احمد رجب في مثل هذا اليوم - 21 فبراير 1914- ولد مصطفي أمين وعلي أمين في بيت الزعيم سعد زغلول خال الأم، وفي هذا البيت الذي يموج بالسياسة وزعماء ثورة 19 أصدر الاثنان أخبار بيت الأمة في كراريس المدرسة وتطورت الموهبة الصحفية عندهما إلي فكرة إنشاء صحيفة أسبوعية في حجم الصحف اليومية، فعمر »أخبار اليوم« سبق تاريخ صدورها بزمان، إذ ظل الاثنان يضيفان ويحذفان الابواب في الصحيفة في مراسلات مستمرة بين جامعة جورجتاون بأمريكا حيث يدرس مصطفي أمين العلوم السياسية، وبين جامعة شيفلد بانجلترا حيث يدرس علي أمين الهندسة، ومرت أعوام والعمل يجري بين الاثنين في إعداد تفصيلات لصحيفة الحلم، إلي أن اكتملت الرتوش في مطلع الاربعينات، فصدر العدد الاول من أخبار اليوم في 11 نوفمبر 1944وكانت دار أخبار اليوم هي أول دار صحفية مصرية بين صحف عديدة كلها من أصل لبناني وأمسك الناس بالصحيفة الوليدة تغمرهم دهشة وغرابة الجديد الذي لم يألفوه، خصوصا أنها تصدر علي شكل الجريدة اليومية بينما هي أسبوعية، وبدأوا في التعرف علي محتوياتها: موضوعات إخبارية تزيح الستار عن أسرار هامة، والصورة الصحفية لها معني بلا كلمات تحتها وصحافة خبر تفتح الافواه دهشة ومحررون يطيرون إلي أنحاء الدنيا، وكتاب كبار يطلون طلة جديدة علي الناس، ورخا ورسوماته، وجاذبية خفية للجريدة نفسها، وصار العدد الأول الذي نفد عن آخره هو حديث الناس جميعا، ومن اشتراه ومن لم يجده، ولأول مرة في مصر يتعدي التوزيع المليون نسخة، لتبرز مشكلة عويصة في الورق والطباعة، وكانت مشكلة معقدة من مشاكل النجاح الساحق، رغم أن المشاكل دائما بنت الفشل. مائة سنة مرت، وسوف تمر مئات السنوات الاخري وليس في مصر إلا مدرسة صحفية متميزة واحدة اسمها دار أخبار اليوم، نشرت الصحافة الحديثة في العالم العربي كله، وسوف تظل مدرسة أخبار اليوم بلا منافس، فمن رابع المستحيلات استنساخ مصطفي أمين وعلي أمين جديدين.