بطريقة درامية مثيرة للافلام الامريكية فوجئنا باستقالة الدكتور حازم الببلاوي رئيس الوزراء فأسعد الشعب بقراره الذي كان ينتظره بعد تزايد الاعتصامات والاضرابات واصحاب المطالب الفئوية المشروعة ويطالب بإقالة الحكومة المرتعشة الا اننا لم نفاجأ بتكليف المهندس ابراهيم محلب بتشكيل الحكومة. فقد كانت هناك تسريبات في الصحف بأنه المرشح لتولي رئاسة الحكومة الجديدة رغم ما يناله من بعض الاتهامات بتعاونه في عملية قصور الرئاسة التي يحاكم فيها الرئيس الاسبق مبارك ونجلاه التي قدمها النائب العام لحكومة الاخوان المجرمين ورئيسها المعزول مرسي. الحكومة الجديدة هي حكومة »مكس« من وزراء الببلاوي وتغيير قد يصل الي المجموعة الاقتصادية ودمج وزارتي الشباب والرياضة ومن المؤكد خروج كل من د. حسام عيسي التعليم العالي وطاهر ابوزيد وزير الرياضة ومها الرباط وزيرة الصحة.. فوزير التعليم العالي لم يستطع السيطرة علي الجامعات وتزايدت اعمال العنف من طلاب الاخوان وكان مترددا في مواجهتم ووزير الرياضة بسبب الاهلي اولا ثم اللجنة الاوليمبية فلم يستطع السيطرة علي الاندية والتعاون والتعامل معها ووزيرة الصحة بسبب قضيتها مع نقابة الاطباء وعدم قدرتها علي السيطرة علي اعتصامات واضرابات الاطباء ووزير التموين الذي لم يستطع التحكم في اسعار السلع الغذائية والتموين وتوفيرها وتركها للمستغلين. الحكومة الجديدة التي يقوم المهندس ابراهيم محلب بتشكيلها لا تمتلك رفاهية الوقت بل كما قال هو نفسه حكومة مقاتلين من اجل مصر وانا اتمني ذلك فنحن نحتاج الي وزراء مقاتلين فعلا.. ولكن هل مدة الحكومة الجديدة التي قد تبلغ 6 اشهر فقط تملك من المقومات علي حل مشاكل مصر في هذه المدة الزمنية القصيرة.. اعتقد ان المهندس محلب لا يملك عصي موسي لحل هذه المشاكل العميقة بل نحتاج الي ان يطرح اولا تصورا بالمشاكل ذات الاولوية للمصريين ووضع جدول زمني لحلها وتوفيرها خلال هذه المدة المقترحة وفي مقدمة هذه الاولويات الامن والاستقرار والقضاء علي الارهاب الدولي والمنظمات الارهابية في سيناء وفي داخل البلاد ثم الاولوية الثانية توفير الخدمات الاساسية للمصريين وحل مشكلة المطالب الفئوية لوقف الاعتصامات والاضرابات وتحويلها الي طاقات انتاجية.. وثالث هذه الاولويات هو الاستثمار والمصالحة مع رجال الاعمال وتشجيع المستثمرين علي العودة الي مصر ولن يرجع المال العربي والاجنبي المستثمر إلا في ظل الامن والاستقرار لمصر.. اذن مشكلتنا ومشكلة هذه الحكومة هو توفير الامن والاستقرار ورابع هذه الاولويات هو ما قام به محلب شخصيا بالانتهاء من المشروعات التي لم تكتمل فعلي الحكومة ان تعد دراسة بالمشروعات التي لم يكتمل في المحافظات والعمل اولا علي استكمالها وتمويلها الي طاقات انتاجية.. لانريد استكمال المباني للرفاهية الان لمكاتب الوزراء والمحافظين.. نريد من محلب الانتقال الي مواقع اضرابات العمال والسائقين والاطباء وحل مشاكلهم. ان حكومة محلب هي حكومة المستثمرين وحكومة الاستثمار ولهذا فنحن نحتاج الي وزراء سياسيين أصحاب أفكار مبتكرة وقرارات جريئة في مجال الاقتصاد والمال والاعمال والاستثمار ويكفي في كل وزارة وجود نائب للوزير ووكلاء تكنوقراط لتسيير اعمال الوزارة الفنية ولكن القرار النهائي يجب ان يكون سياسيا لمصلحة الوطن.. ووزراء في مواقع العمل وليس في مكتب الوزارة. ان عمر حكومة محلب لن تزيد عن ستة اشهر يتم خلالها استكمال خارطة الطريق باقامة انتخابات رئاسية حرة نزيهة وانتخابات برلمانية يحتاج فيها الشعب بارادته الحرة نوابه في البرلمان والذين سيشكل منهم الاغلبية حكومة ثورة 30 يونيو القادمة. رغم انتقاداتنا لحكومة الببلاوي بأنها حكومة مرتعشة وجابت البلاوي إلا اننا نقدر شخص الدكتور حازم الببلاوي وحكومته التي عملت في ظروف صعبة للغاية.