اخذني الفضول لكشف غموض هذه الكتب ذات الغلاف الفاخر والتي توزع في السناتر لطلبة الثانوية العامة بسعر يحدده السنتر كما يشاء ويقبل عليه الطلبة بشراهة ككتاب صادر من قبل وزارة التربية والتعليم، الغموض يكمن في عدم وجود جهة أو مصدر للطباعة أو مؤلف يمكن الرجوع إليه أو رقم ايداع او حتي مقدمة. فقط لا يحمل علي غلافه الفاخر سوي مادة »كذا« للثانوية العامة. سألت احد مدرسي الثانوي فكان الرد ان هذا الكتاب يسمي »دليل التقويم« قاموا باعادة طبعه بطريقة جذابة لايراها سوي الطالب فقط ولا يتعرف علي محتواه سوي المدرس وبهذا يكون الكتاب بعيدا عن المساءلة اذا ما تسبب في ضياع مستقبل مستخدميه، واضاف المدرس ان هذا هو حال البلد هذه الايام.. كل شيء مباح ومستباح، ظللت أرثي حال طالب الثانوي الذي صار ملطشة لكل سائر في الطريق واصبح السنتر هو ملاذه الوحيد بعد ان أعياه البحث عن مجموعة صغيرة تقل عن المائة تسهل عليه الاستيعاب أو مكان هاديء يستطيع ان يلجأ اليه في حالة المذاكرة، هكذا طالب الثانوي هذا العام لم يجد من يحنو عليه أو يرفق به أو يقدم له العون سوي نار السنتر بعد ان وقف ضده الفصل والمدرسة، أما الوزارة والمديرية والادارة فقد تفرغوا لمتابعة حضور وانصراف المدرسين في مدارس خلت من الطلبة واذا ما وجدوا المدرسين منتظمين لوحوا بحد أدني وأقصي وزيادة المرتبات، وضاع الطالب في المنتصف وتحولت من ثانوية عامة إلي ثانوية سنتر وفي انتظار هيئة جديدة باسم »الهيئة العامة لبناء السناتر التعليمية«.