيا.. تتبناه الحكومة قبل المعارضه وان تعلن ذلك صراحة للشعب.. وتبرئ ذمتك من الدماء التي تزهق يوميا في شوارع وأزقة مصر. اجبته.. هذا ليس موضوعنا .. اريد ان اعرف ماذا تريد ان تكشف عنه من مؤامرات.. قال، لاتستعجل يابني، ولاتكن مثل سيدنا موسي مع سيدنا الخضر. بادرني بتساؤل آخر.. قال لاتصفني بالفلولي، حينما اطلب منك الاتعزلني سياسيا.. وتتهمني بالفساد الذي ثبت القضاء انني بريء منه، ولاتصف كل من عمل في نظام مبارك بالفاسد.. وتعطيني الفرصة ان اعمل مع فريق آخر واقدم خبراتي التي اكتسبتها علي مدار السنوات الماضية.. والا تحاربني في الاعلام.. وتتهمني بقتل الثوار وسحلهم وسجنهم.. وتطالب بمحاكمتي ومصادرة اموالي. تعجبت من ابي.. اين مؤامراته.. خاطبني لاتتعجل.. وبادرني بتساؤل ثالث.. قال لاتصفني بالشيوعي والاشتراكي العنصري.. حينما اطلب منك الا تصفني بالطابور الخامس.. وان تستمع الي فكري.. وتتحاور معي.. وان تطلق الحريات وتوفر العدالة الاجتماعية وتعطي كل ذي حقا حقه.. وتؤمن بأليات الديمقراطية وألا تقيد حرية رأي او تعبير.. وان تدعو الي عدم محاكمة المدنيين عسكريا. صمت.. حتي لا أقاطعه هذه المرة.. فبادرنني قائلا.. لاتقل انني ناقم علي المجتمع وحقود.. حينما اطلب منك ان تطبق صور العدالة الاجتماعية في جميع مؤسسات الدولة.. علي ان تكون نتائجها ابن الفقير والمواطن البسيط. هنا نظرت الي اشقائي.. انهم لايتحدثون.. وكانهم يعرفون ماكان سيقوله والدي.. وهنا ادركت انني كنت في مؤامرة بين والدي واشقائي.. فصرخت هذه المرة في وجوههم.. سامحكم الله.. فبادرني والدي.. نعم نظمنا مؤامرة.. لكنها كانت عليك .. من اجل ان ترسل رسالتنا مرة اخري الي صاحب الشأن الذي يستطيع ان يجمع شتات هؤلاء المصريين الثلاثة في طاولة واحدة ويصلح بينهم ويحقق لكل شخص طلبه.، واستكمل والدي، لكن للعلم يابني سأخبرك في الجلسة القادمة، عن مؤامرات جديدة.. فبادرته، لااريد ، لانني لن اعيش في مؤامراتك مرة اخري..رغم احترامي لك.