مر 69 عاما علي شعار "أخبار اليوم .. صحافة شعب وليست صحافة سلطة"، هذا الشعار الذي أطلقه مصطفي وعلي أمين، الذي صار نبراسا يضيء طريق مؤسسة أخبار اليوم، التي كانت حلما يراود الأخوين حتي أصبح واقعا. وشهد عام 1944 مولد جمؤسسة"أخبار اليوم" بواسطة كل من مصطفي وعلي أمين، وبدأ التفكير بها بعد استقالة مصطفي من مجلة "الاثنين"، حيث أعلن عن رغبته في امتلاك دار صحفية تأتي علي غرار الدور الصحفية الأوروبية. وبالفعل ذهب مصطفي أمين إلي أحمد باشا رئيس الوزراء ووزير الداخلية ليتحدث معه في الصحيفة الجديدة، وطلب منه ترخيص لإصدار صحيفة سياسية باللغة العربية باسم "أخبار اليوم". وبدأ مصطفي في اتخاذ الإجراءات القانونية لإصدار الصحيفة في 22 أكتوبر 1944، وجاء يوم السبت 11 نوفمبر ليشهد صدور أول عدد من "أخبار اليوم"، وقد حققت الصحيفة انتشاراً هائلاً، وتم توزيع عشرات النسخ منها مع صدور العدد الأول، وقد سبق صدورها حملة دعاية ضخمة تولتها الأهرام، وقد قام الأخوان أمين بعد ذلك بشراء مجلة "أخر ساعة" عام 1946 من محمد التابعي. سخاء المؤسسة وعندما أصدرت جريدة أخبار اليوم في نوفمبر عام 1944 في شكلها الجديد وفي تبيوبها بهرت عيون القارئ المصري وظن الكثيرون أن هذا شيء جديد، وقد كتب المؤرخ والمخرج السينمائي أحمد كامل مرسي في ذكريات عن صاحبة الذكريات، وهو يشير إلي ذكريات فاطمة اليوسف – الطبعة الثالثة – يناير عام 1976 كتب يقول: "لا جدال في أن – أخبار اليوم – عندما ظهرت في الأربعينيات 1944 كانت متأثرة إلي حد بعيد سواء في الشكل أو المحتويات بالنهج الذي ابتكرته روز اليوسف اليومية وسارت عليه في الثلاثينيات". وبداية من 25 مارس عام 1935، ظهرت أخبار اليوم بشكل جديد قالت عنه روز اليوسف في ذكرياتها: "لم تكن الصحافة اليومية قد عرفت قبل ذلك جريدة تحمل هذا السخاء في الأبواب.. وأبواب جديدة تماما كأبواب الأطفال والتسلية، ولم تكن قد حملت رسما كاريكاتوريا قط، حتي الأزهر كان له باب.. وعرفت الصحافة فيها أيضا التعقيبات الصغيرة التي شاعت الآن.. كان يكتبها كامل الشناوي ويوسف حلمي". حتي شخصية المصري أفندي وكانت شخصية أساسية في أخبار اليوم بالمسبحة في يده وطربوشه المتراجع إلي الخلف نظارته التقليدية.. قالت "فاطمة اليوسف": "شخصية المصري أفندي ولدت علي صفحات روز اليوسف.. كانت "الكشكول" ترسم شخصية جحا، وأردنا أن تكون لنا شخصية أخري" وكانت لدينا مجموعة كاريكاتير من الصحف الأجنبية، وجدنا فيها أنا والأستاذ التابعي شخصية رجل يشبه "المصري أفندي" يلبس قبعة ويحمل في يده مظلة. واقتبسنا شخصيته بعد أن ألبسناه الطربوش ووضعنا في يده المسبحة، وبدأ "صاروخان" يرسم "المصري أفندي". بصمة المؤسسة وتبقي أخبار اليوم مدرسة لها بصماتها علي الصحافة المصرية والعربية صحافة الخبر والجري وراءه وتوثيقه وتوسيعه.. مدرسة صحافة الخدمات.. السوق واحتياجات ربة البيت.. وصحافة الموضوعات الإنسانية والوصول إلي أطراف هذا الحدث أو ذاك.. والمهارة في استخدام الكاريكاتير.. واستخدام عنصر الإثارة في الشكل والموضوع وأذكر أن عددا من الصحفيين أثار موضوع المانشيت الأحمر علي صدر الجريدة وطالبوا بمحاربته والاستغناء عنه، وحالت بعض الجرائد التجربة الجديدة، ولكنها تراجعت وعادت سيرتها الأولي، وإذا تأملنا الصحفيين في مختلف الصحف القومية والحزبية لوجدنا الغالبية منهم قد تربوا في مدرسة أخبار اليوم. كتابها الأوائل الكاتب الساخر أحمد رجب واشتهر بكلمات ساخرة تحت اسم "نصف كلمة"، رسام الكاريكاتير مصطفي حسين. إصدارات المؤسسة جريدة أخبار اليوم، جريدة الأخبار المصرية، مجلة آخر ساعة، جريدة أخبار الرياضة، مجلة أخبار النجوم، جريدة أخبار الأدب، كتاب اليوم، جريدة أخبار الحوادث، جريدة أخبار السيارات، مجلة الأطفال بلبل، بوابة أخبار اليوم. التوأمان وولد التوأمان مصطفى وعلي أمين في 21 فبراير 1914، وكان والدهما أمين أبو يوسف محاميا كبيرا، أما والدتهما فهي ابنة أخت الزعيم سعد زغلول، ومن هنا انعكست الحياة السياسة بشكل كبير على حياة الطفلين حيث نشئا وترعرعا في بيت زعيم الأمة. وسافر مصطفى أمين إلى أمريكا لإكمال دراسته فالتحق بجامعة جورج تاون، ودرس العلوم السياسية، وحصل على درجة الماجيستير في العلوم السياسية مع مرتبة الشرف الأولى عام 1938، ثم عاد إلى مصر وعمل كمدرس لمادة الصحافة بالجامعة الأمريكية لمدة أربع سنوات. كان مصطفى أمين صحفياً بارعاً يعشق مهنته يتصيد الأخبار ويحملها للمجلة، يتمتع بقدر كبير من الإصرار والمثابرة، ويسعى وراء الخبر أينما كان، وكان أول باب ثابت حرره بعنوان "لا يا شيخ" في مجلة روز اليوسف. وقد أصدر مصطفى أمين عدد من المجلات والصحف منها "مجلة الربيع " و"صدى الشرق" وغيرها والتي أوقفتها الحكومة نظراً للانتقادات التي توجهها هذه المجلات والصحف إليها. أما علي أمين بدأ حياته الصحفية في عام 1922م، حيث كان عمره ثمان سنوات، وأصدر مع شقيقه مجلة اسمها "الحقوق" مكتوبة بالقلم الرصاص وتحتوي على أخبار البيت، الضيوف والزوار والأم والبيت والطباخ والشغالة، وعام 1924م أصدرا مجلة "سنة ثالثة ثالث" ثم أصدرا مجلة "عمارة البالي" لأولاد الحي الذي يقيمان فيه.