د. محمود عطىة ربما يكون أول دروس التأثير الاعلامي التي تم تلقينها لطلاب الإعلام هو التركيز علي الاستثارة العاطفة لمتلقي الرسالة الإعلامية سواء كان قارئا أو مشاهدا حتي تشد الرسالة انتباه المتلقي وتحقق المرجو..! وحكام العالم الثالث كانوا دائما الأقدر علي امتطاء الإعلام وفهم نظرية الإثارة العاطفية والشد عليها بالنواجذ لرسم صورة للحاكم ولسياسته التي تجعله زورا وبهتانا منحازا للوطن ولمحدودي الدخل والفقراء من أبناء شعبه..ولعل نظام مبارك الأجدر في استخدام الإعلام وتسخيره لخدمة نظامه..ولولا شباب مواقع التواصل الاجتماعي لظل مبارك يمارس فينا ديكتاتوريته الإعلامية.. ومن العجب أن يظل الكثير من وسائل إعلامنا متمسكا بنظرية الإثارة العاطفية بأطيافها المختلفة..وينسون التأثير العقلي بجانب العاطفي واحتياجنا الماس إليه وسط جبال الجهل التي ولدت العديد من صور الإرهاب ..! ولعل في الرسالة الإعلامية التي حملها الهدهد لسيدنا سليمان عليه السلام تجمع بين إثارة العقل والعاطفة معاً درسا للإعلام المطلوب حين يقول "إِنِّي وَجَدْتُ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ وَجَدْتُهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لا يَهْتَدُونَ أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ" (النمل : 23-24-25).. والفقرة الأخيرة من الآية تركز تماما علي إثارة العقل والمنطق ومخاطبة لواقع يجب أن يقوم..ألسنا في حاجة ماسة في مرحلتنا الانتقالية لطي صفحة إعلام الإثارة إلي إعلام الهدهد..!